صفاء الخواجة: السجن وإعادة تدوين ملامح الألم.. المهمة الأصعب
صفاء الخواجة - 2018-08-13 - 11:00 م
أكثر اللحظات ألماً وصعوبةً، وأسوأ ساعات اليوم ودقائق العمل ثقلا، هي تلك التي نقرر فيها الكتابة أو الحديث عن أولئك الذين يتحالف ضدهم المرض وأوجاعه، والسجن وعذاباته، والسجان وقسوة معاملته.
يعيش المحكومون في السجون البحرينية وتحديدا "سجن جو المركزي" أوضاعاً صحية استثنائية، نادرا ما شهدها معتقلون في مناطق أخرى من العالم، فصور معاناتهم متعددة، والانتهاكات بحقهم كثيرة. عشرات الشهادات والقصص القاسية تروي تفاصيل قسوة المعاملة وظروف السجن السيئة، وتعكس حجم المأساة وأشكال المعاناة، مع أكثر القضايا الإنسانية، لتؤكد بمجموعها أنّ الملف الطبي هو الأقسى ألماً ووجعاً في سجون البحرين؟
المعتقل علي عبدالله البناء "٢٤عاما" اعتقل ٤ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠١٢ وحكم بالسجن ١٥ سنة و٦ أشهر. أصيب علي في ١٠ مارس/آذار "أحداث مارس في سجن جو المركزي" بكسر في الكتف وإصابة في طبلة الاذن ومازال يعاني من آلام الكسر، حيث لم يسمح له بتلقي العلاج إضافة إلى معاناته من حصى في الكلى.
لم تقتصر معاناة علي على وضعه الصحي بل شملت أيضا عدم تواصله مع أسرته التى لم يرها لمدة تزيد عن العام والنصف ليتضاعف معها الألم النفسي.
طالت معاناته اليوم حتى وصلت إلى الماء.
أن تعذب أحدهم وتتركه ليتألم ليس إهمالاً، أن تمنع العلاج والزيارات والطعام عن معتقل رأي أو سجين سياسي ليس إهمالاً، أن تصادر العلاج من المريض وأن تماطل في إجراءات روتينية بينما يموت إنسان، كلها جرائم بعيدة كل البعد عن الإهمال.
المعتقل سيد عدنان الخباز اعتقل ٢٨ مارس/آذار ٢٠١٧ وحكم بالسجن ٥ سنوات يعاني من الآلام الشديدة إثر إصابته برصاص الشوزن في رجله وأيضا جراء إصابة قديمة في يده، وبات الآن لا يشعر بها بعد أن حرم من العلاج طوال فترة توقيفه في الحوض الجاف.
ذكر الطبيب المختص عند زيارة المعتقل له بأنه بحاجة ماسة إلى إجراء أشعة ليده ورجله إضافة إلى إجراء عملية جراحية لإزالة شظايا الشوزن كما أن لديه التهاباً في عصب اليد.
الحرمان من الرعاية الصحية في السجون والتي باتت شكوى شائعة من المحتجزين وأسرهم على السواء، تمثل انتهاكًا للحق في الصحة للمحتجزين، كما ورد في الدستور البحريني، والمواثيق الدولية الملزمة التي صادقت عليها البحرين.
*ناشطة بحرينية في مجال حقوق الإنسان.