» تقارير
خلال ندوة عقدت في واشنطن: الإصلاح وصل إلى طريق مسدود، وعلى أمريكا أن تشرح للبحرين أن الوقت بدأ ينفد
2012-05-08 - 4:58 م
توم مالينوفسكي مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش"
مرآة البحرين (خاص): عقدت يوم الخميس الماضي في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي بالعاصمة الأمريكية واشنطن ندوة أقامتها منظمة "مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط" POMED تحت عنوان "البحرين في درجة الغليان؟ إصلاحات فاشلة وإحباط متزايد"
وتحدث في الندوة السيد جوست هيلترمان، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، والمعاون السياسي لأمين عام جمعية الوفاق خليل المرزوق، وتوم مالينوفسكي مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش"، وأدار الندوة المدير التنفيذي لمنظمة POMED ستيفن مكينيرني.
وجاءت الندوة لتطرح تساؤلاءت عدة في ضوء التطورات الأخيرة في البحرين، بهدف عرض مستوى التقدم في الإصلاحات، والخطوات التي يتعين اتخاذها، ودور الولايات المتحدة في التحرك نحو التوصل إلى حل سياسي سلمي.
وقدم المنظمون للندوة بالإشارة إلى ما قالته منظمة العفو الدولية من أن "الإصلاحات في البحرين لامست السطح فقط" على الرغم من ادعاءات الحكومة أنها تنفذ توصيات لجنة التحقيق المستقلة (BICI)، وقالوا إن الوضع على أرض الواقع في البحرين استمر في التدهور بشكل واضح.
كما أشاروا إلى الناشط البارز عبد الهادي الخواجة وإضرابه عن الطعام، وقالوا إن قضيته قد ساعدت في نزول المتظاهرين إلى الشوارع بشكل ضخم ومكثف في البحرين وحول العالم للمطالبة بالإفراج عنه.
وأشاروا المنظمون إلى إصرار الحكومة على عقد سباق الفورمولا ما أثار "ثلاثة أيام من الغضب" حيث عمت التظاهرات في جميع أنحاء البلاد، وجوبهت بالعنف ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن شخص واحد. وخلص المنظمون إلى القول "إن كل هذه الأحداث صاعدت من حدة التوتر ما زاد من مخاوف أن تندلع أعمال عنف على نطاق واسع قريبا، وأن يصبح الصراع الداخلي أكثر خطورة"
هلترمان: حكومة البحرين لا تريد الإصلاح ولا تنفيذ توصيات بسيوني
وخلال الندوة قال جوست هيلترمان الذي زار البحرين مؤخرا، إن التوصيات الواردة عن لجنة التحقيق المستقلة في البحرين (BICI) تتطلب بذل عمل جاد وجهد مكثف، لكنه قال إن هناك قصور شديد في تنفيذها وإن الحكومة في البحرين بعيدة جدا عن تنفيذها، وقد تراجعت عن ذلك كثيرا.
و رأى هيلترمان أن هناك ثلاث قضايا بارزة: سجناء سياسيون لا يزالون في السجن، لا يوجد هناك مستوى من المحاسبة لقوات الأمن (وخصوصا ذوي الرتب العليا)، وليس هناك تمثيل لجميع المواطنين في قوات الأمن. وبالإشارة إلى الإصلاحات السياسية المطلوبة، قال هلترمان "لا يبدو أن النظام يود ذلك، قلبه ليس مع هذه الإصلاحات، وأريد أن أؤكد لكم، أنه لن يفعل"
وفي الحديث عن المعارضة السياسية قال "إن الحكومة البحرينية غيرت القصة: ففي العام الماضي، كانت الانتفاضة في البحرين ببساطة الفصل التالي من الربيع العربي. أما اليوم، فقد دفعت الحكومة بسرد طائفي يصور المعارضة على أنها حركة شيعية تدعمها إيران" وأضاف "إن فكرة تدخل إيران هي دون أدلة"
في المقابل أكد هلترمان أن البحرين تعتمد اعتمادا كبيرا على السعودية اقتصاديا واجتماعيا. وقال إن العديد من دول مجلس التعاون الخليجي تبدو مترددة جدا حول فكرة "الاتحاد" إلا أن حكومة البحرين تريده.
وأكد هلترمان أن النظام يجب أن ينظر بجدية في تنفيذ توصيات اللجنة المستقلة واتخاذ خطوات واسعة وصلبة نحو الحوار السياسي. وحث هلترمان قوى المعارضة من جانبها على إدانة واضحة وعلنية لأي أعمال عنف من المتظاهرين للحفاظ على مصداقية الحركة السلمية.
