صورة شنيعة من تايلند.. لاعبٌ مقيّد القدمين
2019-02-04 - 2:19 م
مرآة البحرين (خاص): اختارت السلطات التايلاندية أن تظهر عدم اكتراثها إزاء الانتقادات التي تتعرض لها بسبب احتجازها اللاعب البحريني اللاجئ في استراليا حكيم العريبي. وتفضيلها محاباة العائلة الحاكمة في البحرين التي لديها استثمارات مشتركة مع قيادات تايلاندية.
ومع تجمّع عدد كبير من مندوبي وسائل الإعلام العالمية وحضور مندوبي الوكالات الإخبارية العالمية، قامت الشرطة التايلاندية بتقديم مشهد مقزز لحال السجناء في سجونها، فقد أحضرت السجناء بلباس السجن، وأقدامهم مقيّدة بالقيود الحديدية، وعدد كبير منهم حليق الرأس.
مرّ السجناء في طابور متتالٍ، وتم تأخير حكيم العريبي الذي تم إنزاله من الباص حافيًا مقيّد القدمين ويحيط به على جانبيه ومن خلفه رجال أمن يقتادونه، ويدفعونه للأمام كي لا يتوقف ويتحدث براحة مع وسائل الإعلام.
سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور وصفت عبر حسابها في تويتر تقييد اللاعب حكيم العريبي من رجليه الحافيتين ب «الشائن» و«الشنيع».
وعبّر آخرون عن تأثرهم للصورة التي تم إحضار العريبي بها إلى المحاكمة، وأبدى آخرون تأثرهم من النداء الذي وجهه العريبي عبر وسائل الإعلام «رجاءًا لا تعيدوني إلى البحرين».
إنه لاعب كرة قدم، لاجئ منذ سنوات، مسالم تماماً، وحاصل على لجوء قانوني في استراليا، ويحظى بتعاطف عالمي من مجتمع كرة القدم وحقوق الإنسان، رغم ذلك يتم معاملته كمجرم خطير، ويتم تقييده من قدميه اللتين يلعب بهما كرة القدم، ويتم اقتياده وسط حراسة مشددة. إنها صورة لا تبعث على التفاؤل ولا الإعجاب بتايلاند.
وجّه حكيم العريبي رسالته لوسائل الإعلام وهو يعبر إلى البوابة سريعا رجاءً لا تعيدوني إلى البحرين». ليجيبه صوت الإعلامي الاسترالي الكابتن السابق للمنتخب الاسترالي غريغ فوستر «حكيم، كل استراليا والاستراليين معك، ابق قويّاً».
أنكر العريبي التهم الموجهة من السلطات البحرينية، ومنح القاضي محامي العريبي فرصة لتقديم دفاعه وحدد موعد الجلسة المقبلة في 22 أبريل المقبل، ورفض بإصرار منح العريبي حريته مقابل كفالة مادية، وقرر مواصلة سجنه شهراً إضافياً، رغم أن العريبي مسجون في تايلاند منذ نحو 70 يوماً. قرار آخر لا يبعث على الإعجاب.
بحث بسيط على جوجل، يبيّن لك من خلال منظمة العفو الدولية، إلى أي حد تهتم تايلاند بملفها الحقوقي، الحقيقة أنه ملف يجعل القلق يشتدّ على العريبي الذي وقع في قبضة دولة في الحد الأدنى لا تكترث.
لا يملك حكيم العريبي الآن رفاهية اليأس، فهناك زوجة تنتظره وحيدة في استراليا، وهناك عائلته القلقة في البحرين، ليس أمامه إلا أن يعبر هذه الفترة، ليعود إلى البلد الذي منحه حق اللجوء، وفتح له ملاعبه، وأعطاه فرصة جديدة لن يحصل عليها في البحرين التي تصر على إيداعه السجن لعشر سنوات كاملة.
تعرف تايلاند جيداً إن صورتها كبلد سياحي ذي طابع هادئ ومسالم، يتضرر مع كل يوم تنتشر فيه صورة قدميّ حكيم العريبي مغلولتين بالقيود.