"الخشرم" المنتدب في قضية الشيخ قاسم: محامي المهمات القذرة
2016-09-27 - 3:50 م
مرآة البحرين (خاص): ما حقيقة ما حدث يوم الإثنين 26 سبتمبر 2016 في جلسة محاكمة آية الله الشيخ عيسى قاسم واثنين آخرين في القضية المنسوبة لهم ما يتعلّق بأموال الحقوق الشرعية الخاصة بفريضة الخمس؟
دخل المحامي عبدالرحمن راشد يوسف الخشرم المنتدب من قبل النظام البحريني للدفاع عن الشيخ حسين المحروس، واكتفى بتسليم القاضي مرافعة مكتوبة من صفحات قليلة، وبدون مرافعة شفهية، ثم رفعت الجلسة في أقل من 5 دقائق. هذا ما حدث دون نقصان أو زيادة بحسب شهود عيان. لم يكن هناك محام آخر غيره كما أشيع في مواقع التواصل الاجتماعي، وقانوناً، لا يجوز أن يندب محام لمتهم دون توكيل منه، ودون حضوره أصلاً.
لكن من هو المحامي عبدالرحمن الخشرم؟ وماذا يُعرف من تاريخه؟
في قضية خلية اغسطس المعروفة ب(على نفقة الدولة) 2010 ، وبعد أن انسحب فريق الدفاع عن المتهمين بعد أن رفضت المحكمة التحقيق في تعذيب المتهمين والنظر في طلبات فريق الدفاع، قامت المحكمة بانتداب عدد من المحامين من طرفها لتولي الدفاع، لكن هؤلاء المنتدبين اعتذروا بأنه لا يمكنهم الدفاع عن متهمين لم يوكلوهم ولا يريدونهم، الأمر الذي أغضب السلطة وقامت بإحالتهم إلى محاكمة تأديبية. ثم قامت المحكمة بانتداب فريق ثالث اعتذر بدوره وكان مصيره كمصير سابقه بإحالته للمحاكمة أيضاً.
ثم انتدبت المحكمة فريقاً رابعاً يتكون من عدد من المحامين من الأصول المصرية والأردنية ومعهم المحامي عبدالرحمن الخشرم، وقد قبل هؤلاء المشاركة في المحاكمة الصورية دون توكيل من المتهمين. إلا أن الأمر الذي فاجأ الجميع بمن فيهم المحامين أنفسهم، هو ما قام به خشرم في الجلسة الأولى التي حضرها مع فريق الدفاع الجديد، إذ قدّم للقاضي مرافعة مكونة من صفحة ونصف مكتوبة بخط كبير وهو لم يتسلم بعد ملف القضية. وقد أثار الخشرم بفعله ذلك سخرية الجميع بما فيهم زملاؤه الذين لم يخفوا استنكارهم من تقديم مرافعة لقضية لم يستلموا ملفها بعد.
يذكر أن ملف قضية الحجيرة كان مكوناً من 5 ملفات سوداء كبيرة، في كل ملف قرابة 2000 صفحة، أي ما يعادل 10 آلاف صفحة، مقابل ورقة ونصف دفاع مقدمة من قبل عبد الرحمن الخشرم مكتوبة بخط كبير.
وفي أعقاب أحداث فبراير 2011 دافع الخشرم عن ابن أخيه الضابط عبدالله الخشرم المتهم بقتل الشهيد هاني عبد العزيز. في بادئ الأمر أرادت السلطة التملّص من جريمتها ونفت مسؤولية أي من منتسبيها عن قتل الشهيد هاني، إلا أنه عندما جاء المحقق شريف بسيوني رئيس لجنة تقصي الحقائق واستمع إلى الشهود طالب بالتحقيق في الواقعة وإحالتها للمحاكمة، فاضطرت السلطة إلى إحالة الضابط للمحاكمة على مضض، وهو بالمناسبة أعلى ضابط أدين في جريمة قتل. وقد اعترف في المحكمة أنه أطلق رصاص الشوزن على الشهيد هاني من مسافة لا تزيد عن متر واحد. وقد حكم عليه القاضي الزايد بداية بالسجن 7 سنوات قبل أن تخفّض في محكمة الاستئناف إلى 3 شهور. ورغم أن الداخلية أعلنت أنه ظلّ موقوفاً أثناء محاكمته، فإنه كان يدخل جلسات محاكمته لوحده مرتدياً ثياباً لا علاقة لها بالسجن حاملاً هاتفه النقال وتزين معصمه ساعة يد، ما يدل على أن سبيله مطلق على عكس ما تعلنه الداخلية.
وفي القضية الأخيرة الخاصة بالتهمة الموجهه لآية الله عيسى قاسم وآخرين، يقوم المحامي الخشرم بالدفاع عن الشيخ حسين المحروس، وهو ما يثير تساؤلاً مستهجناً: كيف قبل هذا المحامي أن يذهب للمحكمة ويقدم مرافعته دون توكيل من المتهم نفسه؟
وكان الخشرم قد رشّح نفسه لانتخابات 2014 عن محافظة المحرق الدائرة السابعة كمستقل لكنه لم يحصد أصوات تذكر، يعود ذلك لكونه غير مرغوبٍ فيه عند أهالي المحرق، إذ اشتهر بسمعة سيئة فيما يتعلّق بإدمانه شرب الكحوليات وولعه بقضاء الليالي الحمراء.
ورغم ذلك فإن الخشرم تمكن من تحقيق ثراء واسع من عمله في مجال المحاماة بسبب دعم السلطات له، وتشجيعها التجار المحسوبين عليها بالتعامل معه، رغم ما اشتهر عنه من ضعف دفاعاته وكثرة أخطائه النحوية في الكتابة.
هكذا يظهر عبالرحمن الخشرم وكأنه محام المهمات القذرة للحكومة البحرينية، فكلما تورطت في قضية سياسية ظالمة انسحب منها محاموها احتجاجاً، أحضروا الخشرم. وكلما اعتذر محامون عن قبول الانتداب في قضية قاطعها المتهمون أو رفضوا توكيل محام عنهم، جيئ بالخشرم حيث تريد السلطة، لأداء المهمة الشكلية التي تريدها، بمرافعة مكتوبة ركيكة قدرها ورقة ونصف أو أكثر قليلاً، وخط كبير بحجم 18 يملأ الصفحة، وكثير من الأخطاء النحوية، وكثير من الأموال من خزينة الدولة!