المرزوق: على المجتمع الدولي أن يدعمنا وعلى أميريكا أن تستخدم نفوذها
من جانبه أكد خليل المرزوق على رغبة المعارضة الصادقة في تحقيق الديمقراطية. وقال إن الدستور الذي صدر من جانب واحد أعطى قوة كبيرة للملك وإن الانتخابات يشوبها الغش، وقال أيضا إن البحرينيين يعيشون في دولة لا توفر الأمن لمواطنيها، وتضطهد أي شخص يعارضها.
وذكر أن كل عنصر من عناصر الحكومة والمجتمع يشكل لخدمة الأسرة الحاكمة، وليس الشعب. وألقى باللوم في هذا الخلل المؤسسي على فشل المستشارين الأمنيين البريطاني جون ييتس والأمريكي جون تيموني في تحقيق إصلاح حقيقي لنظام الأمن وقال "إن النظام لا يسمح بذلك"
وتساءل المرزوق من المجتمع الدولي: ماذا تريدون أن ترون؟ يمكنكم أن تنتظروا وترون كيف ستلعب هذه المباراة، أو أن تدعموا الدعوات من أجل الديمقراطية. وخلص إلى التأكيد على أن المعارضة منفتحة جدا على الحوار إذا كان صادقا وجديرا بالثقة، تماما كما يطالب المجتمع الدولي.
وقال المرزوق إنه يجب على الولايات المتحدة أن تظهر لدول مجلس التعاون الخليجي أن تواجدها هناك هو أكثر من أن يكون لأجل مصالحها السياسية الخاصة فقط، وأشار من جانب آخر إلى أنه من سوء الفهم أن توصف الوفاق على أنها ليست سوى حركة شيعية، فهذا يغذي الرواية الطائفية التي تروجها الحكومة.
مالينوفسكي: على أمريكا أن تخبر البحرين بأن الوقت ينفد
وروى توم مالينوفسكي قصة القبض عليه خلال زيارته الأخيرة إلى البحرين، والذي يعتقد أن الوجود الأجنبي منع من أن يتعرض لسوء معاملة، مؤكدا أن سوء المعاملة مستمرة مع المتظاهرين والمعتقلين بناء على مقابلات قام بها مع البحرينيين خلال زيارته.
وقال مالينوفسكي إن هناك نتيجة إيجابية واحدة من تقرير لجنة التقصي: وهي أن هناك انخفاض كبير في سوء المعاملة والتعذيب في مراكز الشرطة. ومع ذلك، فإن الانتهاكات ترتكب في الشوارع الآن، ويتعرض المحتجون لسوء معاملة بعد اعتقالهم، مشيرا إلى أن الشباب المحتجين يرمون من فوق أسطح المنازل، ثم يتعرضون للضرب، وبعد ساعة ينقلون إلى مركز الشرطة.
وقال أيضا إن تنفيذ الإصلاح قد "وصل إلى طريق مسدود" مدللا باستمرار اعتقال عبد الهادي الخواجة وغيره من السجناء السياسيين على سبيل المثال. وذكّر أنه عندما يتم مواجهة المتظاهرين باستخدام العنف، فهم لا يهربون، بل يصبحون أكثر تهورا وأكثر تصميما.
وخلص مالينوفسكي إلى أربع توصيات: يجب على الملك أن يبدأ بإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين من أجل تمهيد الطريق لمزيد من الإصلاحات، ويجب على الولايات المتحدة أن تدعو بلا تردد لتنفيذ جميع توصيات اللجنة المستقلة على أكمل وجه، وعليها أن تشرح لحكومة البحرين، بشكل سري على الأقل، أن الوقت آخذ في النفاد بالنسبة للإصلاح، مشيرا إلى أن الأسطول الخامس يعطي الولايات المتحدة قدرة على القول بأن وجود القوات البحرية لا يمكن أن يستمر إذا لم يتحقق حل سياسي سلمي.
وأكد مالينوفسكي أنه من الخطأ القول أن الولايات المتحدة التزمت الصمت، فهي في العام الماضي من دفع لتشكيل لجنة التحقيق ومن ضغط من أجل عدم إغلاق جمعية الوفاق. وأشار إلى أن "هناك تصور متنام بأن الولايات المتحدة تؤيد الحلفاء السنة في الشرق الأوسط" واصفا ذلك بأنه أمر خطير بالنسبة للمستقبل.
وقال مالينوفسكي إن على الولايات المتحدة أن تستمر في وقف مبيعات الأسلحة للبحرين، مشيرا إلى أن خلاف ذلك سيبعث رسالة خاطئة إلى المتشددين والإصلاحيين في النظام الحاكم على حد سواء.
من جانب آخر، اشار مالينوفسكي إلى أن قرارا محتملا قد يصدر عن مكتب UNOHR بمنظمة الأمم المتحدة يقضي بمحاسبة الحكومة البحرينية عن عدم تنفيذ توصيات لجنة التحقيق المستقلة.
هامش:
تفاصيل الندوة من موقع منظمة POMED الأمريكية