» تقارير
الوسط... مسلسل الاستهداف
2012-05-06 - 8:31 ص
مرآة البحرين (خاص): كانت ستغلق في يوم الصحافة الدولي، ومنصور الجمري كان مستعدا للأسوأ ليلة استهدافه.
13 مارس/آذار 2011: الاعتداء على مصور الوسط
عناصر تابعة لقوات الأمن ورجال مدنيون يعتدون على المصور الصحفي محمد المخرق بالضرب، وهو مصور يعمل لصالح صحيفة الوسط. وكان المخرق يرتدي سترة تحمل اسم الصحيفة، وكان يغطي التظاهرات بالقرب من المرفأ المالي، عندما توجه نحوه حوالي عشرين رجلا وقاموا بضربه وحطموا الكاميرا التي كانت بحوزته وهاتفه المتنقل.
وأصيب المخرق بكدمات شديدة نقل على إثرها إلى المستشفى. وصرح فيما بعد أن ضابط شرطة شتمه قبل أن تحاصره مجموعة من عناصر الأمن مدنيين وعسكريين، حيث هموا بضربه وهم يقولون له "نحن نبحث عنك منذ زمن"
14 مارس: قائمة العار
جرى ترويج قائمة تدعى ب "قائمة العار البحرينية" عبر شبكة الإنترنت، وتتضمن 25 شخصا وصفتهم القائمة بأنهم "عملاء يهدفون إلى بيع وطنهم". وشملت القائمة أسماء تسعة صحفيين على الأقل ممن يعتبرون "نقادا"، بينهم منصور الجمري، رئيس تحرير صحيفة الوسط، وقاسم حسين، وهو كاتب في الصحيفة.
أحد الصحفيين ممن ظهرت أسماؤهم على القائمة صرح أنه لم يعد يشعر بالأمن، بعد تلقيه تهديدات عبر الهاتف يقول فيها المتصلون إنهم سيطعنونه في ظهره جزاء على ورود اسمه في القائمة.
15 مارس: مهاجمة وتخريب مطبعة الوسط
مسلحون يداهمون المطبعة التابعة لصحيفة الوسط في مدينة "الرفاع" ويقومون بترويع الموظفين وإلحاق أضرار بالغة بآلات الطباعة، ما أدى إلى إعاقة إصدار العدد الجديد من الصحيفة.
وقد هاجم عشرات من الرجال المسلحين بالسكاكين والهروات، في حوالي الساعة الواحدة صباحاً، مطبعة الوسط، ودخل المهاجمون مقر المطبعة عنوة، وهددوا الموظفين الذين كانوا يعدون لطباعة الصحيفة، ثم قاموا بتحطيم المطبعة مما أدى إلى تعطيلها.
وأصدرت لجنة حماية الصحفيين وقتها بيانا قالت فيه إن حكومة البحرين مسؤولة عن سلامة الصحفيين والأمن المادي للمرافق الصحفية، وطالبت السلطات بوجوب ملاحقة جميع المسؤولين عن الاعتداء على صحيفة الوسط.
وظل بعض المهاجمين متواجدين خارج مقر الصحيفة في وقت لاحق من ذلك اليوم، وذلك في سلوك واضح لتهديد الصحيفة. وكان منصور الجمري رئيس تحرير الصحيفة قد صرح بأن الوسط مستهدفة فيما يتصل بتغطيتها للتظاهرات السياسية.
16 مارس: محاصرة شارع البديع، ومقر صحيفة الوسط
قوات الأمن تهاجم المحتجين في دوار اللؤلؤة وتوقع العديد من القتلى والجرحى، ودبابات الجيش والحرس الوطني تجتاح الشوارع الرئيسية في البلاد وتحاصر القرى والمدن. وفي شارع البديع حيث مقر صحيفة الوسط، حاصرت الدبابات والمدرعات كل المداخل الرئيسية وشلت الحركة تماما بعد حملة قمع راح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى.
