مغامرات أنجال الملك: رسوم سباقات الفورمولا كان يمكن أن تبني أكثر من 6 آلاف وحدة سكنية
2018-04-06 - 5:24 م
مرآة البحرين (خاص): خلف هدير محركات سيارات الفورمولا واحد تختفي أصوات المعارضين المطالبين بالإصلاحات السياسية في البحرين منذ العام 2011. وعلى ما يبدو فإن تلك السيارات السريعة تنجح في مهامها.
شكّل ذلك السباق حلبة صراع بين المعارضة والحكومة على مدى السبع السنوات الأخيرة، وحاولت جماعات ضغط حقوقية عرقلة السباق باعتباره "أداة تستخدمها البحرين لتلميع صورتها وإخفاء مشاهد القتل والتعذيب التي تمارسها بحق معارضيها".
ورغم توقفه لعام واحد خلال احتجاجات فبراير/شباط 2011، نجحت الحكومة باستخدام القوة في إعادة السباق. كان أحد أكثر السباقات دموية سباق العام 2012 الذي أقيم بينما كانت الشرطة تقتل صلاح عباس (30 عاما)، وتفتح النار على عشرات المحتجين.
لم تكن تلك السباقات محل ترحيب للاعتبارات السياسية التي شهدتها البلاد بعد 2011. وحتى على المستوى الرياضي، لم تكن سباقات السيارات محل اهتمام البحرينيين كما هو الحال مع الرياضة الشعبية الأولى في العالم كرة القدم، الكرة الطائرة أو كرة اليد التي وصل رجالها إلى نهائيات كأس العالم.
لكن من أين جاء اهتمام البحرين بها؟! كان إعلان ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة عن رغبة البحرين في استضافة السباق مفاجئا، وكان الغرض "الترويج للبحرين". لم يكن ذلك الغرض حقيقيا، إنما هواية قديمة لنجل الملك الذي يفرح عندما يشاهد السيارات تدور، حتى لو كان ذلك على حلبة كلفة بنائها 60 مليون دينار.
أهملت الحكومة رياضات شعبية، وأنفقت مئات الملايين على رياضات يهواها أنجال ملك البحرين: السيارات لسلمان، الخيول لناصر وفنون القتال المختلطة لخالد، ولا نعلم لحد اليوم ما هي الرياضة التي يعشقها الصغير سلطان، لكن البحرينيين يعلمون أن عبدالله، لحسن حظهم، عديم الاهتمامات!
من أجل استضافة السباق، تدفع البحرين رسوما سنوية تزيد 5% كل عام، حتى بلغت في النسخة الأخيرة بحسب مجلة فوربس 20 مليون دينار. يحمل السباق الذي ينطلق الليلة رقم النسخة الرابعة عشر، وهذا يعني أن خزينة الدولة استنزفت ما مجموعه أكثر من 200 مليون دينار من أجل استضافة السباق حتى اليوم.
تقول شركة ممتلكات (الذراع الاستثمارية للبحرين) إن شركة حلبة البحرين أكثر الشركات استنزافا لموارد الشركة القابضة بعد شركة طيران الخليج التي تستنزف هي الأخرى مئات الملايين من غير حساب.
شركة الحلبة التي لم تسجل ربحا منذ تأسيسها، كشفت أرقام وزير المواصلات كمال أحمد أن خسائرها التشغيلية بلغت 131 مليون دينار خلال العشرة الأعوام الأخيرة فقط، في بلد غارق في الفقر والمشكلات الاقتصادية.
بينما يستمتع سلمان بن حمد بالتحفة الفنية التي صممها الألماني هيرمن تيلكي، فإن آلاف البحرينيين القابعين في قرى متهالكة يستمرون في التظاهر من أجل وقف ما يمثله هذا السباق من واجهة لإهدار الثروة الوطنية لصالح عدد صغير من أبناء العائلة الحاكمة وضيوفهم الكبار.
وفي البلد الذي تتراكم فيه الطلبات الإسكانية، من شأن الأموال التي صرفها ولي العهد على هوايته 14 عاما أن تبني لوحدها نحو 6500 وحدة سكنية أو مستشفيين بحجم مستشفى "الملك حمد"! لكم أن تتخيلوا كم من المشكلات الاقتصادية والسياسية يمكن تجاوزها إذا ما تم توقفّت خزينة الدولة عن تمويل هوايات ومغامرات أنجال الملك!