» تقارير
برويز يروي من داخل السجن.. هكذا عذبنا ابن الملك
2012-05-31 - 1:46 م
مرآة البحرين (خاص): محمد حسن محمد جواد، الملقّب بـ"برويز"، تعني المنقذ، صار لا يُعرف إلا به. ثائر عنيد ضد النظام المستبد. ذو همّ حقوقي لا سياسي. منذ طفولته برزت ملامح القوّة الجسدية بالإضافة إلى جرأته في الدفاع عن المظلومين أينما وجدوا. صحفي ألماني عايش حدث فجر الخميس الدامي17 فبراير 2011، قال إنه رأى جيفارا في عيني ذاك الرجل الستيني وهو ينقذ المصابين بلا كلل.
ديسمبر 1996/ سترة كتلة نار
أحداث التسعينات في أوجّها، مبادرات للحل السياسي تم التراجع عنها من قبل الدولة مما فاقم الوضع أكثر. كان برويز في بيته يدفئ جسده المصاب بنزلة برد، حين سمع مناوشات بين الشباب والشرطة في الخارج، قفز من مكانه وهرع لفتح باب البيت، شارك الشباب في منع القوات من اقتحام الحي، أشعل معهم الإطارات لصد الشارع، ثم خرج بسيارته، لم تمر سويعات حتى حوّل سترة لكتلة نار ملتهبة. عاد إلى البيت ينتظر اعتقاله. قُبض عليه فجرًا وانقطعت أخباره لمدة 9 أشهر، فيما فُرضت الإقامة الجبرية على عائلته لمدة 4 أشهر و10 أيام. أفرج عنه بعد عام.
احتقار فليفل
في التسعينات، شارك في مسيرة بمنطقة (رأس رمان) نصرة لقضية فلسطين. تلقى إحضارية في اليوم التالي، ذهب صباحًا وعاد المنزل متأخرًا، كانت عيناه محمرتين وباطن قدميه منتفخة لا يقوى على تحريكهما. احتاج لوضعها في حوض ماء بارد لمدة ثلاثة أسابيع. حين سُأل عما حدث، قال: أخذوني لمبنى المخابرات، سألني عادل فليفل: ليش تطالعني باحتقار. أجبته: لأنك حقير. ارتعد عادل فليفل وأمر بتعليق رجلي وضربها من 11 صباحًا حتى 5 عصرًا. رموني في الخارج، لم أملك خيار إلا أن أستلقي في الشارع، لمحني أخي مارًا بالصدفة من هناك، ونقلني إلى البيت.
إن ما وقفتوه بنعتقله الليلة
في ديسمبر 2011 اتصل الأخ الأكبر لبرويز محذرًا إياه: برويز، توقف عن التحدث عن النظام، وزير الداخلية شخصيًا اتصل بي وقال إنك البارحة (ليلة الثامن من محرم 1432) في عزاء المنامة تشتم وتتعدى على الذات الملكية، وقال:إن ماوقفتوه بنعتقله الليلة. رد برويز بهدوء: حاضر.
في الليلة التالية (التاسع من محرم) وقف في نفس المكان والتوقيت وحمل صور المعتقلين السياسيين، وجمع التبرعات لعوائل المعتقلين، صاح عبر السماعة: وزير الداخلية اتصل يهدد باعتقالي إن تحدثت عن الملك الظالم، والمنتهك للحرمات وحقوق الإنسان وقاتل الأبرياء.. الخ.
قبض عليه في اليوم التالي مباشرة، بقى معتقلاً لمدة 33 يوما، أطلق سراحه في 25 يناير 2011. أيام وعاود الاعتصام أمام مبنى محكمة العدل لإطلاق سراح زملائه المعتقلين المتهمين بالخلية الإرهابية.
في طريقه للصلاة، التقته إحدى الشخصيات المعروفة، قال له ساخرًا: ها الحمد لله ع السلامة هكو الناس يقولون عنك إنك مجنون. رد برويز بثبات: لا يكتمل إيمان العبد حتى يظن الناس أنه مجنون، تحدثت عن الفقراء الذين لا يمتلكون مكيف في الهواء الحار. لا تقل أنا مجنون بل أنت جبان، لا تستطيع أن تفعل ما أنا فعلته.
سرعان ما هبّت نسائم الربيع العربي على البحرين بعد 20 يومًا من إطلاق سراح برويز.
بدأناها.. هالمرة بتصير ثورة
بات ليلة 14 فبراير 2011 على غير عادته، خارج المنزل. بعد صلاة الفجر، صرخ عبد الوهاب حسين بالمصلين في مسجد قرية النويدرات: "حي على الجهاد، حي على الجهاد". كان برويز أول المستجيبين، خرجوا يهتفون بمطالبهم، فرقهم الإطلاق الكثيف للغازات المسيلة للدموع.
عاد إلى سترة حيث مكان سكنه في الثامنة صباحًا، بدت عيناه حمراوين من أثر الغاز. بروح الثائر صرخ: بدأناها. رد أحدهم ساخرًا: هكو إلا قمعوكم. رد بثقة: إصبروا لا تستعجلون، اليوم العصر فيه دعوات لمسيرات غير مركزية لجميع القرى، هالمرة بتصير ثورة. عصر يوم 14 فبراير تصدّر مسيرة سترة، حمم رصاص الأمن نثرت الدماء على ملابسه وهو يحاول جاهدا إسعاف الجرحى.
فُتح دوار اللؤلؤة بدم الشهداء، قبل أن يغدر الجند بالنائمين المعتصمين في فجر 17 فبراير، وقبل أن تتحول البحرين إلى ثكنة عسكرية بدءاً من 15 مارس 2011.
اعتقال عند نقطة تفتيش
يروي برويز قصة اعتقاله: في 22 مارس 2011 ذهبت إلى مركز شرطة النعيم محاولاً تسلم سيارتي، بعد أن أطلق رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب من خلال شبكة التويتر ضرورة تقديم شكوى من أصحاب السيارات بخصوص سياراتهم المفقودة في الدوار اللؤلؤة. قُبض علي عند نقطة تفتيش قريبة من مركز النعيم، أوسعوني ضربًا وشتمًا ثم أخذوني لمركز النعيم، ما لبثت أن استلمتني القوات الخاصة التابعة للجيش وأخذوني إلى الدوار. كان كل شيء قد أُزيل. الدوار ونصب اللؤلؤة وكل ما كان يضج بالحياة لمدة شهر كامل. وحدها آلات الحرب تحاصر المكان، ووحدها العساكر المدججة تعيث فيه بطشاً. سألوني بشراسة: وين مكان السيارة؟ لم أستطع أن أميز مكانها، هنا، لا أقصد هناك، أوه أعتقد في ذلك المكان، استشاطوا غضبًا فكان الضرب عنيفاً لا يحتمل.
الانتقام من رجل ستيني يعد احتضارا. وقتها كنت أقرأ الآيات وأدعو لهم بالمغفرة. أعادوني إلى مركز شرطة النعيم، ثم جئ بأشخاص بلباس مدني ونقلوني لعيادة القلعة (مبنى وزارة الداخلية سيء الصيت يقع في وسط العاصمة المنامة).
