مرشد الثورة ينتقد أمريكا لانسحابها "المسرحي" من الاتفاق النووي
2018-05-24 - 7:21 ص
مرآة البحرين (رويترز): هاجم الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي يوم الأربعاء من جديد موقف واشنطن الرافض للاتفاق النووي مع طهران قائلا إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي يبرهن على أن طهران لا يمكنها التعامل مع بلد لا يفي بالتزاماته.
وفي أول تصريحات علنية له منذ أن طالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران بإجراء تغييرات سياسة شاملة عبر خامنئي عن اشمئزازه مما وصفه بالأسلوب العشوائي والمتباهي الذي تخلت بموجبه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاتفاق.
وقال في مقتطفات من كلمة نشرت على موقعه الإلكتروني الرسمي "لا يمكن للجمهورية الإسلامية أن تتعامل مع حكومة تنتهك بسهولة اتفاقا دوليا وتسحب توقيعها عليه وتتباهى في استعراض مسرحي بانسحابها ذلك على شاشات التلفزيون".
وأشار خامنئي إلى ما وصفه بتجاربه مع سلوك الحكومات الأمريكية المتعاقبة إزاء طهران على مدى عقود فقال "التجربة الأولى تتمثل فی أن حكومة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة أیضا لا یمكنها التعامل مع أمريكا. ولكن لماذا؟ لأن أمريكا لا تلتزم بتعهداتها".
وأضاف "التزمت إيران بالاتفاق ولم يكن لهم (الأمريكيون) أي مبرر. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارا التزام إيران. لكن وكما رأيتم هم يلغون بسهولة هذا الاتفاق الدولي".
وقال خامنئي "الرئيس الأمريكي الحالي سيلقى نفس مصير سابقيه: بوش والمحافظين الجدد وريجان، وسيمحى من التاريخ".
ولم يشر خامنئي بصورة مباشرة لتصريحات بومبيو يوم الاثنين والتي هدد خلالها إيران "بأقوى عقوبات في التاريخ" إذا لم تحجم نفوذها الإقليمي، متهما طهران بدعم الجماعات المسلحة في دول مثل سوريا ولبنان واليمن.
وكان بومبيو يتحدث بعد أسبوعين من انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران والذي رفعت بموجبه العقوبات عن طهران مقابل كبح برنامجها النووي. وترى القوى الأوروبية أن الاتفاق هو أفضل فرصة لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي.
وتحول خامنئي بحديثه إلى القوى الأوروبية الأخرى فقال إن إيران لا ترغب في بدء خلاف مع أوروبا لكن التجربة أظهرت أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا تتبع حليفتها واشنطن في "أكثر الأمور حساسية".
وحدد خامنئي سبعة شروط اليوم الأربعاء للإبقاء على الاتفاق النووي مع القوى العالمية من ضمنها اتخاذ البنوك الأوروبية خطوات لتأمين التجارة مع بلاده بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
وجاء على موقع خامنئي الرسمي أنه اشترط أيضا أن تحمي القوى الأوروبية مبيعات النفط الإيرانية في مواجهة الضغوط الأمريكية وأن تواصل شراء النفط الخام الإيراني وأن تعد بألا تسعى لمفاوضات جديدة بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية وأنشطتها بالشرق الأوسط.
وقال خامنئي "يجب أن تؤمن البنوك الأوروبية التجارة مع الجمهورية الإسلامية. لا نريد أن نبدأ نزاعا مع هذه الدول الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) لكننا لا نثق بها أيضا... ويجب أن تضمن أوروبا مبيعات النفط الإيرانية ضمانا تاما. وفي حالة تمكن الأمريكيين من الإضرار بمبيعاتنا النفطية... يجب أن يعوض الأوروبيون هذا ويشتروا النفط الإيراني".
وقالت فرنسا، وهي واحدة من عدة قوى أوروبية استاءت من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرم عام 2015، إن أسلوب واشنطن في فرض مزيد من العقوبات على طهران سيعزز موقف المتشددين المهيمنين في البلاد.
وأبلغ وزير الخارجية الألماني هايكو ماس مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يوم الأربعاء بأن "أوروبا متحدة جدا جدا في موقفها إزاء الاتفاق النووي مع إيران، وهذا لن يتغير" لأنها تخشى من انتشار الأسلحة النووية على أعتابها.
وقال رئيس أركان الجيش الإيراني الميجر جنرال محمد باقري إن إيران لن ترضخ لضغوط واشنطن للحد من أنشطتها العسكرية.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية عنه قوله "هذا العدو (الولايات المتحدة) لا يملك الشجاعة للمواجهة العسكرية ولخوض حرب وجها لوجه مع إيران لكنه يحاول وضع ضغوط اقتصادية ونفسية على الأمة الإيرانية".
تعريض المنطقة للخطر
في دمشق، رفض نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد فكرة انسحاب القوات الإيرانية.
وفي الصراع السوري المستمر منذ أكثر من سبع سنوات، قدمت إيران دعما حيويا لجيش حكومة الرئيس بشار الأسد. وساعدت قواتها والفصائل التي تدعمها في المنطقة بما في ذلك حزب الله اللبناني دمشق على استعادة السيطرة على المدن الكبرى من المتشددين ومقاتلي المعارضة.
ونقلت قناة الميادين التلفزيونية اللبنانية عن المقداد قوله "انسحاب أو بقاء القوات الإيرانية أو حزب الله من سوريا غير مطروح للنقاش لأنه شأن يخص الحكومة السورية".
وقال وزير الخارجية الأمريكي يوم الأربعاء أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي إن إدارة ترامب تعتزم العمل مع "أكبر عدد ممكن من الشركاء والأصدقاء والحلفاء" لوقف ما وصفه بكل تهديدات طهران سواء النووية أو غير النووية.
وفي باريس ، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي وتطبيق استراتيجية صارمة ضد طهران من شأنه أن يعزز المتشددين في إيران ويعرض المنطقة للخطر.
وقال لو دريان لراديو فرانس إنتر "نختلف مع هذا الأسلوب لأن هذه المجموعة من العقوبات التي ستُفرض على إيران لن تتيح مجالا للحوار بل على النقيض ستعزز المتشددين وستضعف الرئيس (حسن) روحاني. هذا الموقف قد يعرض المنطقة لمزيد من الخطر".
وذكر أن باريس سوف تستمر في تنفيذ الاتفاق حتى لو اتفقت مع الولايات المتحدة على ضرورة الحد من نشاط الصواريخ الباليستية الإيرانية وطموحات الهيمنة الإقليمية.
وقال إن باريس تشارك واشنطن قلقها بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية والطموحات الإقليمية لكن الاتفاق النووي لعام 2015 كان أفضل فرصة لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية.
- 2024-05-20مرشد الثورة يعلن الحداد العام في إيران لمدة 5 أيام لاستشهاد الرئيس ومرافقيه
- 2023-06-19السلطات السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق معارض من القطيف
- 2022-12-12عضو في الكنيست يتوقع اتفاقيات سلام مع السعودية العام المقبل
- 2022-12-03وزير الشؤون الإسلامية السعودي محذّرا من "الإخوان المسلمين": من يريد وطنا مستقرا فلا يأمن لهم
- 2022-07-05ازدياد قياسي في التجارة بين الكيان الصهيوني والدول العربية بعد اتفاقيات أبراهام