بالوثائق: تقرير بسيوني تحدث عن الوساطات التي قامت بها قطر لحل الأزمة البحرينية
2017-06-17 - 8:11 ص
مرآة البحرين: تكذب البحرين بكثرة لكن آفة الكذب ـــ كما جاء في الأثر ـــ النسيان. ما الجديد لديها هذه المرّة؟ إعاة إخراج وساطات قامت بها الحكومات الخليجية خلال أزمة 2011 والزجّ بها في أتون الحرب الإعلامية الخليجية - الخليجية على أنها نوع من التدخل أو العمالة. وآخرها مزاعم عن اتصالات قامت بها حكومة قطر مع قياديين في المعارضة. ما من حاجة للقيام بجهد خرافيّ لكشف هذا التوظيف وعملية إعادة الإخراج البائسة هذه. الحقيقة أن تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي قام ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بتكليف القاضي الدولي محمود شريف بسيوني الإشراف على وضعه وتليت نتائجه على الملك في قصره كان قد تطرّق إلى ذلك. فقد كشف التقرير منذ العام 2011 أن قطر حاولت أن تلعب دور الوسيط في الأزمة السياسية في البحرين استجابة لمبادرة أمريكية.
وجاء في التقرير "وفقا لبعض المصادر من المعارضة أن الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري (وقتها) اقترح أن يكون الراعي لمبادرة سياسية طرحتها الإدارة الأمريكية على الحكومة والمعارضة بعد دخول قوات درع الجزيرة".
وأضاف في الفقرة 527 (ص 190) "كما أفادت مصادر في المعارضة للجنة بسيوني أن أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد حاول التوسط بين حكومة البحرين وأحزاب المعارضة في اﻷيام التالية وأنه تم قبول هذه المبادرة من قبل المعارضة لكنها رفضت من قبل الحكومة".
تقرير بسيوني يتحدث عن الوساطة القطرية
غير أن هذا لم يكن التماسّ القطري الوحيد مع الأزمة البحرينية؛ إذ سرعان ما أعادت قطر تموضعها لتتماهى كلياً مع الموقف الخليجي. ففي 14 مارس/ آذار 2011، وبشكل مفاجئ، زار رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني، يصحبه وزير الخارجية السعودي، ملك البحرين وولي عهده دون حضور رئيس الوزراء البحريني. الزيارة "الليلية" التي لم تخل من "غرابة" جاءت بعد الإعلان المفاجئ عن دخول قوات درع الجزيرة للبحرين، وقد نقلتوكالة أنباء البحرين وقتها عن آل ثاني تأكيده "وقوف قطر إلى جانب مملكة البحرين في مواجهة أي خطر يهدد أمنها واستقرارها".
مع دخول قوات "درع الجزيرة" للبحرين، أكد مسؤول عسكري قطري هو العقيد الركن عبدالله الهاجري مشاركة بلاده في الانتشار العسكري الخليجي في البحرين إلى جانب السعودية والإمارات بهدف ما أسماه "المساهمة في حفظ الأمن والنظام". كما أكد تقرير لجنة تقصي الحقائق دخول قوات قطرية إلى البحرين ضمن "درع الجزيرة".
وفي تصريح لقناة الجزيرة أكد حمد بن جاسم آل ثاني أن دخول قوات خليجية إلى البحرين تم وفقا للمعاهدات الأمنية الخليجية لكنه قال إن المعارضة البحرينية "هي جزء من الشعب البحريني" ودعاها للحوار وترك الاعتصام.
وقال الشيخ حمد "إن المعارضة البحرينية جزء من الشعب البحريني وهم يعزون علينا مثل باقي شعب البحرين". وأضاف "أنا أنصح الإخوة المحتجين بأن ينسحبوا من أماكنهم، وهذه دعوة صادقة، وليبدأوا حوارا جادا من قبل الحكومة للوصول إلى النتائج المرجوة في البحرين".
وفي حين وصف الداعية القطري (المصري الأصل) يوسف القرضاوي ثورة البحرين بالطائفية في إحدى خطب الجمعة، دافعت افتتاحيات الصحف القطرية جمعيا عن دخول قوات درع الجزيرة، لتحصل على إشادة وكالة أنباء البحرين بهذه التغطيات.
وبعد بضعة أيام من دخول قوات درع الجزيرة، وردت أنباء بأن قطر سحبت قواتها من البحرين بعد جهود إيرانية وتركية.
وخلال مؤتمر على هامش اجتماع لجامعة الدول العربية، وصف رئيس الوزراء القطري (المقال) سؤالا صحافيا وجّه له حول عدم الاهتمام بأحداث البحرين، بأنه "كلام حق أريد به باطل"، وزعم أنه ليس هناك سوى 3 أو 4 قتلى في البحرين، كما امتدح تشكيل لجنة تقصي الحقائق، واستجابة الملك البحريني لتقريرها حسبما قال، ودافع مجددا عن دخول قوات درع الجزيرة للبحرين وقال إنها لم تقمع الشعب.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2011 قال حمد بن جاسم آل ثاني في مقابلة مع صحيفة "المصري اليوم" إن "الموضوع في البحرين لن يحل إلا بالحوار بين الطرفين وأن يتنازل كل طرف بالمعقول وبالمنطق"، وقال أيضا إنه يتألم من عدم إكمال الحوار بين ولي عهد البحرين والمعارضة، ورأى أنه "لا تستطيع المعارضة ولا الحكومة أن تنفذ كل ما تريده، لأن البحرين حالة خاصة، والمجتمع فيها من فئتين أو طائفتين وهذا موضوع حساس واستقرار البحرين حساس ليس لها فقط وإنما للمنطقة ككل" فيما اعتبر أن دول مجلس التعاون الخليجي ليست محصنة من الثورات.