سرداب القلعة
في عيادة القلعة، طلبوا مني خلع قميصي لعمل الأشعة، بعد الكشف قال الطبيب: صحته مثل الحصان، خذوه. أي قوموا بعملكم الأقصى تجاهه وبلا هوادة. فُتح الباب كان هناك سلم يؤدي إلى سرداب، دفعني الشرطي بقوة فتدحرجت حتى وصلت إلى أول السلم، أجبروني على النهوض سريعًا. السرداب يتكون من ممر طويل وضيق، مستوى السقف فيه منخفض بمحاذاة طول الإنسان العادي، على جانبي الممر غرف التعذيب، لا نوافذ تجدد رائحة الدم أو ضوء يطّهر المكان. على أحد جدران الزنزانة، ثبت في الجدار سرير من حديد، أدخلوني إحداها.
كل الحواس يصيبها الخدر إلا الأذنين، أصوات المعتقلين في الممرات تخترق القلب قبل الأذن. في السرداب لا يوجد غير الشياطين تعبث بجلدك وعظامك، لا ضوء، لا نوم لا شيء غير العذاب. "يجبروننا أن يكون وجهنا مقابلاً للجدار أثناء تناول الطعام، من دون الالتفات لليمين أو اليسار، وعادة ما يكون طعاما دسمًا ليتيقنوا أن الجسد قادر على تحمّل التعذيب ثانية. يفتحون عصابة العين أثناء الأكل فقط بينما اليد مكبلة بالأصفاد في وضع الجلوس".
من هم شباب 14 فبراير؟
بعد ثلاثة أيام من التعذيب المتواصل بدأ المحقق في محاولة نزع الاعترافات، يقول برويز: صوت غليظ ينادي: محمد حسن محمد جواد. أجبت بسرعة: نعم نعم. كنت منبطحًا على السرير ويدي مصفدة إلى الوراء. فتحوا الزنزانة فأمسك أحدهما بلحيتي والثاني جرني من شعري. بعدها تكالب ثمانية أشخاص علی ضربي ورفسي واقتادوني إلى غرفة التحقيق.
سمعت صوت المحقق يقول بهدوء: تفضل بالجلوس. إنت رحت الدوار؟، إي رحت: أجبت. قال المحقق: شفنا عندك بطاقتين الأولى: بطاقة مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني. هل أنت عضو فيها؟ أجبته بنعم. والبطاقة الثانية مكتوب فيها: المدير التنفيذي لاعتصام دوار حركة 14 فبراير. هل هذي بطاقتك؟ ترى فيها اسمك. قلت له: لا تخصني، في واجد يحملون نفس الاسم، في نويدرات أكثر من ثلاثة أشخاص يحملون نفس الاسم وفي رأس رمان عشرة. قاطعني: زين، ومن هم شباب 14 فبراير. أجبته: فيه 400 ألف شخص طلعوا مسيرة، روح اسالهم.
المحقق: من تعرف غيرهم. أجبته: أعرف حسن مشيمع، عبد الوهاب حسين، وإبراهيم شريف. ارتفع صوته عاليا: بعد إنت تعرف من؟ قلت: أعرف واحد اسمه عيسى الجودر( نائب الأمين العام لحركة حق من " توفي لاحقًا في ظروف طبيعية " ) وعلي ربيعة. قاطعني: لا تجيب لي أسامي من صوبنه، أبغي من صوبكم. ما بتتعاون معانه هااااه؟ انبطح. أمر الشرطة بوضع سلسلة الحديد بقدمي المربوطتين بالحديد، سحبتني السلسلة إلى أعلى السقف، صرت معلقا بالمقلوب، رأسي في الأسفل وقدمي في الأعلى بينما يداي وراء ظهري مصفدة بالأغلال والعصابة مربوطة على عيني.
كنت أسمع صوت الجهاز الكهربائي يطلق شرارًا، صعقني في صدري وفي قدمي عدة مرات، انتفض جسدي من شدة الصعق الكهربائي فقفز جسمي في الهواء وكانت السلاسل الحديدية تتطاير معي. لم يكتفوا بالصعق بل سدد أحدهم ضربة قوية على وجهي فيما الآخر يحاول خنقني بالحبل. عالم البرزخ تراءى حينها أمامي، فكنت أصرخ "أشهد أن لا إله إلا الله " وكلما زاد العذاب صرخت " الله أكبر". فجأة قال المحقق: نزلوه وزنه ثقيل. لحظات وقُذف بي أرضًا.
بعد تحقيق دام ساعات طويلة ساقوني للخارج مغشيا علي. رموني في الممر مع العشرات من المعتقلين المكدسين فوق بعضهم البعض. كل من يمر علينا يركلنا ويبصق علينا ويشتمنا، حتى العامل الآسيوي وهو ينظف المكان شارك في التنكيل. متى ما أرادوا إفاقتي يرموني بدلو من الماء. ذلك يعني أن أستعد لتناول وجبة الطعام الدسمة وبعدها يتركون التحلية (التعذيب) داخل غرفهم مع محقق آخر وأسئلة أخرى.
فخراوي .. معي على كرسي الإعدام
امتدت هذه الوحشية حتى 9 ابريل، أدخلوني إلى غرفة تعذيب أخرى، بعد أن أزالوا العصابة من عيني. قال الشرطي مهددًا: بتشوف ويش ينتظرك.كانت الغرفة بها كرسيان موصلان بأجهزة كهربائية، يتحكم المحقق بمقدار الجهد الكهربائي. المشهد مرعب. تشهدت وقرأت آية الكرسي. جلست على واحد منهما، أعادوا العصابة على عيني ثانية، وبدأ التحقيق معي، كلما كانت الإجابة غير مرضية زاد الجهد الكهربائي ومن ثم درجة الصعق، ينتفض جسدي من هول الكهرباء التي تمرر فيه.
سألني المحقق: أنت تعرف من جنبك؟ صوبك صديقك فخراوي. جاءوا به للتو، بدأ يسأل فخراوي: عندك علاقة بإيران؟ فكان يجيب فخراوي: كل علاقتي بإيران أني استضيف المشايخ في شهر محرم بالتنسيق مع السفارة الإيرانية، ولا شيء غير ذلك. صرنا نتشارك العذاب، نتشهد نحن الاثنين حسب درجة الصعق.
بعدها سكت فخراوي وتوقف الصعق عني، كان الشرطي يخاطب زميله مذعورًا: قتلته، قتلته. حينها توقعت بأن فخراوي أغمي عليه، لكني بعد شهور عرفت بأنه قد استشهد في السجن نتيجة التعذيب، كسرني موته الذي جربناه معًا.
جدار الصافرية يفصل بين ابن الملك وبرويز
يواصل برويز سرد ما علق في ذاكرته: " كنت ملقىً على الأرض في الممر، سحبوني إلى غرفة التعذيب مرة أخرى معصوب العين ويدي وراء ظهري مصفدة بالأغلال. بدت نبرة الشرطي حينها مختلفة وهو يستعد لاستقبال شخص مهم: الأمير، الأمير وصل.
اقترب الصوت متسائلاً: تعرفون من معاكم؟ التزمت الصمت فيما أجاب الصوت الذي بجانبي: لا ما نعرف أنت منو ؟ كان صوت صديقي محمد حبيب المقداد، إذًا هو معي هنا. الصوت: متأكدين ما تعرفون صوتي؟. المقداد: لا ما أعرف صوتك.
