مرآة البحرين (خاص): ركزت الصحف العربية والخليجية على المواجهات بين رجال الأمن والمتظاهرين عقب تشييع الشهيد صلاح عباس. واعتبرت  بعض الصحف ان السلطات البحرينية اصدرت ما يشبه الحكم بالموت على الناشط الحقوقي المضرب عن الطعام في المعتقل منذ 77 يوما عبد الهادي الخواجة بإقدامها على تأجيل جلسة النظر في الاستئناف على الحكم الذي صدر ضده، كما ركزت صحف أخرى على التعديل الوزاري الذي اجراه الملك عقب سباق "الفورمولا وان".

وقد قالت صحيفة "السفير" و"الاخبار"اللبنانيتين و"القبس"الكويتية أن أنصار المعارضة البحرينية، شيعوا أمس، جثمان صلاح عباس، الذي قتل يوم الجمعة الماضي على أيدي القوات البحرينية بعد مشاركته في إحدى التظاهرات، مرددين الشعارات المنددة بالملك البحريني، حمد بن عيسى آل خليفة.

وأجج غضب المشيعين، الذين قدرت أعدادهم بـ 15 ألفاً، الصور التي التقطت للقتيل، وأظهرت آثار إصابات بالغة في ظهره، جراء طلقات «الشوزون» التي أصابته من مسافة قريبة، فضلاً عن إفادات للأطباء تحدثت عن تعرضه للتمثيل، وهو ما سبب إصابته بكسور ورضوض وحروق بالغة، فيما نقل عن الأمين العام لجمعية الوفاق، علي سلمان، قوله إن «رصاص الخرطوش والكسور والكدمات في جسد الشهيد صلاح تشي بأنه كان في أيدي وحوش بشرية لا أجهزة أمن».

وبعد انتهاء مراسم التشييع، وقعت صدامات عنيفة بين المشيعين والقوات الأمنية تخللها استخدام الشرطة للرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، في مقابل لجوء المحتجين إلى القنابل الحارقة.

وقال حسين حبيب ان شقيقه شارك في احتجاجات ليلية يوم الجمعة الماضي لكنه اضطر للفرار بعد أن وصلت قوات الأمن المسلحة بالهراوات والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت وبنادق الخرطوش لتفريق المتظاهرين وبدأت تطارده. وأضاف نقلا عن شهود عيان ان شقيقه ذهب ليختبئ على سطح مبنى وعثر عليه ميتا بعد ذلك بفترة قصيرة. وقال رئيس جمعية «شباب البحرين لحقوق الانسان» محمد المسقطي ان شهود العيان ذكروا ان حبيب اصيب وهو يهرب من الشرطة.

تأجيـل النظـر في اسـتئناف حكم الخواجة أسـبوعاً

إلى ذلك نقلت "السفير" عن وكالة أنباء البحرين الرسمية «بنا» أن محكمة التمييز قررت في جلستها صباح أمس تأجيل النطق بالحكم في الطعون المقدمة من 14 متهما في قضية «تأسيس جماعة إرهابية بغرض قلب نظام الحكم» والتي أدين فيها 21 متهماً بأحكام تتراوح ما بين السجن المؤبد وسنتين لجلسة في 30 نيسان المقبل. والخواجة من بين المتهمين الـ21، وشهدت صحته تدهورا شديداً بعد 7 أسابيع من الإضراب عن الطعام في سجون السلطات البحرينية.

وفي السياق، أشارت ابنة الخواجة، مريم، في حديث للتلفزيون الدنماركي، إلى أن الأطباء أبلغوهم أنهم لم يبق أمام الخواجة سوى يومين أو ثلاثة، فيما قال وزير الخارجية الدنماركي، فيلي سوندال: «نحن نتحدث عن أيام فقط، إذا ما كان هناك من فعل يجب القيام به لإنهاء القضية»، مشيراً إلى أن الوضع «حرج جداً جداً». أما في يتعلق، بابنة الخواجة زينب، التي اعتقلت يوم السبت الماضي في أثناء مشاركتها في اعتصام تضامناً مع والدها، فأمرت النيابة بحبسها أسبوع بسبب الجلوس في الشوارع.

سلمان: الحكومة لا تريد الحوار

هذا، ونقلت "السفير" والأخبار" عن الامين العام لجمعية «الوفاق» المعارضة الشيخ علي سلمان إن السلطة «ترفض الحوار معنا. يضعون العراقيل لتقديم صورة عن الإصلاحات تعيد فعليا التأكيد على الدكتاتورية». وأضاف «لقد وصلنا إلى حائط مسدود. هذه الحكومة ليست جدية في إجراء حوار فعلي، والاستماع إلى مطالب الشعب وتطبيقها». كما أكد سلمان ان هذه المطالب «سابقة لاندلاع الثورة الإسلامية في ايران»، وأكد أن استخدام المتظاهرين لقنابل المولوتوف بدأ في تشرين الثاني الماضي، وأنه «من الطبيعي أن يؤدي الجمود السياسي إلى انعدام متعمق للاستقرار».

تعيين 3 وزراء دولة للخارجية وحقوق الإنسان والإعلام

من ناحيتها أشارت "السفير" و"الاخبار" والاتحاد" الاماراتية إضافة إلى "الشرق الاوسط" السعودية إلى ان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، أجرى تعيينات وزارية محدودة في الحكومة البحرينية. ووفقا لوكالة أنباء البحرين (بنا)، فقد أصدر الملك مرسوما ملكيا قضى بتعيين "كل من غانم بن فضل البوعينين وزيرا للدولة للشؤون الخارجية، والدكتور صلاح بن علي محمد وزيرا للدولة لشؤون حقوق الإنسان، وسميرة بنت إبراهيم رجب وزيرة للدولة لشؤون الإعلام».

