مرآة البحرين (خاص): قالت صحيفة النيويورك تايمز في مقال نشرته إن "اليهود الأرثوذكس، مرتدين معاطف سوداء وقلنسوات، رقصوا  مع العرب، الذين يرتدون الدّشداشات، سويًا في احتفال بالحانوكا في نهاية الأسبوع في البحرين".

وأِشارت الصّحيفة إلى فيديو عن الاحتفال نشره موقع يوتيوب يوم الاثنين، والذي يظهر فيه وفد يهودي يقدم شمعدانًا فضيًا كبيرًا إلى عدد من الشّخصيات العربية، كما يظهر أفراد من كلا المجموعتين يرقصون سويًا، وقد أشاد عدد  من المعلقين بالاحتفال "المتعدد الثّقافات".

المقال الذي نشرته الصّحيفة على صفحتها على الفايسبوك حظي بما يفوق 5000 إشارة إعجاب و761 مشاركة وأكثر من 290 تعليق تراوح بين مؤيد للحدث ومستنكر له، وكان أبرزه التّعليقات أنّه "في غضون ذلك، تبني المملكة المتحدة قاعدة عسكرية في البحرين وكانت كل من الشّرطتين السّعودية والبحرينية تقمعان المحتجين المسالمين منذ العام 2011. هناك اعتقالات كثيرة وتعذيب وسحب جنسيات للمواطنين البحرينيين الأصليين الذين تجرؤوا على معارضة الملك. فليحفظ الله الديمقراطية الأمريكية-السّعودية".

من جهة أخرى، قالت إحدى المعلقات إن "النّظام الملكي في هذا البلد سني وهم أقلية في بلد غالبية سكانه من الشّيعة. لقد كان هناك انتفاضات وتظاهرات نتج عنها تدخل القوات السّعودية للحفاظ على بقاء هذا الطّاغية في السّلطة. وهو يحتاج إلى كل الأصدقاء الذين يستطيع الحصول عليهم لأنهم بالتأكيد ليسوا من بين أبناء شعبه".

ورأى آخر أنّ "هذا مثال نموذجي عن كيفية استخدام الدّين من قبل أصحاب النّفوذ لإلهاء الشّعوب عن أنه يتم سحقهم بشكل ملكي من قبل النّخب. وبهذه الطّريقة، تقوم وسائل الإعلام، مثل النيويورك تايمز، بما أصبح عليه هدفها فعلًا، أي تهدئة الجماهير وإيصالها إلى حالة من التّصريف الفكري".

تعليق آخر أفاد أن "اليهود والمسلمين كانوا يتعايشون بسلام منذ قرون. بعد ذلك، أتت الدّيمقراطيات الغربية التي قررت أن أفضل شيء هو خلق انقسام وزعزعة استقرار المنطقة".

وقد أثار الحدث حفيظة الحركة الفلسطينية حماس التي وصفت الاحتفال بأنه "عرض مهين ومشين" في بيان لها.

وقال رجل يهودي، هويته غير معروفة، إنّ "الطّاقة الإيجابية التي كانت موجودة اللّيلة تحتاج أن تُنشَر في جميع الأرجاء"، قبل أن يسلم الشمعدان، الذي وصفه بالرّمزي، مضيفًا أنّ "الرّمز هو أنّه نأمل، من خلال هذه اللّيلة، أن نستطيع تحقيق ضوء لا متناهٍ للعالم".

وأفادت وكالة الأنباء اليهودية أن المسؤولين البحرينيين استضافوا حفل إضاءة شمعة الحانوكا يوم  السّبت، وهي اللّيلة الأولى من عطلة مدتها ثمانية أيّام، وأنّه حضرها أفراد من الجماعة اليهودية الصّغيرة في البلاد، ورجال أعمال أجانب، و"مواطنون بحرينيون آخرون".

وكان الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد دعا في العام 2015 زعماء اليهود الأوروبيين إلى إجراء مراسم شمعة الهانوكا في العاصمة المنامة، وهي الطّقوس الأولى التي تتم إقامتها في البلاد منذ العام 1948، وفقًا لما نقله مؤتمر الحاخامات الأوروبيين.

وقال الملك حمد آنذاك إنّه "هنا في البحرين، يعيش الأفراد من جميع الدّيانات من دون خوف، وسنواصل السّماح لليهود بالعيش بسلام وهدوء، والحفاظ على نمط معيشتهم، وعاداتهم وتعاليم دينهم، من دون أيّ خوف".

وهناك أقل من 50 يهوديًا يعيشون في البحرين، لكن الملك احتضنهم، وسمح بوجود اليهود في مجلس الشّورى، وعيّن امرأة يهودية، هدى عزرا ابراهيم النّونو، كسفيرة في الولايات المتحدة في العام 2008. وهي السّفيرة اليهودية الأولى المُعَينة من قبل بلد عربي في الخارج.