جردة حساب عاشوراء 2018... اعتقال خطباء ومنشدين ومعزين وإداريي مآتم
2018-09-23 - 1:27 ص
مرآة البحرين (خاص): يختتم يوم غد موسم عاشوراء السنوي في البحرين، وذلك بتنظيم مواكب عزاء مركزية في جزيرة سترة.
ورغم التضييق الشديد، وغياب أهم رموز عاشوراء مثل الزعيم الروحي للشيعة في البحرين آية الله الشيخ عيسى قاسم، وزعيم المعارضة الشيخ علي سلمان، إلا أن مئات الآلاف أحيوا المناسبة، وملأوا المآتم والشوارع مشاركين في المراسم الدينية التي يحييها المسلمون الشيعة، والتي ظلّت ترمز إلى مقاومة الظلم والطغيان وعدم السكوت عنه.
حتى يوم أمس، تواصلت الاعتقالات في صفوف المشاركين بإحياء المناسبة، واعتقل معزّ شارك في موكب عزاء "الديه" المركزي، الذي يقام ظهر الحادي عشر من محرّم كل عام. وقالت الداخلية في تصريح على حسابها في "تويتر" إن اعتقال الشاب "جاء بعد مناوشات أمنية أعقبت انتهاء العزاء"، متّهمة مجموعة من المشاركين بالتعدي على الشارع العام وعرقلة الحركة المرورية وقذف الحجارة وإشعال الحرائق، ومتوعّدة بالقبض على الباقين.
وأغلقت السلطات كافة المنافذ المؤدية إلى منطقة الديه قبل موعد انطلاق المواكب العزائية، لتقليل عدد المشاركين إلى أقل ما يمكن. ومنذ 8 سنوات، اعتاد محتجّون على الخروج في هذه المناسبة بعد انتهاء موكب العزاء في تظاهرات تجاه دوّار اللؤلؤة، مركز احتجاجات 2011 التاريخية، القريب من الديه.
من جانب آخر، قالت السلطات إنها اعتقلت الحاج مجيد (المعروف بالحاج صمود) لمشاركته في موكب عزاء غير مرخّص.
وقمعت السلطات مسيرة عزائية جابت شوارع قرية النويدرات وردّدت شعارات سياسية مناوئة للنظام يوم الخميس الماضي 20 سبتمبر/أيلول 2018، المصادف العاشر من المحرم، وشارك في المسيرة التي تنظّم بشكل سنوي منذ 2011 العشرات من أهالي النويدرات، رافعين صور معتقلين سياسيين وقادة المعارضة.
واستدعت وزارة الداخلية للتحقيق مواطنين أدوا الصلاة في العاصمة المنامة وشاركوا في مراسم العزاء ليلة العاشر من المحرم (19 سبتمبر/ أيلول 2018)، وذكرت معلومات أن استدعاء المصلين كان على خلفية رفع صور آية الله الشيخ عيسى قاسم.
وحتى العام 2014 كانت الصلاة المركزية تقام سنويا ليلة عاشوراء في العاصمة المنامة بإمامة آية الله قاسم أو الشيخ علي سلمان، لكن السلطات اعتقلت الأخير وأسقطت الجنسية عّن الأول قبل أن تضعه تحت الإقامة الجبرية.
واشتبك محتجّون، في العديد من المناطق، مع قوات أمنية قامت بنزع لافتات وأعلام سوداء تحمل شعارات دينية مرتبطة بذكرى عاشوراء، دأب الأهالي على تعليقها في شوارع مناطقهم كل عام، للتعبير عن مظاهر المناسبة.
وكانت قوات الأمن تستنفر حتى ساعات الفجر في العديد من القرى والمدن مسنودة بآليات وعناصر مدنية مسلّحة، للقيام بمهمّة نزع اللافتات واليافطات العاشورائية، كما أنّها أمرت موكب عزاء بإنزال صورة للشيخ عيسى قاسم. وقامت قوات الأمن، وكعادتها السنوية أيضا، بتحطيم العديد من أكشاك "المضائف" التي تقدّم الأطعمة بشكل تطوّعي للمشاركين في المآتم والعزاء.
واعتقُل رئيس مأتم رأس رمان شاكر الماجد، والرادود (المنشد) في المأتم سيد محمود الوداعي، كما اعتقل المنشد السيد حسين الموسوي.
وقررت النيابة العامة حبس كل من محمد بو حميد وعبد الله بوراشد، الإداريين في مأتم الإمام الرضا بقرية المالكية، بعد أن سار موكب العزاء في القرية على طريقه المعتاد، يوم التاسع من المحرّم، على الرغم من قيام محتجّين بخطّ اسم ملك البلاد على أرضية الشارع ليدوسه المشاركون.
ورغم ممارسة الخطباء والمآتم رقابة ذاتية على محتوى الخطب والمحاضرات والقصائد، زّجت السلطات الأمنية بخمسة من خطباء المنابر الحسينية في السجن، باتهامات تتعلق بمحاضراتهم التي تبث في الغالب على الهواء مباشرة، عن طريق موقع يوتيوب.
ومن بين المعتقلين الشيخ ياسين الجمري، الذي عبّر عن الأسف لحال البحرينيين المطلوبين أمنيا، في إحدى خطبه.
كما اعتقل الشيخ هاني البناء، أحد أبرز رجال الدين المشتغلين بالتبليغ وإلقاء المحاضرات الدينية والتربوية. ولم يعرف بالتحديد وجه اعتراض السلطات الأمنية على محاضراته، التي لا تحوي سوى نقد ثقافي واجتماعي من منظور ديني.
واعتقل الخطيب المعروف الشيخ محمّد الريّاش، رغم أنّ محاضراته لا تبثّ على الهواء مباشرة، مثل باقي الخطباء. كما اعتقل الخطيب الشيخ مجيد السهلاوي.
وجاء اعتقال رجل الدين المعروف السيد كامل الهاشمي، بعد أن نشر تعليقا هاجم فيه الحكومة بسبب اعتقال الخطباء، على حسابه في انستجرام.
واستدعت السلطات للتحقيق حوالي 10 خطباء آخرين بحجة ممارستهم التحريض على الحكومة في محاضراتهم الدينية، ثم أفرجت عنهم، وفق ما ذكر ناشطون.
ومن بين من وردت أسماؤهم ضمن المستدعين للتحقيق الشيخ علي الجفيري، الشيخ منير المعتوق، الشيخ جعفر الستري، الشيخ جاسم الدمستاني، السيد صادق الغريفي، الشيخ مهدي الكرزكاني، السيد محيي المشعل، الشيخ محمد الشيخ، ملا محمد الملا، الشيخ بشار العالي.
ويبدو أن السلطات الأمنية، وعلى رأسها جهاز الأمن الوطني، تراقب محتوى الخطب الدينية من على منابر المآتم بشكل جاد ودقيق جدا، لكن ذلك لم يمنع المآتم من الاستمرار في بث المحاضرات على الهواء مباشرة.
عاشوراء البحرين انتهى، مرتفع الصوت، لكنه كان مصحوباً بالقمع والاستهداف، كما في كل عام.