» تقارير
نادية إسماعيل: أأنسى رداءك الملطَّخَ بالدماء ؟
2012-04-03 - 7:01 ص
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّى الهرب!
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
أمـل دنـقـل
مرآة البحرين (خاص): "كلما قال له أبوه لا تخرج في المظاهرات، كان يقول: هل هؤلاء الذين يضحون من أجل الحرية أفضل مني!" حجّة تتردد على لسان كل شاب يحاول أهله مستميتين منعه من الخروج، آخر من قالها كان الشهيد أحمد إسماعيل، ليكون من بين هؤلاء المضحين.
تفاصيل الاغتيال
مراسل موقع EA World News أجرى مقابلات مفصلة مع شهود عيان، ونقل تفاصيل الاغتيال بدقة: ليلة الجمعة، تمام الساعة 11:30 مساء، انطلقت مظاهرة سلمية في قرية سلماباد، وراء المقبرة، بالقرب من أحد الدوارات. وفي أقل من 30 دقيقة، وصلت 3 سيارات من شرطة مكافحة الشغب لتفريق الاحتجاجات، وهدمت الحواجز التي وضعت من قبل المتظاهرين في الطريق وحاولت دهس الشباب. سقط أحد المتظاهرين وتجمع حوله الشرطة لينهالوا عليه بالضرب ثم اقتيد بعيدا.
وبحسب ما ينقل الموقع، فبعد أن غادرت الشرطة، تجمع المتظاهرون من جديد في الطريق الرئيسي. وحوالي منتصف الليل، ظهرت تويوتا "لاند كروزر" مدنية وأطلق رجل من داخلها خمس أو ست طلقات، مما اضطر المتظاهرين إلى التراجع داخل القرية بجانب المقبرة. حين رأتهم سيارة "اللاند كروزر" حاولت اقتحام القرية مصطدمة بالحواجز، وأطلقت خمس أو ست طلقات أخرى، لترتطم الرصاصات في أحد المباني وأحد أعمدة الإنارة في الشارع.
غادرت "اللاند كروزر" القرية وتوقفت في دوار بالقرب من جامعة AMA، في حين خرج المحتجون مرة أخرى إلى الطريق الرئيسي أمام المقبرة.
كان أحمد إسماعيل واقفا في ساحة بالقرب من الطريق الرئيسي. وكانت "اللاند كروزر" تصوب أشعة ليزر خضراء على الشباب، وفي حوالي الساعة 12:30 بعد منتصف الليل، قرر المتظاهرون العودة إلى القرية، وبينما كانوا يغادرون قام رجل في "اللاند كروزر" بإطلاق النار مجددا، وأصاب أحمد إسماعيل أسفل البطن.
صرخ أحمد، وحاول أن يجري لحوالي 20 قدم إلى أن سقط. حاول أحد المتظاهرين مساعدته على المشي من مكان الحادث حتى أغمي عليه. تجمع شباب آخرون وحملوه إلى داخل القرية، حيث تلقى الإسعافات الأولية في أحد المنازل قبل نقله إلى المستشفى.
ونقل شهود عيان لموقع EA World News أنهم لم يستطيعوا التعرف على نوع السلاح الذي تم استخدامه، ولكن البعض قال إنه خلال الموجات الأولى والثانية من إطلاق النار، استطاع أن يرى من خلال نافذة السيارة المفتوحة جزئيا، ما يبدو أنه مسدس. وفي المرة الثالثة، عندما أصيب أحمد، قال شهود عيان إنها تبدو بندقية مع مؤشر ليزر.[1]
المخابرات في المستشفى: متعة الشماتة
"اخترقت الرصاصة فخذه الأيمن، دخلت من طرف وخرجت من آخر" يؤكد الدكتور محمد السيف، ابن خال أحمد، والذي كان يرافقه في رحلة موته. ينقل الدكتور إن أجهزة المخابرات كانت تحاول أن تستدرج أهل الشهيد وهم في المستشفى ليقولوا إن الحادثة كانت بفعل شجار أو حادث سير، بينما اتفق كل الأطباء على أن الجرح بفعل رصاصة حية لا غير.
يعبر الدكتور عن امتعاضه من سلوك أفراد وزارة الداخلية في المستشفى، ويقول إنهم كان يصوروننا وكأنهم يستمتعون بمشاهدة فيلم، ولم يقدموا لنا أية مساعدة، أحاطوا بنا بالعشرات دون أن يتدخلوا، كان يصورون بينما العائلة كلها تبكي.
وبدا الدكتور السيف متأثرا وهو يتذكر أنه مع أحمد وأخته كانوا دائما ما يقفون على جانب الطريق معا لالتقاط الصور، أحبوا ذلك وصاروا مع الوقت شهودا على الحدث، لكن أحمد صار اليوم أحد الضحايا "الأمن في هذا البلاد هو لأشخاص محددين فقط" يقول الدكتور.
لقد مات أخي
نادية إسماعيل، شقيقة أحمد، رافقته كذلك إلى المستشفى الدولي. عاينت جراحه، ونزف دمه، ورغم الروع والغصص، كانت تلملم جراح أبويها، ثمة سر عظيم في صمودها. شهدت نادية مراحل موت أحمد، حتى النفس الأخير. حين صعد بروحه إلى الله صرخت "أحمد الآن في مكان أفضل، لقد مات أخي".