عاد يذّكرنا: أنا كان يفصل بيني وبينكم جدار في الصافرية. معاك الأمير ناصر بن حمد. لم نكن لنصدق حتى أمسك رأسينا ورفع ذقنينا إلى الأعلى، لنتمكن من رؤيته من تحت العصابة.
كانت الصدمة كبيرة بالنسبة لنا؟ ماذا يفعل ابن الملك في سرداب القلعة، لم يحدث في التاريخ أن يُشرف ابن ملك بنفسه علي تعذيب معارضيه. حين تأكد بأننا عرفنا شخصيته، سألنا بهدوء: أنتو شاركتوا في مسيرة الصافرية ؟ رد المقداد: نعم. قال ناصر: وشنهو قلتوا من شعارات. رد المقداد: الشعب هو الذي رفع الشعارات. سأله ناصر: طيب وشنو الشعب كان يرفع من شعارات؟ رد المقداد: الشعب يريد إسقاط النظام، وخليفوه شيل ايدك كل الشعب ما يريدك، وأخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما يبيعه. سأل ناصر بمكر: لا، فيه شعار أنت تناسيته، إتذكره أحسن لك. لم يطل في الإجابة رد المقداد: يسقط حمد.
ما إن انتهى المقداد من نطق هذا الشعار، أمسك ناصر بن حمد بيديه رأسينا وأطبقهما على بعض، وهو يصرخ: كيف تتجرآن على قول يسقط حمد وأنتم حثالة المجتمع. أخذ يشتم وأمسك بالسوط وبدأ يضربنا ويركلنا في كل مكان حتى أخذه التعب. فصار يستريح ويشرب الماء ثم يعاود التعذيب بادئا بسحب شعرنا ولحانا. لم يشارك معه أحد في تعذيبنا، تركوه يشفي غليله. كان يأمر سجانيه بأن يعلقوا أقدامنا ليضربنا. استمر التعذيب نصف يوم وحتى الفجر.
هنا يكمل المقداد السرد: "رموني في الممر وكالعادة بعد التعذيب يكون الطعام جاهزًا، حين بدأت بوضع اللقمة في فمي كنت مقابلا للحائط. كان صوت برويز يصرخ عاليًا " يا الله يا الله" بدأ طعم الأكل مرًا، بعدها سمعت صرير باب الحديد يفتح، رفعت رأسي وأدرته على جنب. لم ينتبه لي الشرطيان، كانوا مثلي أنظارهم متجهة ناحية الصوت، من بين فتحة رجلي الشرطي، تمكنت من رؤية برويز وقد أخرج من غرفة التعذيب. كان عاري الصدر، قدماه خائرتان يجرهما بمساعدة الشرطيين اللذين أمسكا به من كل جانب، سكب شرطي آخر الماء عليه ليفيق، لكنه لم يستجب.
كان هناك شخص من الخلف يضربه بالسوط على رأسه وعلى جسده، أراد الشرطيان اللذان يحملانه رميه في الممر لكن الشخص أمرهما بوضع وجهه مقابلاً للجدار، استطعت أن أرى الجلاد: إنه الشيخ ناصر مرة ثانية. ركل ظهر برويز بقوة فاصطدم جسمه بالجدار فوقع على الأرض مغشيًا عليه، حين شعر بأن برويز لا يشعر بضربه تركه ورحل.
هل أسرع ناصر إلى أبيه ليخبره كيف كان باراِ بأبيه بما فعله بحثالة المجتمع، حسب وصفه؟ وهل كافأ الملك ابنه نظير خدماته الجليلة في تعذيبنا، كما فعلها لاحقًا بترقيته إلى رتبة "عقيد" بعد أقل من شهرين من زيارته لنا !؟
محاولة الاغتصاب
يأخذ برويز نفسًا عميقا، ويكمل ما يصفه بأصعب اللحظات: "أخذوني من الممر وأنا منهك القوى وأدخلوني إلى غرفة التعذيب مرة أخرى، بطحوني أرضًا، جلس أحدهم على يدي اليمنى والآخر على اليسرى فيما يداي مكبلتان بسلسلة حديد طويلة، وثالث على ظهري بينما الرابع عراقي الجنسية، يحاول نزع سروالي الداخلي، وإدخال قطعة خشب خلفي.
لا أعرف أية قوة إلهية سرت في عروقي، انتفضت بقوة فتطاير الشرطة من على جسدي، وضعت المحقق العراقي على الأرض وأدخلته بين يدي اللتين كانتا مكبلتين بالأصفاد، فانحشر بين قدمي ويدي، فضربته بركبتي، ولففت الحديد على رقبته حتى شعرت بأنه سيختنق فيما بقية الشرطة يحاولون إنقاذ زميلهم بضربي، سرعان ما دخلت قوة إضافية تزيد عن العشرين شرطيًا، رموني أرضا وبدءوا يقفزون على ظهري حتى شعرت بأن حوضي وظهري قد كسرا. أعادوني للزنزانة بقايا جسد. وجهت لي تهمة مقاومة رجال الأمن !!
خرجت من عالم البرزخ
يختم برويز نهاية بقائه في سجن القلعة: في نهاية شهر أبريل أخذوني إلى الطابق الثالث بالركل والضرب والشتم. شاركني الأصفاد شخص آخر ونقلونا معًا خارج القلعة. خرجت من عالم البرزخ الذي كنت أرى فيه روحي تخرج مرارًا، لكن أحدا ما كان مصرًا على دفعها بقوة في جسدي ثانية. في هذا المكان مر الموت أمامي عدة مرات، عرضي كاد أن ينتهك. فخراوي كيف أنت؟ المقداد آمل أنك بخير! بدأت أتمتم بذلك ونحن نبتعد عن القلعة البيضاء فيما يصطبغ الدم والخراب داخل أسوارها.
يحاول أن يسترجع الحدث كما كان فيكمل برويز قائلاً: توقفت السيارة، أزالوا العصابة من عيني، سعدت جدًا بأن الشخص الآخر هو صلاح الخواجة، أدخلونا أحد عنابر سجن الحوض الجاف، كان مكتظاً بسجناء الرأي، ملتحفي الوجع. صحت بهم: "لم أنتم هكذا، وجوهكم باهتة، ألستم على الحق، يا الله قوموا لا تخلون النظام يعتقد أنكم انهزمتم". كلمات أعادت بث الحياة فيهم مجددًا. مضى برويز وصلاح الخواجة ليلة واحدة وفي الفجر قيل لهم: سنأخذكم للسعودية.
سجن السعودية
يكمل برويز: تم نقلنا تحت حراسة أمنية مشددة بالمدرعات والسيارات التابعة للجيش، كان الطريق طويلاً، وضعونا في مبنى مهجور في السجن الانفرادي، طول الزنزانة متر في مترين، بلا مصباح، أجبرونا على الوقوف طوال الوقت. في هذا المكان التعذيب النفسي هو الطاغي. حين ينتصف الليل، يخرجوننا في الممر ويهجمون علينا ضربًا وتنكيلا، ثم يعيدوننا إلى الزنزانة. بعض الليالي يرسلون إلينا كلابا بوليسية تنبح بضراوة وتضرب أبواب السجن وتحاول أن تدخل أرجلها أسفل الباب، نبتعد حتى آخر الزنزانة الضيقة، حتى لا تهجم علينا.
