زينب الخواجة: رواية «جو»… قصّة صمود
زينب الخواجة - 2016-12-11 - 9:28 م
رواية «جو: رواية المعتقل جهاد» ليست مجرد كتاب وأحداث متتالية. ستجدون بين أيديكم دليلًا على الإيمان والحب والمقاومة. حين تقرأها، تمنح الحياة لأولئك الموجودين في مقابر الأحياء. بمجرد سماعك لصوت هذا السّجين، ستُضعِف الطّاغية الذي يحاول إسكاته، وستتغلبون معًا عليه.
هذه الرّواية خرجت مباشرة من خلف قضبان السّجون في البحرين لتصل إلى أيديكم، ولتنقل معاناة السّجناء البحرينيين إلى العالم كلّه. وهي لا تروي قصة شخص كان سجينًا يومًا ما، بل قصة شخص ما يزال قابعًا خلف تلك القضبان. إنّه شخص أمضى السّنوات الخمس الأخيرة بعيدًا عن العالم. إنّها محاولته للتّواصل معنا وطريقته في أن يعلِمَنا أنّه ما يزال هناك، وهو ما يزال على قيد الحياة، يكافح، وسينتصر، على الرّغم من وحشية النّظام في البحرين.
خاطر الكاتب بكل شيء لإيصال حقيقة ما يحدث إلينا، وليُبرِز لنا مدى الوحشية والقمع اللّذين وصل إليهما النّظام البحريني، في وقت تُصدِر فيه أكبر القوى الديمقراطية بيانات شديدة الإيجابية عن العمل مع هذا النّظام، وعن تمكينها ودعمها له.
المعلومات الواردة في هذه الرّواية مثيرة جدًا للقلق بشأن الوضع في البحرين، غير أنّها تحمل في طياتها رسالة مفادها أن أكثر الأعمال الإنسانية جمالًا يكمن في أسوأ المصاعب وأقبحها. وندين لهذا السّجين الشّجاع بتمكيننا من قراءة هذه الكلمات وبأن نوصل صوته إلى العالم، ونظهر لذلك الطّاغية في البحرين بأنّه لا يمكنه إسكات الأحرار. يمكن أن تشكل هذه الرّواية سببًا لتُعَرّض كاتبها للمزيد والمزيد من التّعذيب، ولكن يمكن لها أيضًا أن تصبح السّبب الذي يجعل النّظام يشعر بافتضاح أمره حتى داخل أكثر السّجون ظلامًا.
هذه الرّواية تمكنكم من السّفر إلى داخل سجن بحريني. وهي رحلة لن تكون سهلة في الواقع. فمجرد قراءتها والاطلاع على ما يجري وراء القضبان هو بمثابة سلوك درب آلام مبرحة، إنه انتقال إلى سجون هذا الوحش المخيف. غير أنّه، مع ذلك، ستقابلون عقلًا قويًا، وروحًا جميلة، يتخطيان أشد المصاعب ويخرجان منها برأس مرفوعة، حاملين كل الحب، وأجمل الأحلام بمستقبل مشرق.
روابة «جو» تحكي قصة شاب يعيش بين الوحوش، غير أنّه يحلم بلقاء والدته وبالحصول على زوجة جميلة في المستقبل. إنّها ببساطة قصة شاب واجه أصعب الأهوال وأشدّها، غير أنّه ما يزال يبتسم.