ناهض حتر لست مضطرا بعد اليوم للاعتذار من الشعب البحريني!
2016-09-26 - 6:52 ص
مرآة البحرين (خاص): ما كان يحاربه بالكلمة الحرة، كان قدره أن يواجهه بجسدٍ عارٍ: القتل باسم الله.
ناهض حتر الكاتب الأردني المعروف بمواقفه الرافضة لـ "السياسات السعودية وأدواتها الإرهابية" اغتيل في عمّان بالرصاص.
كان يهمّ بالدخول إلى قصر العدل حيث يواجه اتهامات "بإثارة النعرات المذهبية والعنصرية"، لكن خطواته المطمئنة كانت أبطأ من خطوات قاتله الذي يريد أن يفلت سريعا بجريمته: صوّب نحوه 3 رصاصات أصابته بشكل مباشر، لكنه لم يفلح بالفرار.
كان القاتل فكرة تتحرك في مكان، ترفض المختلف وتحلل قتله. سقط حتر من أجل إسقاطها، ليفتح الباب على تساؤلات كثيرة بشأن ما إذا كانت الحكومة الأردنية عازمة على مواجهتها. يقول ماجد حتر شقيق الشهيد ناهض حتر "الأردن تحوّلت من دولة مدنية، تسعى إلى العلمانية والتفوق العلمي، إلى مجرد مشروع وهابي".
صحيح أن الحكومة دانت الهجوم وتوعّدت قاتله بـ "القصاص"، إلا أن ذلك لم يكن كافيا في نظر ماجد الذي وجه اتهاماته للحكومة بالتقصير في حماية شقيقه، رغم أنه أبلغ السلطات عن جهات وأشخاص توعدوه بالقتل، واكتفت عندما أفرجت عنه بالقول "أنت مسؤول عن أمنك".
واعتقلت السلطات حتر أغسطس/ آب الماضي لإعادة نشره رسما يسخر فيه من الصورة التي يفترضها التكفيريين لله عز وجل والجنة، الأمر الذي اعتبرته السلطات إساءة للذات الإلهية، إلا أن حتر أصدر حينها بيانا أوضح فيه أن الرسم الذي نشره "كان يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد".
لم تحرك الحكومة الأردنية ساكنا تجاه البلاغات التي تقدم بها الشهيد حتر، فيما استمر رجال دين بالتحريض عليه في مرأى ومسمع من حكومة هاني الملقي، كانت في موقع المتفرج وكأنها تنتظر ساعة مقتله.
راح حتر كما البحرينيون ضحية تواطؤ الحكومة الأردنية مع المتوحشيين، لقد صمتت عن مقتله وشاركت النظام البحريني في قتل شعبه بإرسالها مئات العناصر المتشددين من الدرك الأردني لممارسة القتل والتعذيب.
ذات "التكفير" الذي قتل حتر يقتل البحرينيين وينكّل بهم، لا نقول ذلك مبالغة، ويتذكر الجميع كيف أن عشيرة جندي أردني قُتل في مواجهات مع محتجين في قرية شيعية فقيرة غرب المنامة ديسمبر/ كانون الأول 2014، نعته شهيدا من أجل "الدفاع عن الإسلام"!
بعد الحادثة بأيام عبّر ناهض حتر عن رفضه للتواجد العسكري الأردني في البحرين، وأكد أن "السياسة الأردنية تمشي بركن السياسة السعودية، لذلك يتم ارسال أردنيين لتقديم خدمات أمنية في الخليج".
وأضاف "ذلك لا يمثل الأردن ويجب أن لا يكون هناك تأثير لارتباطات النظامين العسكرية على كلا الشعبين"، قبل أن يدعو لـ "إيجاد نوع من الإخاء بين المعارضة البحرينية والأردنية حفاظا على العلاقات الانسانية".
قتلتك إنسانيتك تلك، ومن قتلك أراد قتل السلام الذي تدعو له ووقف العبث باسم الدين. لست مضطرا بعد اليوم لأن تعتذر لشعب البحرين، لقد رحلت بشرف الكلمة الحرة التي ما كان لها أن تموت إلا غدرا بالرصاص: "كعربيّ، أعتذر إلى هذا الشعب الصغير المتحضّر المسالم، إنما المتروك للغول السعودي لكي ينهشه، ويُغلق عليه أبواب التقدم السياسي والاجتماعي، ويُلحقه بعباءة نفوذه السوداء".