ثمة من يشاركني السجن، رفعت صوتي متعمدًا ل"مناجاة رب العالمين" في الزنزانة الملاصقة لزنزانتي قال أحدهم: ارفع صوتك يا أخي. عرفت أنه إبراهيم شريف، ثم سمعت صوت حسن مشيمع الذي كان على الجهة الثانية الملاصقة لي، وعلى اليمين عبد الهادي الخواجة والمقداد وعبد الوهاب حسين وهكذا حتى آخر الرموز. لم يكن سهلا أن أقرأ الأدعية بصوت عالٍ، كنت أصمت حين يدخلون بحثَا عن مصدر الصوت وأعاود القراءة حين يخرجون.
اغتسلوا .. للإعدام
يواصل برويز: قضينا قرابة الشهرين بدون صلاة ولا استحمام حتى صباح 8 يونيو-2011. فتح العسكري الزنزانة وصاح: يالله اغتسلوا الحين، ترى صدر في حقكم حكم الإعدام وسيتم إعدامكم في السعودية.
هو الاستحمام الأخير إذًا، بين الرغبة للماء لاستعادة الحياة وبين الاستعداد للموت، مشاعر متناقضة. عدّة حمامات يفصل بينها جدار. أصوات التسبيحات والتشهدات تتداخل مع قطرات الماء. في هذه اللحظة استحضرت الأيام الجميلة وأنا اقرأ سورة ياسين، تذكرت زوجتى الصابرة، أبنائي، صخب الدوار.
ما إن انتهينا من التطهر بالماء حتى غطينا جسمنا بالمناشف، كذلك أعطونا أغطية لوجوهنا حتى لا نرى بعضنا. وزعوا علينا ملابس رصاصية اللون، لبسناها وأمضينا قرابة الساعة بين الصلاة وقراءة القرآن. صاح العسكري: تعرفون وين بتروحون، طلع قرار إعدامكم وإنتوا في السعودية. ركبنا السيارة مع الركل واللكم، كانت المسافة بعيدة جدًا وطائرة الهوليكوبتر تحلق فوق رؤوسنا ونحن في الطريق إلى حبل المشنقة. أدخلونا غرفة ثم أزيلت العصابة من أعيننا وفكت القيود من يدينا وقال بعدها العسكري: ادخلوا غرفة الإعدام.
الحرب النفسية
الحيرة تبدو في صوت برويز وهو يصف المشهد: حين دخلنا كانت الغرفة تعج بالأهل، هاهم أولادي، هناك القاضي، لم نستوعب ما حصل فترة من الوقت، حتى اكتشفنا بأننا في المحكمة. قال القاضي نثبت حضور المتهمين ولكل متهم الحق في لقاء الأهل لمدة 10 دقائق.
اكتشفنا بعد لقاء الأهل أننا في البحرين وليس السعودية، والمعتقل الذي نحن فيه ما هو إلا سجن القرين وقصة الإعدام هي قصة وهمية، جزء من الحرب النفسية .
دخل الأهل في غرفة خاصة حيث كان عسكري يقف خارج الغرفة، لم يمنح برويز الأهل فرصة لمعانقته أو حتى السلام عليه على الرغم من أن التعتيم على مكانه دام قرابة الشهرين، استغل الفرصة في كشف آثار التعذيب في رقبته وقدمه، فتح قميصه ورفع جزءا من سرواله ليريهم آثار المثقاب الكهربائي "الدريل" في رقبته وقدمه، والمناطق السوداء جرّاء الصعق الكهربائي، وآثار وضع العصابة حول محيط عينيه طوال الشهرين،كان صوته خافتًا ويجلس بصعوبة بسبب قفز المعذبين على ظهره.
اللقاء الأول للأهل كان عصيبًا، ذهول من رؤية أبيهم الشامخ القوي وقد تحوّل إلى عصفور نحيف. بالتأكيد لم ينم ليلتها أهالي الرموز جميعًا. وكان لما شهدوه بأعينهم صدى إعلاميًا، بحيث توقف التعذيب عن الرموز في موعد المحاكمة التالية ماعدا ثلاثة: المقداد وبرويز ومحمد رضي إسماعيل، ثم اقتصر التعذيب على المقداد وبرويز حتى توقف.
عسكري عسكري
يحاول برويز أن يوضح بعضًا من شخصيته التي استعادها في سجن القرين: تم تخفيف مظاهر التعذيب لاحقًا، أزيلت العصابة من أعيننا ونقلونا إلى سجن انفرادي أوسع قليلاً، عندما انتصف الليل في شهر يونيو القائظ، سمع الرموز صراخي مناديًا: عسكري عسكري. ضاق ذرعًا مني الجندي وفتح الباب قائلاً: ماذا تريد. قلت: أنا بستجن (سأفقد عقلي) في السجن الانفرادي، جيبوا لي أي أحد حتى لو كان بنغالي، أي شخص أتكلم معاه. قال العسكري: انتظر الضابط وبكرة الصبح يصير خير. قلت: لا، الحين تجيب لي هندي، بنغالي أسولف (أتحدث) معاه.
فتم توفير بعض العسكريين المسجونين من العنابر الأخرى في سجن القرين، فمن المعروف إنه سجن القرين مخصص للعسكريين المعاقبين.كان العسكر الآسيويون من أصحاب المخدرات فلا يعوون ما يحدث. انتظرت ثلاثة أيام أخرى حتى انتصف الليل وقمت بضرب الباب ثانية مناديًا: عسكري عسكري. فتح العسكري الباب قلت له: السجين إلي جايبنه كلّه نايم، ليش ما تخلي اثنين من جماعتنا مع بعض وإذا ما خليتونه بصارخ للصبح. تركني لكني لم أترك طلبي بقيت طوال الليل أنادي عسكري عسكري حتى رضخوا للأمر. صرنا كل شخصين مع بعض، عبد الوهاب حسين معي في نفس الغرفة وتوزع الباقي كذلك.
انتظرت أسبوع آخر وبدأت في الصراخ مجددًا :عسكري عسكري افتحوا البيبان (الأبواب) الزنزانة صغيرة علينا. جاء الضابط وقلت له: الزنزانة ضيقة على شخصين، ليش ما تفتح الزنازين علينا وعندكم الباب الرئيسي صكوه ( أغلقوه). تحقق ما أردت فطلبت من الضابط أن يجعلنا نمشي في الخارج قليلاً. قال الضابط : اشرايك أعطيك بطاقتك السكانية وتروح البيت بعد أحسن. ضحكت: خوش فكرة، ما راح أقول لا.
بعد مدة سمح لنا بالمشي في الساحة لفترات قصيرة، المباني الأخرى بها سجناء عسكريون متهمون في قضايا عسكرية، حين مررت على زنازينهم المطلة من الخلف، رفعت صوتي عاليًا: واحد اثنين الجيش العربي وين. أيتها الجيوش العربية وينكم عن فلسطين؟ أين قواتكم عن الكيان الصهيوني؟ جاء الضابط: اشفيك مسوي شوشره. أجبته: أنا متعود على المسيرات، ما أعرف أقعد جدي. ثم صحت عاليًا: لا تخافون ضربونا أكثر منكم، التفت إلى الرموز وهم يضحكون. قلت لهم: علشان أخليهم ما يخافون.
