البحرينيون ينعون ناصرهم: رحلت شاهداً وشهيداً
2016-09-21 - 6:42 ص
مرآة البحرين (خاص): غرقت وسائل التواصل الاجتماعي في البحرين اليوم 20 سبتمبر 2016، بتداعيات رحيل الشاب الكويتي الأصل الكندي الجنسية ناصر الرس (33 عاماً)، وهو أحد ضحايا التعذيب على يد النظام البحريني، وأحد الشهود على مقتل الشهيد عبدالكريم فخراوي تحت التعذيب داخل السجن.
البحرينيون نعوا الرسّ كشهيد وكضحية تعذيب، وافتخروا به كـ(ناصر) للقضية البحرينية بقى مناضلاً من أجلها حتى الرمق الأخير من نبض قلبه.
رئيس جمعية المعلمين مهدي أبو ذيب، والذي كان رفيق زنزانته في سجن الحوض الجاف، كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "#ناصر_الرس كنا نتعرض للتعذيب والتنكيل والضرب والإهانات في محاكم السلامة الوطنية وكنت أنت معنا تتحمل ذلك كله في صبر واحتساب وتواجهه بابتسامتك"، وأضاف" استغربت من مدى ما يحظى به بين الكبار والصغار من حب أثناء محاكمات السلامة وعرفت السر حين شاركني الزنزانة" ثم أردف مخاطباً الرس: "استعجلت الرحيل وترجلت سريعا أيها الفارس الجميل رحلت ولما ترى بذورك وهي تزهر وأحلامك البيضاء تتحقق أفجعتنا وأدميت كل جوارحنا"، وأضاف ""ولدي ناصر الرس عندما أقول بأنك جميل ذلك لأنك جميل بكل المعاني والمقاييس لاسيما روحك النقية الأبية العاشقة الثائرة الشاعرة المعطاءة المضحية".
أما الكاتب البحريني علي الديري والمقيم في كندا فقد نشر على صفحته في الفيس بوك نعياً للرس قال: "حين التقيته للمرة الأولى في بيروت مارس/آذار 2012 لم يحدثني عن قلبه المجهد، حدثني عن قلبه العاشق، كان يتدفق بحيوية المحب المملوء باليقين، وجدت فيه نقاوة الحب وخلاصته وأنا في السنة الأولى من تجربة الهجرة التي لم أُسمها حينها هجرة. حدثني عن الأصدقاء الذين بيننا بإشارات تغني عن الشرح، كان في رحلته إلى كندا، ولست أدري إن كان يملك قلبه لحظتها هذه الطاقة الجبارة ليودع في مصيري حينها شيئٍا مِن القَدَر الكندي، لألحق به بعد أربع سنوات"، وأضاف مخاطباً ناصر: "لست بحاجة إلى دراسة حقوق الإنسان يا ناصر، لقد أعطاك شعب البحرين شهادة عظيمة في جدارة استحقاقك لإجازة حقوق الإنسان، لقد امتحن قلبك ووجده يحفظ هذه الحقوق جيدا، ويُؤمِن بها، ويُؤمّن بحياته عليها، ويموت تعذيبا، بها ويستشهد دونها"، ثم أردف: "قلت لزوجته قبل أربعين ساعة من الرحيل إلى الأبدية البيضاء، نحن عاجزون أن نفعل شيئا، قولي لنا أن نفعل شيئا يريحنا، قالت بصوت مخنوق: الطبيب أعطى موعد النهاية وناصر ماض إليها، ولا أريد منكم غير الدعاء"
وعلى صفحة الحقوقي البحريني المعتقل نبيل رجب في تويتر كُتب: "رحل الرس وعلمنا درسنا في الحرية والنضال. فلم تكسر ارادتهُ أسواط الجلادين. ولم يوقف نشاطه المرض. كان وفيا وصامدا في كل مراحل الصراع ضد الظلم"، وأردف "بعد أن رُحل ناصر الرس من البحرين بدء دراسة حقوق الانسان وواصل مشواره في دعم قضية البحرين وفضح الانتهاكات أنهكه واتعبه المرض لكنه لم يتوقف"
وقال آدم نبيل رجب على صفحته في تويتر: "في آخر اتصال مع ناصر الرس قبل فترة قريبة أوصاني أن لا أخبر والدي بحالته الصحية المتردية وقال بلهجته الكويتية الجميلة "يكفيه الا فيه"
الشاعر والكاتب البحريني جعفر الجمري كتب على صفحته تويتر: #ناصر_الرس: الشهيد والشاهد على القتلة والعبيد. مثله لا يرضى بغير الخلود مقاما. وذوو النفوس الكبيرة مقيمون وليسوا عابرين.
الصحافية البحرينية ريم خليفة كتبت على صفحتها في تويتر: من لا يعرف #ناصر_الرس بكلمات لعشاق الحرية والانسانية في العالم .. ناصر كان شابا، مبدئيا حراً، إنسانيا محباً للجميع، عاشقاً للحرية..
المغرد حسن الشرقي كتب: #ناصر_الرس رحلتَ ولم ترحل، فأنت في قلب كل بحريني حملت همّه ودافعت عن ظلامته، سيبقى اسمك محفوراً في ذاكرة نضال شعبٍ عشت فيه قلباً وقالبا
وكانت البحرين قد اعتقلت ناصر الرس على خلفية مشاركته في اعتصام دوار اللؤلؤة وحاكمته بتهمة العمل في المركز الإعلامي في الدوار كخبير تقني. تعرّض أثناء الاعتقال لتعذيب وحشي رغم أنه من ذلك الحين كان يشكو من تضخم في القلب وتعرض لجلطات أصابت رئته. وقد غادر البحرين في 26 فبراير 2012 بجوازه الكندي، فيما تدهورت حالته الصحية قبل أيام ودخل في غيبوبة بأحد مستشفيات تورنتو في كندا.