لقد قتلت السلطة الشاهد على جرائمها، ثم طلبت على قتله شهودا. صبغت دماء أحمد أرض سلماباد، صبغت السيارة التي اتكأ عليها متشبثا بالحياة، صبغت سجاد البيت الذي استلقى عليه بين محبيه من المضحين، وصبغت كرسي السيارة الذي نقله للمستشفى.
زيّن أهل أحمد بيتهم، لقد قرروا أن يتلقوا التهاني لا العزاء. يذهب أبوه إلى البقعة التي سقط فيها أحمد ليباركها ويأخذ من فيضها. تميل عليه نادية "كل ما أملكه في حضرة الموت: جبين.. وغضب!"
تفاصيل الاغتيال
وبحسب ما ينقل الموقع، فبعد أن غادرت الشرطة، تجمع المتظاهرون من جديد في الطريق الرئيسي. وحوالي منتصف الليل، ظهرت تويوتا "لاند كروزر" مدنية وأطلق رجل من داخلها خمس أو ست طلقات، مما اضطر المتظاهرين إلى التراجع داخل القرية بجانب المقبرة. حين رأتهم سيارة "اللاند كروزر" حاولت اقتحام القرية مصطدمة بالحواجز، وأطلقت خمس أو ست طلقات أخرى، لترتطم الرصاصات في أحد المباني وأحد أعمدة الإنارة في الشارع.
غادرت "اللاند كروزر" القرية وتوقفت في دوار بالقرب من جامعة AMA، في حين خرج المحتجون مرة أخرى إلى الطريق الرئيسي أمام المقبرة.
كان أحمد إسماعيل واقفا في ساحة بالقرب من الطريق الرئيسي. وكانت "اللاند كروزر" تصوب أشعة ليزر خضراء على الشباب، وفي حوالي الساعة 12:30 بعد منتصف الليل، قرر المتظاهرون العودة إلى القرية، وبينما كانوا يغادرون قام رجل في "اللاند كروزر" بإطلاق النار مجددا، وأصاب أحمد إسماعيل أسفل البطن.
صرخ أحمد، وحاول أن يجري لحوالي 20 قدم إلى أن سقط. حاول أحد المتظاهرين مساعدته على المشي من مكان الحادث حتى أغمي عليه. تجمع شباب آخرون وحملوه إلى داخل القرية، حيث تلقى الإسعافات الأولية في أحد المنازل قبل نقله إلى المستشفى.
ونقل شهود عيان لموقع EA World News أنهم لم يستطيعوا التعرف على نوع السلاح الذي تم استخدامه، ولكن البعض قال إنه خلال الموجات الأولى والثانية من إطلاق النار، استطاع أن يرى من خلال نافذة السيارة المفتوحة جزئيا، ما يبدو أنه مسدس. وفي المرة الثالثة، عندما أصيب أحمد، قال شهود عيان إنها تبدو بندقية مع مؤشر ليزر.[1]
المخابرات في المستشفى: متعة الشماتة
"اخترقت الرصاصة فخذه الأيمن، دخلت من طرف وخرجت من آخر" يؤكد الدكتور محمد السيف، ابن خال أحمد، والذي كان يرافقه في رحلة موته. ينقل الدكتور إن أجهزة المخابرات كانت تحاول أن تستدرج أهل الشهيد وهم في المستشفى ليقولوا إن الحادثة كانت بفعل شجار أو حادث سير، بينما اتفق كل الأطباء على أن الجرح بفعل رصاصة حية لا غير.
يعبر الدكتور عن امتعاضه من سلوك أفراد وزارة الداخلية في المستشفى، ويقول إنهم كان يصوروننا وكأنهم يستمتعون بمشاهدة فيلم، ولم يقدموا لنا أية مساعدة، أحاطوا بنا بالعشرات دون أن يتدخلوا، كان يصورون بينما العائلة كلها تبكي.
وبدا الدكتور السيف متأثرا وهو يتذكر أنه مع أحمد وأخته كانوا دائما ما يقفون على جانب الطريق معا لالتقاط الصور، أحبوا ذلك وصاروا مع الوقت شهودا على الحدث، لكن أحمد صار اليوم أحد الضحايا "الأمن في هذا البلاد هو لأشخاص محددين فقط" يقول الدكتور.
لقد مات أخي
نادية إسماعيل، شقيقة أحمد، رافقته كذلك إلى المستشفى الدولي. عاينت جراحه، ونزف دمه، ورغم الروع والغصص، كانت تلملم جراح أبويها، ثمة سر عظيم في صمودها. شهدت نادية مراحل موت أحمد، حتى النفس الأخير. حين صعد بروحه إلى الله صرخت "أحمد الآن في مكان أفضل، لقد مات أخي".
لقد قتلت السلطة الشاهد على جرائمها، ثم طلبت على قتله شهودا. صبغت دماء أحمد أرض سلماباد، صبغت السيارة التي اتكأ عليها متشبثا بالحياة، صبغت سجاد البيت الذي استلقى عليه بين محبيه من المضحين، وصبغت كرسي السيارة الذي نقله للمستشفى.
زيّن أهل أحمد بيتهم، لقد قرروا أن يتلقوا التهاني لا العزاء. يذهب أبوه إلى البقعة التي سقط فيها أحمد ليباركها ويأخذ من فيضها. تميل عليه نادية "كل ما أملكه في حضرة الموت: جبين.. وغضب!"