هل انتهت القصة، بالطبع لا، مازال برويز وبقية الرموز يقبعون في السجن. تتساءلون الآن لم برويز الرجل الستيني والشيخ المقداد اختصهم ابن ملك البلاد "ناصر بن حمد آل خليفة" بالتعذيب. ولم اختص ملك البلاد وصاحب السلطة القضائية التنفيذية والتشريعية محمد حبيب الصفاف (المقداد) بحكم يصل إلى قرن (96سنة). إنها أسئلة، ربما تحتاج خبراء في علم نفس الملوك وأبناء الملوك؟
هوامش:
ديسمبر 1996/ سترة كتلة نار
أحداث التسعينات في أوجّها، مبادرات للحل السياسي تم التراجع عنها من قبل الدولة مما فاقم الوضع أكثر. كان برويز في بيته يدفئ جسده المصاب بنزلة برد، حين سمع مناوشات بين الشباب والشرطة في الخارج، قفز من مكانه وهرع لفتح باب البيت، شارك الشباب في منع القوات من اقتحام الحي، أشعل معهم الإطارات لصد الشارع، ثم خرج بسيارته، لم تمر سويعات حتى حوّل سترة لكتلة نار ملتهبة. عاد إلى البيت ينتظر اعتقاله. قُبض عليه فجرًا وانقطعت أخباره لمدة 9 أشهر، فيما فُرضت الإقامة الجبرية على عائلته لمدة 4 أشهر و10 أيام. أفرج عنه بعد عام.
احتقار فليفل
في التسعينات، شارك في مسيرة بمنطقة (رأس رمان) نصرة لقضية فلسطين. تلقى إحضارية في اليوم التالي، ذهب صباحًا وعاد المنزل متأخرًا، كانت عيناه محمرتين وباطن قدميه منتفخة لا يقوى على تحريكهما. احتاج لوضعها في حوض ماء بارد لمدة ثلاثة أسابيع. حين سُأل عما حدث، قال: أخذوني لمبنى المخابرات، سألني عادل فليفل: ليش تطالعني باحتقار. أجبته: لأنك حقير. ارتعد عادل فليفل وأمر بتعليق رجلي وضربها من 11 صباحًا حتى 5 عصرًا. رموني في الخارج، لم أملك خيار إلا أن أستلقي في الشارع، لمحني أخي مارًا بالصدفة من هناك، ونقلني إلى البيت.
إن ما وقفتوه بنعتقله الليلة
في ديسمبر 2011 اتصل الأخ الأكبر لبرويز محذرًا إياه: برويز، توقف عن التحدث عن النظام، وزير الداخلية شخصيًا اتصل بي وقال إنك البارحة (ليلة الثامن من محرم 1432) في عزاء المنامة تشتم وتتعدى على الذات الملكية، وقال:إن ماوقفتوه بنعتقله الليلة. رد برويز بهدوء: حاضر.
في الليلة التالية (التاسع من محرم) وقف في نفس المكان والتوقيت وحمل صور المعتقلين السياسيين، وجمع التبرعات لعوائل المعتقلين، صاح عبر السماعة: وزير الداخلية اتصل يهدد باعتقالي إن تحدثت عن الملك الظالم، والمنتهك للحرمات وحقوق الإنسان وقاتل الأبرياء.. الخ.
قبض عليه في اليوم التالي مباشرة، بقى معتقلاً لمدة 33 يوما، أطلق سراحه في 25 يناير 2011. أيام وعاود الاعتصام أمام مبنى محكمة العدل لإطلاق سراح زملائه المعتقلين المتهمين بالخلية الإرهابية.
في طريقه للصلاة، التقته إحدى الشخصيات المعروفة، قال له ساخرًا: ها الحمد لله ع السلامة هكو الناس يقولون عنك إنك مجنون. رد برويز بثبات: لا يكتمل إيمان العبد حتى يظن الناس أنه مجنون، تحدثت عن الفقراء الذين لا يمتلكون مكيف في الهواء الحار. لا تقل أنا مجنون بل أنت جبان، لا تستطيع أن تفعل ما أنا فعلته.
سرعان ما هبّت نسائم الربيع العربي على البحرين بعد 20 يومًا من إطلاق سراح برويز.
بدأناها.. هالمرة بتصير ثورة
بات ليلة 14 فبراير 2011 على غير عادته، خارج المنزل. بعد صلاة الفجر، صرخ عبد الوهاب حسين بالمصلين في مسجد قرية النويدرات: "حي على الجهاد، حي على الجهاد". كان برويز أول المستجيبين، خرجوا يهتفون بمطالبهم، فرقهم الإطلاق الكثيف للغازات المسيلة للدموع.
عاد إلى سترة حيث مكان سكنه في الثامنة صباحًا، بدت عيناه حمراوين من أثر الغاز. بروح الثائر صرخ: بدأناها. رد أحدهم ساخرًا: هكو إلا قمعوكم. رد بثقة: إصبروا لا تستعجلون، اليوم العصر فيه دعوات لمسيرات غير مركزية لجميع القرى، هالمرة بتصير ثورة. عصر يوم 14 فبراير تصدّر مسيرة سترة، حمم رصاص الأمن نثرت الدماء على ملابسه وهو يحاول جاهدا إسعاف الجرحى.
فُتح دوار اللؤلؤة بدم الشهداء، قبل أن يغدر الجند بالنائمين المعتصمين في فجر 17 فبراير، وقبل أن تتحول البحرين إلى ثكنة عسكرية بدءاً من 15 مارس 2011.
اعتقال عند نقطة تفتيش
يروي برويز قصة اعتقاله: في 22 مارس 2011 ذهبت إلى مركز شرطة النعيم محاولاً تسلم سيارتي، بعد أن أطلق رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب من خلال شبكة التويتر ضرورة تقديم شكوى من أصحاب السيارات بخصوص سياراتهم المفقودة في الدوار اللؤلؤة. قُبض علي عند نقطة تفتيش قريبة من مركز النعيم، أوسعوني ضربًا وشتمًا ثم أخذوني لمركز النعيم، ما لبثت أن استلمتني القوات الخاصة التابعة للجيش وأخذوني إلى الدوار. كان كل شيء قد أُزيل. الدوار ونصب اللؤلؤة وكل ما كان يضج بالحياة لمدة شهر كامل. وحدها آلات الحرب تحاصر المكان، ووحدها العساكر المدججة تعيث فيه بطشاً. سألوني بشراسة: وين مكان السيارة؟ لم أستطع أن أميز مكانها، هنا، لا أقصد هناك، أوه أعتقد في ذلك المكان، استشاطوا غضبًا فكان الضرب عنيفاً لا يحتمل.
الانتقام من رجل ستيني يعد احتضارا. وقتها كنت أقرأ الآيات وأدعو لهم بالمغفرة. أعادوني إلى مركز شرطة النعيم، ثم جئ بأشخاص بلباس مدني ونقلوني لعيادة القلعة (مبنى وزارة الداخلية سيء الصيت يقع في وسط العاصمة المنامة).
