» تقارير
مديرة مدرسة الدير الابتدائية للبنين: المكارثية عندما تحول الماء الملون إلى مولوتوف
2012-02-27 - 10:17 ص
المدخل الرئيسي لمدرسة الدير الابتدائية للبنين
مرآة البحرين (خاص): في وزارة التربية والتعليم التي يقودها وزير المكارثية ماجد النعيمي، لم يعد غريباً أن تتحول وظيفة المدرسة من بيئة مثلى للتعلم، ومؤسسة فُضلى للأخلاق، إلى بيئة قوامها الكذب والترهيب والتجسس ووالشاية. ولم يعد غريباً أن يتحول دور مديرة مدرسة ما، من صماّم رعاية وحماية للطلبة وموضع أمان، إلى موضع تهديد أمن الطلبة وتهديد وجودهم في المدرسة.
هذا تحديداً ما يحدث في مدرسة الدير الابتدائية للبنين، عبر مديرتها عائشة هلال، وبمساعدة عدد من المتطوعات (غير المؤهلات تعليمياً) اللآتي تم توظيفهن بناء على خلفيات سياسية في مدارس وزارة التربية والتعليم منذ النصف الثاني من العام الدراسي 2011.
منذ أن تسيد في البلاد مشهد المكارثية والانتقام، والذي غزا جميع مؤسسات الدولة بعد 16 مارس 2011، وهذه المديرة تقوم بتصفية معلماتها على خلفية طائفية بحتة. فصل من مدرسة الدير وحدها في ذلك الوقت 9 معلمات فضلاً عن توقيف 10 أخريات. الخط الساخن المفتوح مع وزارة الداخلية كان يعمل طوال الوقت لتقديم شهادات الزور عن المعلمات والوشاية بهن والتعامل معهن كخونة وعملاء.
• ماء وحبر..
ليس هذا جديداً الآن ولا استثنائياً، الجديد أن هذه المديرة لم تكتف بعد، لا تزال تترصد لإيقاع الطلبة، فضلاً عن المعلمات، مستعينة بمجموعة المتطوعات اللآتي تم تكديسهن داخل المدرسة دون دور فعلي لهن، غير دور الوشاية والتجسس على الطلبة والهيئة التعليمية وفبركة التهم حولهم.
الأبرز فيما حدث مؤخراً هو اتهام مديرة المدرسة لطفل لم يتعد الثامنة من عمره، يلعب مع زملائه بقنينة مياه معدنية بلاستيكية بها حبر أزرق، بأنه يصنع قنبلة زجاجية حارقة "مولوتوف"، علّمه إياها أخوه ذو العشر سنوات.
وبحسب رسالة كتبها والده جاء فيها "السلام عليكم أنا والد الطفل محمد علي إبراهيم مواليد 20/7/2004 ، لقد تفاجأنا برجوع ولدنا، الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره يوم أمس (يوم الثلاثاء الموافق 21 فبراير 2012) وهو ذابل ومُنهك. فسألته أمه:" ما بك"، فرد قائلا:" لقد أوقفتني مديرة المدرسة لمدة طويلة، وحرمتني من تناول الأكل هذا اليوم بعد أن أحضرت طالبا في صفي مع قنينة مياه معدنية داخلها حبر محاولة إجباره على القول بأن هذا قنبلة (مولوتوف)، وهو يقول هذا ماء مع حبر. وضغطت عليه حتى جعلته يقول إنني أنا من علّمه كيفية صنعها.
كما أخذت تضغط عليّ لأقول بأن هذا (مولوتوف)، وأنا أقول لها لا هذه قنينة ماء مع حبر، فأوقفتني لمدة طويلة، وكانت تُعيد عليّ السؤال قائلة :"اعترف من علّمك وسأتركك تذهب".
ولكي أتخلص منها قلت لها بأن أخي في الصف الثالث ابتدائي هو الذي علمنّي فأحضرته وأخذت تضغط عليه ليقول إن هذا مولوتوف، لكنه ظل:" يقول هذا ماء مع حبر"، فأخذت تلح عليه بالاعتراف: مّن علمه ذلك".!!!
وأكمل الأب قائلا: "واليوم أعطت ولدي استجوابا، وقالت له لا تأت إلى المدرسة من دون وليّ أمرك. ولا استبعد غدا أن أذهب للمدرسة معه، لأجد قوات مكافحة الشغب تنتظرني".
