» تقارير
نصر المعارضة في جنيف: جلاد بحريني في مجلس حقول الإنسان!
2012-03-16 - 9:36 ص
مرآة البحرين (جنيف): في البحرين فقط يمكن أن تعذّب وتقتل، وتنام في مأمن من العقاب. لكن ليس في سويسرا! هذه هي الحكمة التي يمكن الخروج بها من خلال الوقائع التي دارت في ندوة على هامش انعقاد الدورة 19 لمجلس الحقوق الإنسان التابع إلى الأمم المتحدة في جنيف أمس. حيث خرج وفد السلطة خائباً ذليلاً، بل مقهوراً، بعد أن تصدى له وفد المعارضة، وصدّ دعايته التافهة المملة. دخلت عضو مجلس الشورى سميرة رجب ورئيس تحرير صحيفة "أخبار الخليج" أنور عبدالرحمن ومن معهم من رعايا تبّع، مدفوعي الثمن، يتمخطرون كالطاووس، بعد أن راجعوا "الهوم وورك" جيداً.
ظنوا أنهم بحفنة أكاذيب من شاكلة ما تحقق، وسيتحقق من تقرير اللجنة الملكية لتقصي الحقائق، يمكن أن يقنعوا به حشد الحقوقيين والقانونيين المخضرمين الذين أتوا لسماع حالة البحرين. بالطبع، لم تتضمن كراسة "الهوم وورك" الملأى بالأكاذيب إلى أمر في غاية الخطورة. فعلى ما لُقّن الوفد من دروس، وإنشائيات كاذبة عن تحسن الأوضاع حتى أصبحت مثل الخبز "البائت"، نسى أمراً واحداً، وقد كان "كعبه الأخيل": أنه يصطحب برفقته جلاداً كبيراً متهماً بارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان في أكبر هيئة أممية لحقوق الإنسان، وهو الرائد عيسى سلطان السليطي. كان يجلس صامتاً، يتفحص وجوه المعارضين واحداً واحداً، ويصغي.
ظن أنه في مأمن. وكز أحدهم المحامي الكويتي أمين عام مؤتمر نصرة الشعب البحريني عبدالحميد دشتي، إلى أن من يجلس هناك، على أحد مقاعد الوفد البحريني، إنما هو في الحقيقة، جلاد من الصف الأول، وقد سبق له أن قام بتعذيبه، إضافة إلى تعذيب القيادات السياسية في السجن واقتيادهم إلى المحاكمة. لم يدخر دشتي وقتاً، وقد مرر في ورقة هذه المعلومة إلى زعيم حركة أحرار البحرين سعيد الشهابي الذي كان يدلي بمداخلة ساعتئذ، إضافة إلى بقية أقطاب وفد المعارضة.
سرعان ما التقط هذا الأخير الخيط، وراح يعرّي الرجل الجالس في صمت كقطعة قبر من العصر الفيكتوري، قطعة قطعة، وعلى رؤوس الأشهاد. قال: "فيما نجادل الآن بشأن حقوق الإنسان في البحرين، يجلس ها هنا بين ظهرانينا، واحد من المعذبين الكبار، وهو شيء مستغرب"، مشيراً بسبابته إلى الرائد السليطي الذي بدا أنه بوغت، وراح يحملق بقوة. وأضاف الشهابي "إن ذلك استهتار بهيئة الأمم المتحدة، حيث لا ينبغي أن يكون لهؤلاء مكان هنا، فمكانهم الطبيعي هو قفص الاتهام".
هبطت كلمات الشهابي كالصاعقة على رأس السليطي ومن جاء بمعيته. حاول أنور عبدالرحمن أن يخفف من وقع الصدمة التي سرت كتيار الكهرباء في وجوه الحاضرين، لكنه كمن كان "يريد أن يكحلها فعماها" على حد تعبير المثل الشعبي الرائج. قال: "حتى لو كان جلاداً، فهو لن يجلدك هنا في هيئة الأمم المتحدة"!. بدت وقاحة وفد السلطة البحرينية كما لو كانت من دون حد. حين انتقل المايكرفون إلى المحامي دشتي، بدا كمن أوكل على الإجهاز على فريسة سائغة على اسم الله! صاح في وجه السليطي أمام الملأ: "إن كنت تؤمن بحقوق الإنسان، قف واعلن إلى الجميع عن ذلك". ولما لم يجب، فقد عاجله بكلام السم في البدن: "إن هذا الجالس أمامكم متهم بجرائم ضد الإنسانية".
أسقط في يدي وفد السلطة، ولم يجد بداً من أن ينسحب ويغادر القاعة مقهوراً بعد أن عمّت فضيحته. فيما راح أنور عبدالرحمن يهذي تارة أو يتحلطم بينه ونفسه. لم يرعو دشتي ومضى مشرشحاً الوفد، حتى وهو يجرجر آخر خطاه على آخر طابة في القاعة: "خلاص، تلك كانت رسالتكم وقد أديتموها. الآن جاء وقت قبض الثمن نقداً. اطمئنوا سيقوم الجلاد السليطي بالدفع لكم بعد أن تيقن من إثباتكم حضوركم على حساب دماء الشعب البحريني". لم ينطقوا بأي كلمة. هذا وتنشر "مرآة البحرين" التي كانت حاضرة في المناقشات التفاصيل الأخرى التي دارت في الندوة في وقت لاحق.