سرداب القلعة
في عيادة القلعة، طلبوا مني خلع قميصي لعمل الأشعة، بعد الكشف قال الطبيب: صحته مثل الحصان، خذوه. أي قوموا بعملكم الأقصى تجاهه وبلا هوادة. فُتح الباب كان هناك سلم يؤدي إلى سرداب، دفعني الشرطي بقوة فتدحرجت حتى وصلت إلى أول السلم، أجبروني على النهوض سريعًا. السرداب يتكون من ممر طويل وضيق، مستوى السقف فيه منخفض بمحاذاة طول الإنسان العادي، على جانبي الممر غرف التعذيب، لا نوافذ تجدد رائحة الدم أو ضوء يطّهر المكان. على أحد جدران الزنزانة، ثبت في الجدار سرير من حديد، أدخلوني إحداها.
كل الحواس يصيبها الخدر إلا الأذنين، أصوات المعتقلين في الممرات تخترق القلب قبل الأذن. في السرداب لا يوجد غير الشياطين تعبث بجلدك وعظامك، لا ضوء، لا نوم لا شيء غير العذاب. "يجبروننا أن يكون وجهنا مقابلاً للجدار أثناء تناول الطعام، من دون الالتفات لليمين أو اليسار، وعادة ما يكون طعاما دسمًا ليتيقنوا أن الجسد قادر على تحمّل التعذيب ثانية. يفتحون عصابة العين أثناء الأكل فقط بينما اليد مكبلة بالأصفاد في وضع الجلوس".
من هم شباب 14 فبراير؟
بعد ثلاثة أيام من التعذيب المتواصل بدأ المحقق في محاولة نزع الاعترافات، يقول برويز: صوت غليظ ينادي: محمد حسن محمد جواد. أجبت بسرعة: نعم نعم. كنت منبطحًا على السرير ويدي مصفدة إلى الوراء. فتحوا الزنزانة فأمسك أحدهما بلحيتي والثاني جرني من شعري. بعدها تكالب ثمانية أشخاص علی ضربي ورفسي واقتادوني إلى غرفة التحقيق.
&&qut2&& |
المحقق: من تعرف غيرهم. أجبته: أعرف حسن مشيمع، عبد الوهاب حسين، وإبراهيم شريف. ارتفع صوته عاليا: بعد إنت تعرف من؟ قلت: أعرف واحد اسمه عيسى الجودر( نائب الأمين العام لحركة حق من " توفي لاحقًا في ظروف طبيعية " ) وعلي ربيعة. قاطعني: لا تجيب لي أسامي من صوبنه، أبغي من صوبكم. ما بتتعاون معانه هااااه؟ انبطح. أمر الشرطة بوضع سلسلة الحديد بقدمي المربوطتين بالحديد، سحبتني السلسلة إلى أعلى السقف، صرت معلقا بالمقلوب، رأسي في الأسفل وقدمي في الأعلى بينما يداي وراء ظهري مصفدة بالأغلال والعصابة مربوطة على عيني.
كنت أسمع صوت الجهاز الكهربائي يطلق شرارًا، صعقني في صدري وفي قدمي عدة مرات، انتفض جسدي من شدة الصعق الكهربائي فقفز جسمي في الهواء وكانت السلاسل الحديدية تتطاير معي. لم يكتفوا بالصعق بل سدد أحدهم ضربة قوية على وجهي فيما الآخر يحاول خنقني بالحبل. عالم البرزخ تراءى حينها أمامي، فكنت أصرخ "أشهد أن لا إله إلا الله " وكلما زاد العذاب صرخت " الله أكبر". فجأة قال المحقق: نزلوه وزنه ثقيل. لحظات وقُذف بي أرضًا.
بعد تحقيق دام ساعات طويلة ساقوني للخارج مغشيا علي. رموني في الممر مع العشرات من المعتقلين المكدسين فوق بعضهم البعض. كل من يمر علينا يركلنا ويبصق علينا ويشتمنا، حتى العامل الآسيوي وهو ينظف المكان شارك في التنكيل. متى ما أرادوا إفاقتي يرموني بدلو من الماء. ذلك يعني أن أستعد لتناول وجبة الطعام الدسمة وبعدها يتركون التحلية (التعذيب) داخل غرفهم مع محقق آخر وأسئلة أخرى.
فخراوي .. معي على كرسي الإعدام
امتدت هذه الوحشية حتى 9 ابريل، أدخلوني إلى غرفة تعذيب أخرى، بعد أن أزالوا العصابة من عيني. قال الشرطي مهددًا: بتشوف ويش ينتظرك.كانت الغرفة بها كرسيان موصلان بأجهزة كهربائية، يتحكم المحقق بمقدار الجهد الكهربائي. المشهد مرعب. تشهدت وقرأت آية الكرسي. جلست على واحد منهما، أعادوا العصابة على عيني ثانية، وبدأ التحقيق معي، كلما كانت الإجابة غير مرضية زاد الجهد الكهربائي ومن ثم درجة الصعق، ينتفض جسدي من هول الكهرباء التي تمرر فيه.
سألني المحقق: أنت تعرف من جنبك؟ صوبك صديقك فخراوي. جاءوا به للتو، بدأ يسأل فخراوي: عندك علاقة بإيران؟ فكان يجيب فخراوي: كل علاقتي بإيران أني استضيف المشايخ في شهر محرم بالتنسيق مع السفارة الإيرانية، ولا شيء غير ذلك. صرنا نتشارك العذاب، نتشهد نحن الاثنين حسب درجة الصعق.
بعدها سكت فخراوي وتوقف الصعق عني، كان الشرطي يخاطب زميله مذعورًا: قتلته، قتلته. حينها توقعت بأن فخراوي أغمي عليه، لكني بعد شهور عرفت بأنه قد استشهد في السجن نتيجة التعذيب، كسرني موته الذي جربناه معًا.
جدار الصافرية يفصل بين ابن الملك وبرويز
يواصل برويز سرد ما علق في ذاكرته: " كنت ملقىً على الأرض في الممر، سحبوني إلى غرفة التعذيب مرة أخرى معصوب العين ويدي وراء ظهري مصفدة بالأغلال. بدت نبرة الشرطي حينها مختلفة وهو يستعد لاستقبال شخص مهم: الأمير، الأمير وصل.
اقترب الصوت متسائلاً: تعرفون من معاكم؟ التزمت الصمت فيما أجاب الصوت الذي بجانبي: لا ما نعرف أنت منو ؟ كان صوت صديقي محمد حبيب المقداد، إذًا هو معي هنا. الصوت: متأكدين ما تعرفون صوتي؟. المقداد: لا ما أعرف صوتك.
عاد يذّكرنا: أنا كان يفصل بيني وبينكم جدار في الصافرية. معاك الأمير ناصر بن حمد. لم نكن لنصدق حتى أمسك رأسينا ورفع ذقنينا إلى الأعلى، لنتمكن من رؤيته من تحت العصابة.
كانت الصدمة كبيرة بالنسبة لنا؟ ماذا يفعل ابن الملك في سرداب القلعة، لم يحدث في التاريخ أن يُشرف ابن ملك بنفسه علي تعذيب معارضيه. حين تأكد بأننا عرفنا شخصيته، سألنا بهدوء: أنتو شاركتوا في مسيرة الصافرية ؟ رد المقداد: نعم. قال ناصر: وشنهو قلتوا من شعارات. رد المقداد: الشعب هو الذي رفع الشعارات. سأله ناصر: طيب وشنو الشعب كان يرفع من شعارات؟ رد المقداد: الشعب يريد إسقاط النظام، وخليفوه شيل ايدك كل الشعب ما يريدك، وأخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما يبيعه. سأل ناصر بمكر: لا، فيه شعار أنت تناسيته، إتذكره أحسن لك. لم يطل في الإجابة رد المقداد: يسقط حمد.
