الذين لا يعرفون قيمة الأشياء
2016-10-21 - 4:58 ص
مرآة البحرين (خاص): اختصر أمين عام وعد السابق إبراهيم شريف كل ما يتعلق بحل جمعية الوفاق ومصادرة ممتلكاتها برسالة مقتضبة أرسلها عبر حسابه في تويتر وجهها "إلى الذين لا يعرفون قيمة الأشياء". حقا، من يقف وراء هذا الإجراء لا يبدو أنه يعرف كثيرا عن حجمه فضلا عن تقديره لقيمة الوفاق شعبيا وسياسيا.
إنه يجهل أو ربما يتجاهل الوفاق بثقلها السياسي والانتخابي وقواعدها الشعبية العريضة التي جعلت منها أكبر حزب سياسي في الخليج، وينكر أن الجمعية لم تكن يوما ما مقارا أو أثاثا حتى تنتهي بسرقتها في وضح النهار!
الوفاق لا يمكن أن تنتهي لأنها باختصار حلم يراود البحرينيين في إنهاء حكم الفرد وبناء الدولة. وعندما تكون فكرة بهذا الحجم حيّة في وجدان الناس يكون من الحماقة التفكير في اقتلاعها بمجرد مصادرة أموال الجمعية وممتلكاتها.
شريف، الذي كان دائما إلى جانب الوفاق في مشروعها الوطني، قال "إلى الذين لايعرفون قيمة الأشياء: الوفاق لا تباع ولا تشترى، والذهب لا يباع في سوق الحراج. الوفاق ليست أثاثا ومبان، هي جذور ضاربة لم تقتلع".
جاء تعليق شريف ردا على خبر أوردته صحيفة الوطن المملوكة من الديوان الملكي الذي يقف وراء حل الجمعية جاء فيه "سيتم عرض جميع منقولات جمعية الوفاق المنحلة في المقر الرئيسي والفروع، في المزاد العلني خلال 3 أسابيع، وأن ممتلكات الوفاق من أموال ومنقولات بعد بيعها ستذهب إلى خزينة الدولة".
ورد القيادي في وعد يوسف الخاجة بالقول "الوفاق ليست للبيع".
— yousif alkhaja (@yousifalkhaja) October 20, 2016
نائب أمين عام جمعية الوفاق الشيخ حسين الديهي أصدر بيانا قال فيه "إن الوفاق وجود شعبي بشري تاريخي شرعي له جذوره الضاربة في عمق هذا البلد وأن عقلية الغلق والهدم والإقصاء والقمع لا تغير من واقع الحال شيئاً".
أما رئيس شورى الوفاق السيد جميل كاظم فقال "الوفاق منهج عمل وضمير شعب ومدرسة ثبات ووطنية وجذور في وجدان الأمة، وغياب العنوان قهراً لن يصادر وجودها وامتدادها".
الناشط عبدالنبي العكري ذكّر نظام الحكم بأن الوفاق حازت على 62% من أصوات الناخبين في آخر انتخابات نيابية شاركت فيها، وهذه النسبة كفيلة بتأهيلها لتشكيل الحكومة في الأنظمة الديمقراطية.
من جهته قال النائب السابق عن الوفاق علي الأسود أن مشروع إغلاق الوفاق بالنسبة للسلطة في البحرين هو"إغلاق مقراتها وحبس قياداتها"، وهو أسلوب بائس وبائد انتهى لدى أعتى الأنظمة في القرن الماضي.
من المفيد تذكير من اتخذ قرار حل الوفاق بجذوره وتاريخه الذي "لم يصلح يوما لغرس أعواد المدنية" كما كتب المؤرخ ناصر الخيري، لذلك هو يبحث عن اقتلاع أي مؤسسة تحاول غرس المدنية التي تهدد بداوته.