وفي أول تصريح لها بعد تعيينها في منصبها الجديد قالت رجب لـ«الشرق الأوسط»، إن تسلمها حقيبة وزارة الدولة لشؤون الإعلام لا يعني عودة وزارة الإعلام إلى دور الوزارة القديم. إن الدور الذي ستقوم به سيكون «تمثيل الإعلام في مجلس الوزراء، وأمام البرلمان البحريني الذي توسعت صلاحياته مطلع العام الجاري».

وقالت الناشطة الإعلامية البحرينية إن التعيينات الجديدة «لا علاقة لها بالأحداث التي عاشتها أو تعيشها مملكة البحرين منذ 14 فبراير (شباط) عام 2011»، مشددة على أن التعيينات «كانت تنظيمية لا أكثر»!

"الفورمولا وان" ... خسارة للحكومة

في المقابل، اعتبرت "الاخبار" اللبنانية أن هذه "التعديلات جاءت في وقتٍ اتفق فيه محللون ونشطاء على اعتبار أن السلطات البحرينية لم تحقق الهدف المنشود من سباق «فورمولا واحد».

ونقلت "الاخبار" عن ناشط بحريني، طلب التعريف عنه باسمه الأول علي، إن «الثورة لم تنته قط هنا في البحرين». وأوضح أن «الذي انتهى هو التغطية الإعلامية، ونرى أن الحكومة أهدت الثوار هدية ثمينة من حيث لا تدري عبر استضافة سباق الفورمولا».

من جهته، قال مدير معهد بروكينغز في الدوحة، المحلل السياسي سلمان شيخ  أن السباق «عزز الاستقطاب الحاد في البلاد، ومهما كانت نيات السلطات في أحسن الأحوال، فإن هذا الحدث زاد من الانشقاق في المجتمع»، معرباً عن أمله أن تدفع الأحداث التي رافقت السباق الدول الكبرى التي تتمتع بتأثير في البحرين للحث باتجاه الحل.

من جهتها، قالت جين كينينمونت، وهي محللة في معهد تشاثام هاوس البحثي في لندن، إنه «في ما يتعلق بمعركة العلاقات العامة لقد كانت خسارة للحكومة. لكن لم يكسب أحد بشكل عام». وأضافت «المعارضة أكثر غضباً من عمليات القتل والضرب فيما يشعر المعسكر الموالي للحكومة بقلق من عرقلة المحتجين التنمية الاقتصادية وشعر بصدمة من التغطية الاعلامية».

واستغل بعض الصحافيين الأجانب من الذين حالفهم الحظ بالحصول على تأشيرات، دخولهم إلى البحرين لتغطية السباق، لزيارة القرى التي تشهد احتجاجات المعارضة. وفي السياق، اعتقلت قوات الأمن فريق القناة البريطانية الرابعة بينما كان يغطي التطورات الأمنية بعد انتهاء سباق الفورمولا قبل ترحيلهم. وأعلن مراسل القناة جوناثان ميلر، عبر «تويتر» أنهم رُحِّلوا من المملكة، إلاّ أنه أكد أن سائقهم البحريني ظل معتقلاً، مشيراً إلى أن الشرطة كانت «عدائية جداً» عند اعتقالهم.

من جهتها اشارت صحيفة "الوفاق " الايرانية الناطقة باللغة العربية إلى أن القيادي في تيار العمل الاسلامي في البحرين جعفر العلوي قال ان رفض سباقات "الفورمولا واحد" من قبل الشعب البحريني تأتي في سياق رفض الغبن والظلم والاضطهاد الشديد من قبل النظام البحريني.

وأضاف العلوي في حديث لقناة "العالم" الاخبارية إلى ان الشعب البحريني لن يخضع للنظام ويأبى ان يلمع للنظام الصورة التي يريد اعطائها من خلال سباقات الفورمولا واحد، مشيرا الى ان الشعب البحريني لا يرفض السباقات بشكل خاص، لانها مسابقات رياضية ، وانما يرفض توقيتها ويرفض الجانب السياسي فيها.

الخارجية الإيرانية قلقة من تطورات البحرين

وقالت "السفير" واليوم السابع" المصرية إن رامين مهمانبرست، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اعرب عن قلق بلاده تجاه التطورات الأخيرة في البحرين، وقال في تصريح لوكالة "مهر" الايرانية  إن استمرار وازدياد الاحتجاجات الشعبية في مختلف مناطق البحرين تدل على إرادة الشعب الجادة للحصول على مطالبهم المشروعة، وبالتأكيد فإن قمع الاحتجاجات السلميّة الشعبية والتصدي لها بعنف، والذي أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المواطنين البحرينيين هو خطأ استراتيجي، وهو ما يتطلب إصلاح هذا النهج.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيراني، إن أفضل حل في البحرين يكمن في "إيلاء الاهتمام بمطالب الشعب المشروعة وإنهاء أعمال القمع ورحيل القوات العسكرية الأجنبية من هذا البلد".

وأضاف مهمانبرست: من المثير للدهشة أن بعض الدول الغربية التي تزعم دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، تتجاهل المطالب الشعبية في البحرين والتي لا تريد سوى نيل حقوقها العادلة، وأن هذه الدول بالتزامها الصمت تؤيد سياسة العنف التي تنتهجها الحكومة البحرينية