حساباتكم مسروقة… فهل كانت وجوهكم مسروقة أيضا؟!
2016-08-26 - 1:37 ص
مرآة البحرين- خاص: هل كان جديدا ما تفوّه به نائب رئيس الأمن، أحد أفراد الأسرة الحاكمة، خليفة بن أحمد آل خليفة بحق الطائفة الشيعية؟ وهل كان المواطنون الشيعة بحاجة لكلامه لإثبات الصورة المتوحشة لـ "المؤسسة الأمنية الرسمية" في البحرين وعقيدتها التي تم تأسيسها على معاداة غالبية السكان الذين يعتنقون المذهب الشيعي.
ربما هناك جديد واحد في تلك الكلمات، مستوى البذاءة التي طالت حتى أئمة أهل بيت النبي محمد (ص)، الذين يعتقد الشيعة بعصمتهم وتقدّسهم جميع الفرق الإسلامية. أما السياق فكان قديما ضمن سباقٍ محموم بين المسؤولين الحكوميين لإظهار أكبر قدر من العداء للشيعة واستفزازهم.
لم تجد الدولة في البحرين ما يستر سوءتها تلك، إلا بتصريح هو الأول من نوعه لإدارة الجرائم الإلكترونية، قالت فيه إنها تمكنت بعد ساعات من سرقة حساب نائب رئيس الأمن العام على الانستقرام من استرجاعه!
ليُطلعنا خليفة بن أحمد إذا كان وجهه مسروقا هو الآخر عندما كان يقوم بتعذيب المعتقلين في مركز شرطة النعيم تسعينيات القرن الماضي، وكان يتلفظ عليهم وعلى عوائلهم وعلى معتقداتهم الدينية بذات الكلمات التي أطلقها عبر حسابه.
أحد الضحايا يقول لـ "مرآة البحرين" إنه اعتقل في العام 1995 وأشرف على تعذيبه نائب رئيس الأمن العام حاليا وكان يصرخ في وجهه "الشيعة حقيرين. ستبقون أذلاء في هذا البلد... نزلوا روسكم لا ترفعونها". بعد أكثر من 20 عاما لم تتغير النظرة للشيعة في البحرين إلا في حجم بذاءتها.
إذا كان حسابه مسروقا، فهل كان حساب شقيقه خالد بن أحمد آل خليفة مسروقا عندما توعّد معارضا في المنفى بأنه سيصل إلى أمه وأخواته وزوجته، وعندما تفاخر بأنه يدخل بيوت الشيعة في قريتي الهملة وبوري ويدوس فوقهم؟!
وهل كان حساب الناطق باسم الجيش البحريني خالد البوعينين مسروقا عندما قال كلاما مشابها لكلام نائب رئيس الأمن العام؟ ألم يقل البوعينين أن "أطفالهم (الشيعة) يجهلون نسبهم وطقوسهم شرك"، وأن ذلك من "النتائج السلبية للمتعة التي ابتدعها العمائم".
وماذا قال الحساب الذي زعمت الداخلية سرقته -مع الاعتذار- "كل شيعي رافضي نغل ابن قحبة أنجبته أمه بالمتعة"، ألا يؤكد هذا التطابق في المعتقد أن المؤسسة الأمنية في البحرين يتم تغذيتها/ تعبئتها بعقيدة معادية للشيعة تقوم على استرخاصهم لتأمين سحلهم دون هوادة؟
سلمنا بأن كل حساباتكم على مواقع التواصل الاجتماعي مسروقة، فهل كانت مديرية الإرشاد بالجيش البحريني مختطفة وهي تقوم بطباعة وتدريس منتسبيها كتاب يتعرض بالإزدراء لعقائد الطائفة الشيعية التي تمثل غالبية المواطنين؟
ألم يصف كتاب سعيد القحطاني "نور السنة وظلمات البدعة في الكتاب والسنة" "الرافضة" أي الشيعة بأصحاب البدع وبأنها من "الفرق الضالة"، قبل أن يشبههم بـ "اليهود والنصارى"؟
وهل كانت دبابات الجيش البحريني وآلياته مسروقة أيضا عندما قامت بتجريف نحو 40 مسجدا للشيعة؟ وهل كانت أياديكم مسروقة وهي تخط على جدران مسجادهم ومآتمهم عبارات بذيئة تشتمهم وتزدري بعقائدهم؟
هل كان وجه الجندي الذي يظهر في آخر هذا الفيديو مسروقا وهو يقول بعد طرد المحتجين من دوار اللؤلؤة "نحن فداء للوطن وليخسأ الخاسئون (...) اليهود والنصارى والمجوس ليس لهم أراضٍ عندنا، نحن أهل السنة يهود ما في (لا يوجد)". وفي بداية التسجيل يظهر أيضا خليفة بن أحمد وهو يصف المحتجين الشيعة بـ "حثالة المجتمع".
لقد سرق الوحش وجوهكم، وحوّلكم إلى وحوش مثله، وإذا كان ثمة وحدة متخصصة عند هذا الوحش يزعم عبرها استرجاع حساباتكم المسروقة، فإنه بالتأكيد لا يريدكم أن تسترجعوا وجوهكم البشرية إنما يعمل على سرقة المزيد من وجوه أبنائكم... فماذا أنتم فاعلون؟
لقد سرقتم وجه البحرين السمح، واستبدلتوه بهذا الوجه المتوحش القابع في كراهياتكم المنفلتة من إنسانيتها.