وبالفعل، كان هذا ما حدث، فقد بادرت مديرة المدرسة إلى إخطار الشرطة، وتم تسجيل الأمر على أنه قضية جنائيّة، وقامت وزارة الداخلية بكتابة خبر نشرته في وسائل الإعلام تحت عنوان "مولوتوف تعليميّ في مدرسة الدير". وجاء في سياق الخبر أن عددا من الطلبة يقومون بتعليم زملائهم كيفية صنع قنبلة مولوتوف بطريقة عمليّة، مع العلم بأن الصورة توضح، وبشكل مُلفت، أن القنينة ليس بها سوى حبر أزرق، وبعيدة كل البُعد عن شكل المولوتوف الذي يُستخدم عادة في قناني الزجاج ليسهل كسرها.
• كان يلعب
معلمات المدرسة استنكرن اختلاق المديرة لهذه التهمة ومحاولتها الإضرار بالتلاميذ الصغار الذين ينبغي عليها احتواءهم تربوياً وحمايتهم واحتضانهم، وأنها عوضاً عن هذا الدور الذي يفرضه عليها منصبها التربوي، فإنها، وبسبب طائفيتها المقيتة، راحت تختلق التهم وتحرّف تصرفات الأطفال وتجبرهم عى الاعتراف تحت التهديد بما تريد تثبيته، وهو ما لا يمكن قبوله في مراكز التحقيق، فكيف يمكن قبوله من بيئة يفترض لها أن تكون تربوية. تؤكد المعلمات أن الطفل المستهدف على أساس طائفي، ممتاز في مستواه الدراسي، وليس له سوابق في المشاغبة أو المشاكسة، وهو طفل إحدى المعلمات أيضا.
تقول إحدى المعلمات: " لقد كان الطفل يلعب بالألوان في القنينة، والأمر لا يعدو كونه لعب أطفال. لكن المديرة، كعادتها، تحاول أن تُرهب أمن المدرسة وتروّع الأطفال". تضيف أخرى" لقد اعتادت هذه المديرة على أن يكون لها، على ما يبدو، خطا ساخنا مع الداخلية، فهي و"بلطجياتها المتطوعات" ما إن يتسبب الطلاب بمضايقة ما حتى يستدعين الشرطة. نحن نعيش رعبا نفسيا وتهديداً مستمراً، لقد صرنا نكره هذا المكان الذي ملأته بالأحقاد والوشايات"، وأضافت" لقد أدخلت هذه المديرة رجال الشرطة إلى الحرم المدرسي وساقت المعلمات مثل ما تساق الشاة في سيارات الشرطة، ومنهن من تم توقيفهن وتعذيبهن، كل ذلك، بأمر منها مباشرة".
في اليوم نفسه الذي تم فيه الإبلاغ عن الطفل، كانت رسائل التوقيف عن العمل لمدة 10 أيام بدون راتب قد وصلت ل10 معلمات أخريات. هذا التوقيف الذي لا يزال سارياً في وزارة المكارثية وجار ليشمل جميع معلمي الطائفة الشيعية بشكل متتالي.
• اعتصام الأهالي
أهالي الطلاب الغاضبين من تصرفات تلك المديرة المدعومة من قبل وزير المكارثية، قصدوا وزارة التربية ليقدموا شكاواهم على تصرفات تلك المديرة التي أدت بحسب وصفهم إلى تردي مستوى التعليم في المدرسة. لكنهم كلما قصدوا وزارة التربية للشكوى لا يجدون آذانا صاغية.
جدير بالذكر، أن زوج عائشة هلال مديرة مدرسة الدير الابتدائية للبنين، هو عبد الله طرار رئيس الحراسات بوزارة التربية والتعليم، وتواردت أنباء منذ أيام "السلامة الوطنية" تُفيد أنه كان السبب الرئيس في فصل واعتقال العديد من الحرّاس الشيعة، نظرا لانتمائهم المذهبي. أما هي، فهي مسؤولة عن معاقبة ومحاولة قطع أرزاق أكثر من 30 معلمة من أبناء الدير وسماهيج، وتعريضهن للتحقيقات المُهينة. وبسبب ممارسات هذه المديرة، قامت بعض المدّرسات بإنشاء صفحة على "الفايس بوك" (معاً لكشف مخالفات المديرة الطائفيّة لمدرسة الدير للبنين عائشة هلال)
هذا ويبدو أن أهالي القريتين، وبعد فصل العقاب الذي بينته المديرة الطائفية، كما يُطلقون عليها، ينادون باعتصام جماهيري يوم الاثنين القادم الموافق 27 فبراير الجاري أمام مدرسة الديرالابتدائية للبنين في خطوة تصعيدية من الأهالي، تُبيّن رفضهم لممارسات المديرة.