» تقارير
الرياضة البحرينية والرياضيون بين جمباز فواز بن محمد وطوفة ناصر بن حمد
2012-03-25 - 3:06 م
مرآة البحرين (خاص): وفق مبدأ التعويض والتعيين التي تتخذها سياسة الحُكم في البحرين تم تعيين فواز بن محمد آل خليفة رئيساً لهيئة شئون الإعلام، بعد أن جُرد من كل صلاحياته في اتخاذ القرار على المستوى الرياضي عندما كان رئيساً للمؤسسة العامة للشباب والرياضة، إثر خلاف لا زال قائماً في الخفاء بينه وبين بعض المشايخ في العائلة الحاكمة التي قُدر لها أن تتسلط على جميع المناصب في المملكة الصغيرة سواءً السياسية منها أو الاقتصادية وغيرها من الحقول الأخرى.
تسلط فواز بن محمد على الرياضة البحرينية لقرابة عقد زمني تعاطى فيها بعقلية عسكرية مُستبدة، وصيَّرها حقلا لعنجهياته. لقد حمل الرجل على عاتقه ترجمة المشروع البندري في التجنيس من خلال تجنيس بعض اللاعبين الأفارقة منهم العرب وغير العرب ومنحهم شرف تمثيل المنتخبات الوطنية على مستوى كرة القدم وألعاب القوى وغيرها من الألعاب وذلك بمساعدة بعض الأندية المحسوبة على النظام التي كانت الحاضن الأول لهؤلاء اللاعبين المجنسين.
أما حكاية عزله عن القرار الرياضي فكان بطلها الأول هو نجل الملك المُدلل ناصر بن حمد المُتورط في تعذيب المُعتقلين. مصادر أخرى تؤكد أن خطة العزل قد خرجت من بيت الشيخ عيسى بن راشد الذي كان مقبولاً إلى حدٍ ما في الوسط الرياضي، إذ بدأ الخلاف طافياً على السطح بعد أن أعلن فواز رغبته رئاسة اللجنة الأولمبية قبل عامين والتي كان يتبوأها عيسى بن راشد نفسه وهو الخصم اللدود لفواز مُنذُ سنوات طويلة.
عيسى بن راشد |
ولم يتوانى عيسى بن راشد هذه المرة في رد الصفعات التي تلقاها على مدى عشر سنوات بصفعة كانت القاضية لغريمه المُتغطرس، فجمع خصوم فواز على قاعدة عدو عدوي صديقي ليرسم تفاصيل الانقلاب على الرجل الذي عاش دور الحاكم بأمره في الرياضة، وكانت أولى الخطوات الناجحة هي إقناع نجل الملك ناصر لتصدر المشهد الرياضي كما هو الحال عند بعض الدول الخليجية، إذ رحب ناصر بالفكرة خصوصاً وأنه يعشق هو الآخر حب الظهور والهيلمان.
ولم تجد الخطوة المدروسة أي صعوبة للتبلور والتنفيذ مادام الأمر متعلق بالابن المُدلل لدى الحاكم، بيد أن فواز جُنَّ جنونه بعد مباركة الديوان الأمر، لدرجة أنه حاول ثني القصر عن الإقدام على هذه الخطوة لكن الأمر كان مُنتهياً، فلا صوت هُنا يعلو على صوت الفارس الشاعر العداء الماهر.
سجل فواز مليء بالسقطات الإعلامية وهو يفتقر للباقة وطلاقة اللسان بخلاف ما يظهر عليه وزراء الإعلام في العادة. وتتسم شخصيته بالغرور والغطرسة، علاوةً على هوس المشيَّخة التي يتعاطى بها مع الآخرين، حتى وصل به الأمر أن حوَّل المُنتخبات الوطنية إلى شبه وحدات عسكرية يتفنن فيها بالتسلط وفرض الأوامر، مجرداً الجميع من صلاحيتهم ولعل هذا الأمر كان سبباً في كِثرة أعدائه في الحقل الرياضي بما فيهم نظرائه من أبناء العائلة.
وصفه أحد كتاب جريدة الوطن بأنه يتعاطى بسلوكياته يظن فيها أن أباه ما زال وزيراً للداخلية. ولعله يشبه في فوقيته وطريقة الأوامر المُتعلقة بالعقوبات التي يصدرها ضد مخالفيه في الرياضة، يشبه عُدي نجل الرئيس العراقي المقبور صدام حسين، والذي كان هو الآخر مسئولاً في حكم أبيه عن الرياضة العراقية التي شهدت عذابات ومعاناة الرياضيين العراقيين.
يصف أحد بطانة فواز بن محمد شخصيته بأنها"تعرف كيف تكسب الأطراف القوية في العائلة فتارةً تراه في صفِ ولي العهد وتارة أُخرى بجنب رئيس الوزراء، وأحياناً في حاشيةِ وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد" وبهذا التعريف يُمكننا القول إن رئيس هيئة شئون الإعلام من الشخصيات التي تُجيد التلون بحسب ما تتطلبه المرحلة والمصلحة، لتثبيت نفسه في المناصب الحكومية التي قد يموت بدل المرةِ ألف لو رأى نفسهُ بعيداً عنها.
إلى جانب جرائم الشحن والحرب الطائفية التي قادها عبر تلفزيون البحرين، استغل فواز الأزمة وأجواء قانون السلامة الوطنية لتدمير الرياضة التي خرج منها مطروداً، كما عكف على تصفية حساباته مع من كان يختلف معهم أثناء تواجده في الرياضة، فقصته مع الصحفي فيصل هيات أصبحت أشهر من روايات شكسبير. وما لا يعرفه الكثيرون أنه كان سبباً لاعتقال وتعذيب لاعب المنتخب الوطني السابق عبدالرزاق محمد بسبب خلافاتهم السابقة في المجال الرياضي، وتنبيك طريقة الإهانة والتعيير بالأصول الفارسية لعبدالرزاق في إحدى الحلقات الرياضية عن كم الحقد والوضاعة التي يتوفر عليها فواز.
هكذا إذن تظل الرياضة البحرينية والرياضيين بين جمباز فواز بن محمد الذي دفع الإعلاميون ثمنه وطوفة ناصر بن حمد التي ما زالت تتوعد البحرينين.