وعم الرعب شوارع البحرين التي بدت كساحة حرب، وخصوصا شارع البديع. بينما صرح منصور الجمري، رئيس تحرير الوسط، لقناة الجزيرة قائلا إنه والصحيفة في موقف عصيب جدا، حيث لا يستطيع الصحفيون العمل على الأرض ولا حتى الوصول إلى مبنى الصحيفة، وعبر عن شكه في أن يكون قانون السلامة الوطنية الذي أعلنه الملك تمهيدا لمنع العمل الصحفي كذلك.
2 أبريل: وقف صدور صحيفة الوسط
أمرت وزارة الإعلام بإغلاق صحيفة الوسط "كبرى الصحف البحرينية المستقلة" بتعبير لجنة حماية الصحفيين، ثم أجبرتها على إجراء تغيير في إدارة تحريرها، وذلك إثر محاكمة تلفزيونية للصحيفة في إحدى حلقات برنامج "الراصد" الشهير على تلفزيون البحرين.
ولم تظهر صحيفة الوسط على أكشاك الصحف يوم الأحد 3 نيسان/أبريل 2011 كما حجب موقعها الإلكتروني داخل البحرين، وقد اتهمت وزارة الإعلام الصحيفة "بالتلفيق والتزييف المتعمد للأخبار المتعلقة بالاضطرابات"، إلا أن رئيس هيئة شؤون الإعلام رفع الحظر عن الصحيفة بعد استقالة رئيس التحرير منصور الجمري ومدير التحرير وليد نويهض ومدير الأخبار المحلية عقيل ميرزا.
وصرح الجمري وقتها بأن "الاستقالة كانت قراراً صعباً إلا أنها كانت الشيء الذي يلزم القيام به لحماية الصحيفة ومصدر عيش العاملين فيها" وأكد أن الصحيفة تعرضت لحملة قاسية من التخويف من قبل السلطات. وكان الجمري يحاول الاتصال بالبرنامج ليرد على الاتهامات إلا أنه لم يسمح له، في حين ادعى مذيع البرنامج أنهم دعوه للحلقة ورفض الحضور. وبحسب حوار منشور معه كان الجمري يخطط لمواجهة ما هو أسوأ تلك الليلة، وقد رتب مع أصدقائه أن يعتنوا بأبنائه إذا ما اختفى في مراكز الاحتجاز كما حصل لآخرين.
وفي اليوم التالي، عُرض أمامه واثنين من زملائه أن يختاروا بين أمرين: إما أن يستقيلوا وإما أن يتم إغلاق الصحيفة. فقرر الجمري ومدير تحرير الصحيفة ومحرر الأخبار المحلية أن يستقيلوا.
2 أبريل: حرق عدد الوسط الأخير
مجموعة تطلق على نفسها "شباب ساحة الشرفاء في البسيتين" تنشر فيديو لأشخاص يقومون بإحراق العدد الأخير من صحيفة الوسط بعد قرار إيقافها، حيث يتلفظ أحدهم بشتائم طائفية ضد القائمين على الصحيفة ويهاجمها بأبذأ الأوصاف، ثم يشعل فيها النار معبرا عن أمنيته بأن يكون هذا هو العدد الأخير دون عودة، وأن يكون مصير رئيس تحرير الصحيفة منصور الجمري "الحرق مثل صحيفته"، لترتفع بعدها صيحات "التكبير" احتفالا من الحاضرين.
6 أبريل: طرد صحافيين خارج البلاد
طردت السلطات البحرينية مدير التحرير الجديد في صحيفة الوسط الصحافي علي الشريفي، والكاتب في الصحيفة رحيم الكعبي، وهما عراقيان، وذلك دون أن تبين أية أسباب.