ما إن انتهى المقداد من نطق هذا الشعار، أمسك ناصر بن حمد بيديه رأسينا وأطبقهما على بعض، وهو يصرخ: كيف تتجرآن على قول يسقط حمد وأنتم حثالة المجتمع. أخذ يشتم وأمسك بالسوط وبدأ يضربنا ويركلنا في كل مكان حتى أخذه التعب. فصار يستريح ويشرب الماء ثم يعاود التعذيب بادئا بسحب شعرنا ولحانا. لم يشارك معه أحد في تعذيبنا، تركوه يشفي غليله. كان يأمر سجانيه بأن يعلقوا أقدامنا ليضربنا. استمر التعذيب نصف يوم وحتى الفجر.
هنا يكمل المقداد السرد: "رموني في الممر وكالعادة بعد التعذيب يكون الطعام جاهزًا، حين بدأت بوضع اللقمة في فمي كنت مقابلا للحائط. كان صوت برويز يصرخ عاليًا " يا الله يا الله" بدأ طعم الأكل مرًا، بعدها سمعت صرير باب الحديد يفتح، رفعت رأسي وأدرته على جنب. لم ينتبه لي الشرطيان، كانوا مثلي أنظارهم متجهة ناحية الصوت، من بين فتحة رجلي الشرطي، تمكنت من رؤية برويز وقد أخرج من غرفة التعذيب. كان عاري الصدر، قدماه خائرتان يجرهما بمساعدة الشرطيين اللذين أمسكا به من كل جانب، سكب شرطي آخر الماء عليه ليفيق، لكنه لم يستجب.
كان هناك شخص من الخلف يضربه بالسوط على رأسه وعلى جسده، أراد الشرطيان اللذان يحملانه رميه في الممر لكن الشخص أمرهما بوضع وجهه مقابلاً للجدار، استطعت أن أرى الجلاد: إنه الشيخ ناصر مرة ثانية. ركل ظهر برويز بقوة فاصطدم جسمه بالجدار فوقع على الأرض مغشيًا عليه، حين شعر بأن برويز لا يشعر بضربه تركه ورحل.
هل أسرع ناصر إلى أبيه ليخبره كيف كان باراِ بأبيه بما فعله بحثالة المجتمع، حسب وصفه؟ وهل كافأ الملك ابنه نظير خدماته الجليلة في تعذيبنا، كما فعلها لاحقًا بترقيته إلى رتبة "عقيد" بعد أقل من شهرين من زيارته لنا !؟
محاولة الاغتصاب
يأخذ برويز نفسًا عميقا، ويكمل ما يصفه بأصعب اللحظات: "أخذوني من الممر وأنا منهك القوى وأدخلوني إلى غرفة التعذيب مرة أخرى، بطحوني أرضًا، جلس أحدهم على يدي اليمنى والآخر على اليسرى فيما يداي مكبلتان بسلسلة حديد طويلة، وثالث على ظهري بينما الرابع عراقي الجنسية، يحاول نزع سروالي الداخلي، وإدخال قطعة خشب خلفي.
لا أعرف أية قوة إلهية سرت في عروقي، انتفضت بقوة فتطاير الشرطة من على جسدي، وضعت المحقق العراقي على الأرض وأدخلته بين يدي اللتين كانتا مكبلتين بالأصفاد، فانحشر بين قدمي ويدي، فضربته بركبتي، ولففت الحديد على رقبته حتى شعرت بأنه سيختنق فيما بقية الشرطة يحاولون إنقاذ زميلهم بضربي، سرعان ما دخلت قوة إضافية تزيد عن العشرين شرطيًا، رموني أرضا وبدءوا يقفزون على ظهري حتى شعرت بأن حوضي وظهري قد كسرا. أعادوني للزنزانة بقايا جسد. وجهت لي تهمة مقاومة رجال الأمن !!
خرجت من عالم البرزخ
يختم برويز نهاية بقائه في سجن القلعة: في نهاية شهر أبريل أخذوني إلى الطابق الثالث بالركل والضرب والشتم. شاركني الأصفاد شخص آخر ونقلونا معًا خارج القلعة. خرجت من عالم البرزخ الذي كنت أرى فيه روحي تخرج مرارًا، لكن أحدا ما كان مصرًا على دفعها بقوة في جسدي ثانية. في هذا المكان مر الموت أمامي عدة مرات، عرضي كاد أن ينتهك. فخراوي كيف أنت؟ المقداد آمل أنك بخير! بدأت أتمتم بذلك ونحن نبتعد عن القلعة البيضاء فيما يصطبغ الدم والخراب داخل أسوارها.
يحاول أن يسترجع الحدث كما كان فيكمل برويز قائلاً: توقفت السيارة، أزالوا العصابة من عيني، سعدت جدًا بأن الشخص الآخر هو صلاح الخواجة، أدخلونا أحد عنابر سجن الحوض الجاف، كان مكتظاً بسجناء الرأي، ملتحفي الوجع. صحت بهم: "لم أنتم هكذا، وجوهكم باهتة، ألستم على الحق، يا الله قوموا لا تخلون النظام يعتقد أنكم انهزمتم". كلمات أعادت بث الحياة فيهم مجددًا. مضى برويز وصلاح الخواجة ليلة واحدة وفي الفجر قيل لهم: سنأخذكم للسعودية.
سجن السعودية
يكمل برويز: تم نقلنا تحت حراسة أمنية مشددة بالمدرعات والسيارات التابعة للجيش، كان الطريق طويلاً، وضعونا في مبنى مهجور في السجن الانفرادي، طول الزنزانة متر في مترين، بلا مصباح، أجبرونا على الوقوف طوال الوقت. في هذا المكان التعذيب النفسي هو الطاغي. حين ينتصف الليل، يخرجوننا في الممر ويهجمون علينا ضربًا وتنكيلا، ثم يعيدوننا إلى الزنزانة. بعض الليالي يرسلون إلينا كلابا بوليسية تنبح بضراوة وتضرب أبواب السجن وتحاول أن تدخل أرجلها أسفل الباب، نبتعد حتى آخر الزنزانة الضيقة، حتى لا تهجم علينا.
ثمة من يشاركني السجن، رفعت صوتي متعمدًا ل"مناجاة رب العالمين" في الزنزانة الملاصقة لزنزانتي قال أحدهم: ارفع صوتك يا أخي. عرفت أنه إبراهيم شريف، ثم سمعت صوت حسن مشيمع الذي كان على الجهة الثانية الملاصقة لي، وعلى اليمين عبد الهادي الخواجة والمقداد وعبد الوهاب حسين وهكذا حتى آخر الرموز. لم يكن سهلا أن أقرأ الأدعية بصوت عالٍ، كنت أصمت حين يدخلون بحثَا عن مصدر الصوت وأعاود القراءة حين يخرجون.
اغتسلوا .. للإعدام
يواصل برويز: قضينا قرابة الشهرين بدون صلاة ولا استحمام حتى صباح 8 يونيو-2011. فتح العسكري الزنزانة وصاح: يالله اغتسلوا الحين، ترى صدر في حقكم حكم الإعدام وسيتم إعدامكم في السعودية.