11 أبريل: محكمة الجمري ورفاقه
أعلنت النيابة العامة في البحرين بأنها ستوجه تهما جنائية ضد ثلاثة من كبار المحررين في صحيفة الوسط، حيث واجه رئيس التحرير منصور الجمري ومدير التحرير وليد نويهض ورئيس قسم الأخبار المحلية عقيل ميرزا تهمتي "نشر أخبار كاذبة والإضرار بالصالح العام للدولة" واعتبرت جهات متعددة ذلك حملةً مُسيسة للنيل من الوسط، فيما كشفت الصحيفة بأنها استُدرجت لكي تنشر أخبارا كاذبة لتُستخدم فيما بعد كذريعة للتلاعب بأكبر صحيفة مستقلة في البلاد.
وقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الجمري إقراره بأن المواد الإخبارية التي تحقق فيها الحكومة قد "طُبعت بطريق الخطأ" ولكنه أفاد بأن الصحيفة لم تتعمد نشر معلومات مضللة. وقال إن تحقيقا داخليا أظهر بأن المواد الإخبارية الست الكاذبة، التي زعمت وقوع سوء سلوك حكومي، أتت من عناوين بريدية إلكترونية مختلفة، ولكنها صدرت من عنوان بروتوكول إنترنت واحد (IP Address). وتظهر التحقيقات التي أجراها الجمري أن الحكومة كانت مصدر التقارير الكاذبة التي تم اتهام صحيفته بنشرها، وتوصلت تحقيقات "لجنة حماية الصحفيين" إلى النتيجة ذاتها.
12 أبريل: مقتل عضو مجلس إدارة الوسط كريم فخراوي
قتل المستثمر والناشر البحريني كريم فخراوي، وذلك بعد أسبوع من اعتقاله. وكان فخراوي قد توجه إلى مركز شرطة في 5 أبريل/نيسان لتقديم شكوى بأن السلطات كانت تهم بهدم بيته، ليخرج بعد أسبوع قتيلا. وزوّرت السلطات سبب وفاته بتصريح رسمي قالت فيه إنه توفي جراء فشل كلوي، في حين أظهرت الصور جثته مغطاة بالكدمات والجروح، ثم أثبت تقرير بسيوني تعرضه للتعذيب الشديد حتى مقتله.
وفخراوي هو أحد مستثمرين عديدين في صحيفة الوسط، و ناشر كتب، ومالك أكبر مكتبة لبيع الكتب في البحرين، وعضو في جمعية الوفاق، جمعية المعارضة الرئيسية في البحرين. وقد كان منصور الجمري رئيس تحرير الصحيفة هو آخر من تحدث إلى كريم فخراوي وهو يهم بدخول مركز الشرطة، وذلك لإبلاغه عن جلسة مجلس الإدارة الطارئة في أعقاب البرنامج التلفزيوني ووقف صدور الصحيفة.
21 أبريل: توقيف الصحفية أماني المسقطي
الصحفية أماني المسقطي، وهي أيضا تعمل في صحيفة الوسط، تتعرض للاحتجاز في مطار البحرين الدولي لدى عودتها من مصر. ثم يتم لاحقا تحويلها إلى مركز شرطة في المنامة للتحقيق معها، ثم يفرج عنها بعد عدة ساعات من ذلك.
25 أبريل: اعتقال الصحفي حيدر محمد
30 رجلا من عناصر الشرطة بالملابس الرسمية والملابس المدنية يداهمون منزل الصحفي في صحيفة الوسط حيدر محمد النعيمي، ليخرجوه إلى الشارع ويعتدون عليه بالضرب، واقتيد النعيمي إلى مكان غير معلوم، وكان مصيره مجهولا، حتى أفرج عنه بعد عدة شهور.
2 مايو: إدارة الوسط تقرر إغلاق الصحيفة
مجلس إدارة الوسط يقرر التوقف عن إصدار الصحيفة التي تعتبر أبرز صحيفة يومية في البلاد، وذلك اعتبارا من 9 مايو/أيار، ثم يعدل عن قراره بضغوط من الديوان الملكي ورئيس هيئة شئون الإعلام.
7 يوليو: الصحفية مريم الشروقي تستدعى للتحقيق
استدعيت مريم الشروقي، والتي تعمل في وزارة التربية أيضا، للمثول للتحقيق في المدرسة من قبل مدير قسم التعليم الخاص، وقد جرى معها تحقيق لمدة ثلاث ساعات ونصف بشأن انتمائها المزعوم لإحدى الجمعيات وحول كتاباتها في صحيفة الوسط، وواجهت الشروقي تهديدات عدة فيما بعد فرض قانون السلامة الوطنية.
4 أغسطس: عودة منصور الجمري رئيسا للتحرير
مجلس إدارة شركة دار الوسط للنشر والتوزيع يجتمع برئاسة نائب الرئيس فيصل جواد ويقرر إعادة تعيين منصور الجمري رئيساً للتحرير، وذلك بأغلبية الأصوات. لتستنفر أجهزة السلطة الإعلامية وعلى رأسها وكالة أنباء البحرين التي استلت تصريحا من رئيس مجلس الإدارة فاروق المؤيد يرفض فيه القرار ويهاجمه.
وفي اليوم التالي رجع اسم الدكتور منصور الجمري رئيسا للتحرير واستأنف عموده الصحفي الذي نشر استثنائيا في الصفحة الأولى إلى جانب خبر عودته الذي تصدر عناوين الصحيفة. وفي 7 أغسطس/آب، اجتمعت عمومية الشركة لتقر رجوع الجمري رغم رفض عدة أعضاء في مجلس الإدارة، وبعدها بأيام ينتخب عادل المسقطي رئيسا لمجلس الإدارة خلفا للمستقيل فاروق المؤيد.
22 نوفمبر: منصور الجمري يُمنح "الجائزة الدولية لحرية للصحافة"
لجنة حماية الصحافيين في نيويورك، تكرّم رئيس تحرير الوسط منصور الجمري، وتمنحه "الجائزة الدولية لحرية الصحافة للعام 2011" بالمشاركة مع 3 صحافيين آخرين. وكانت اللجنة قد ذكرت في تقريرها أنها ارتكزت في اختيارها الجمري على دوره في الدفاع عن حرية الرأي والتعبير في الظروف القاسية.
والجمري هو أول صحافي خليجي يحصل على هذه الجائزة الدولية التي تشرف عليها هيئة من كبار الشخصيات في عالم الصحافة الدولية، وذلك بعد مراجعة مهنية لممارسة الصحافي عملَه بحسب الأصول الدولية المعتمدة، وقدرته على تجاوز الظروف القاسية والاضطهاد الذي يتعرض له بسبب ممارسته عمله الصحافي.
23 نوفمبر: تقرير بسيوني يبرأ الوسط ويكشف مظالمها
أكد تقرير اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق التي رأسها البروفسور محمود شريف بسيوني أن "الوسط" لم تحرض على العنف، كما أنها لم تنشر بسوء قصدٍ أخباراً كاذبة ومضللة. كما أشار التقرير إلى أن اللجنة تبين لها تعرض مقر الصحيفة لهجوم وأعمال تخريب.
وأقر التقرير أنه لم يقدم إلى اللجنة ما يؤيد ما ذهبت إليه وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة من أن صحيفة الوسط تورطت في التحريض على العنف، وعلاوة على ذلك، فلا يمكن للجنة أن تخلص إلى أن هناك سوء قصد في نشر الوسط لأخبار كاذبة ومضللة.
وأشار التقرير إلى إلقاء القبض على كريم فخراوي أحد مؤسسي الصحيفة وعضو مجلس إدارتها والذي توفي أثناء توقيفه بعد أسبوع تقريباً من القبض عليه، كما أشار إلى أن الصحيفة لم يسمح لها باستئناف الصدور إلا بعد إجبار رئيس تحريرها ومدير تحريرها ومحرر الأخبار المحلية بها على الاستقالة.