هو الاستحمام الأخير إذًا، بين الرغبة للماء لاستعادة الحياة وبين الاستعداد للموت، مشاعر متناقضة. عدّة حمامات يفصل بينها جدار. أصوات التسبيحات والتشهدات تتداخل مع قطرات الماء. في هذه اللحظة استحضرت الأيام الجميلة وأنا اقرأ سورة ياسين، تذكرت زوجتى الصابرة، أبنائي، صخب الدوار.
ما إن انتهينا من التطهر بالماء حتى غطينا جسمنا بالمناشف، كذلك أعطونا أغطية لوجوهنا حتى لا نرى بعضنا. وزعوا علينا ملابس رصاصية اللون، لبسناها وأمضينا قرابة الساعة بين الصلاة وقراءة القرآن. صاح العسكري: تعرفون وين بتروحون، طلع قرار إعدامكم وإنتوا في السعودية. ركبنا السيارة مع الركل واللكم، كانت المسافة بعيدة جدًا وطائرة الهوليكوبتر تحلق فوق رؤوسنا ونحن في الطريق إلى حبل المشنقة. أدخلونا غرفة ثم أزيلت العصابة من أعيننا وفكت القيود من يدينا وقال بعدها العسكري: ادخلوا غرفة الإعدام.
الحرب النفسية
الحيرة تبدو في صوت برويز وهو يصف المشهد: حين دخلنا كانت الغرفة تعج بالأهل، هاهم أولادي، هناك القاضي، لم نستوعب ما حصل فترة من الوقت، حتى اكتشفنا بأننا في المحكمة. قال القاضي نثبت حضور المتهمين ولكل متهم الحق في لقاء الأهل لمدة 10 دقائق.
اكتشفنا بعد لقاء الأهل أننا في البحرين وليس السعودية، والمعتقل الذي نحن فيه ما هو إلا سجن القرين وقصة الإعدام هي قصة وهمية، جزء من الحرب النفسية .
دخل الأهل في غرفة خاصة حيث كان عسكري يقف خارج الغرفة، لم يمنح برويز الأهل فرصة لمعانقته أو حتى السلام عليه على الرغم من أن التعتيم على مكانه دام قرابة الشهرين، استغل الفرصة في كشف آثار التعذيب في رقبته وقدمه، فتح قميصه ورفع جزءا من سرواله ليريهم آثار المثقاب الكهربائي "الدريل" في رقبته وقدمه، والمناطق السوداء جرّاء الصعق الكهربائي، وآثار وضع العصابة حول محيط عينيه طوال الشهرين،كان صوته خافتًا ويجلس بصعوبة بسبب قفز المعذبين على ظهره.
اللقاء الأول للأهل كان عصيبًا، ذهول من رؤية أبيهم الشامخ القوي وقد تحوّل إلى عصفور نحيف. بالتأكيد لم ينم ليلتها أهالي الرموز جميعًا. وكان لما شهدوه بأعينهم صدى إعلاميًا، بحيث توقف التعذيب عن الرموز في موعد المحاكمة التالية ماعدا ثلاثة: المقداد وبرويز ومحمد رضي إسماعيل، ثم اقتصر التعذيب على المقداد وبرويز حتى توقف.
عسكري عسكري
&&qut3&& |
فتم توفير بعض العسكريين المسجونين من العنابر الأخرى في سجن القرين، فمن المعروف إنه سجن القرين مخصص للعسكريين المعاقبين.كان العسكر الآسيويون من أصحاب المخدرات فلا يعوون ما يحدث. انتظرت ثلاثة أيام أخرى حتى انتصف الليل وقمت بضرب الباب ثانية مناديًا: عسكري عسكري. فتح العسكري الباب قلت له: السجين إلي جايبنه كلّه نايم، ليش ما تخلي اثنين من جماعتنا مع بعض وإذا ما خليتونه بصارخ للصبح. تركني لكني لم أترك طلبي بقيت طوال الليل أنادي عسكري عسكري حتى رضخوا للأمر. صرنا كل شخصين مع بعض، عبد الوهاب حسين معي في نفس الغرفة وتوزع الباقي كذلك.
انتظرت أسبوع آخر وبدأت في الصراخ مجددًا :عسكري عسكري افتحوا البيبان (الأبواب) الزنزانة صغيرة علينا. جاء الضابط وقلت له: الزنزانة ضيقة على شخصين، ليش ما تفتح الزنازين علينا وعندكم الباب الرئيسي صكوه ( أغلقوه). تحقق ما أردت فطلبت من الضابط أن يجعلنا نمشي في الخارج قليلاً. قال الضابط : اشرايك أعطيك بطاقتك السكانية وتروح البيت بعد أحسن. ضحكت: خوش فكرة، ما راح أقول لا.
بعد مدة سمح لنا بالمشي في الساحة لفترات قصيرة، المباني الأخرى بها سجناء عسكريون متهمون في قضايا عسكرية، حين مررت على زنازينهم المطلة من الخلف، رفعت صوتي عاليًا: واحد اثنين الجيش العربي وين. أيتها الجيوش العربية وينكم عن فلسطين؟ أين قواتكم عن الكيان الصهيوني؟ جاء الضابط: اشفيك مسوي شوشره. أجبته: أنا متعود على المسيرات، ما أعرف أقعد جدي. ثم صحت عاليًا: لا تخافون ضربونا أكثر منكم، التفت إلى الرموز وهم يضحكون. قلت لهم: علشان أخليهم ما يخافون.
هل انتهت القصة، بالطبع لا، مازال برويز وبقية الرموز يقبعون في السجن. تتساءلون الآن لم برويز الرجل الستيني والشيخ المقداد اختصهم ابن ملك البلاد "ناصر بن حمد آل خليفة" بالتعذيب. ولم اختص ملك البلاد وصاحب السلطة القضائية التنفيذية والتشريعية محمد حبيب الصفاف (المقداد) بحكم يصل إلى قرن (96سنة). إنها أسئلة، ربما تحتاج خبراء في علم نفس الملوك وأبناء الملوك؟
هوامش:
- محمد حسن محمد جواد: شهرته "برويز" وكنيته أبو رمله، لديه ابنتان رمله وسوسن و4 أبناء علي وحسين وحميد وهادي.أعتقل 26 مرة منذ الستينات حتى الآن. أفرج عنه في المرة الأخيرة في 25 يناير 2011. . مازال معتقلا منذ 22 مارس 2011 . من مواليد 1948، عمره يبلغ 65 سنة، من سكنة سترة – واديان.
- الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة: هو الأخ غير الشقيق لولي العهد والابن الرابع من الذكور لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.من مواليد 8 مايو 1987، تزوج في سبتمبر 2009 من ابنه نائب رئيس الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولديه طفله اسمها الشيخة شيمة (مواليد 16 يوليو 2010). في 19 يونيو 2011 أصدر الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمر ملكي بترقيته إلى رتبة عقيد ، كما قام بتعيينه قائدًا للحرس الملكي بقوة دفاع البحرين كما أنه يرأس المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية. ذاع صيته معذباً بعد دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين وفرض قانون السلامة الوطنية (الطوارئ) وقد توعد بملاحقة جميع المعارضين عبر برنامج الراصد الإعلامي على شاشة تلفزيون البحرين.