مرآة البحرين-خاص: قال الباحث في منظمة بحرين ووتش مارك أوين جونز إنّ تويتر أغلق 1800 حساب بعد أن قام هو وزميل له في بحرين ووتش، بالتواصل مع شركة تويتر، وقدموا لهم نتائج تحقيقات كانت قد أُجرِيت في اليوم السّابق، أظهرت أن عملية سحب جنسية الشّيخ عيسى قاسم تسببت بكثير من النّشاط على تويتر لحسابات مريبة كانت كلها تنشر التّغريدة ذاتها، وتبرر خطوة السّلطات البحرينية تجاه الشّيخ قاسم.

وقال جونز إنّ "هذه الحسابات النّاشطة منذ العام 2013، نشرت آلاف (وربما ملايين) التّغريدات ذات المحتوى المناهض للشّيعة ولإيران، منذ إنشائها، لافتًا إلى أن هذا الأمر يوحي بوجود حكومة أو مؤسسات أو أفراد أو مجموعات يستخدمون تقنيات التّسويق للتّرويج للطّائفية.

وأكد أن التغريدات ورغم إغلاق عدد كبير من الحسابات، استمرّت في هاش تاغ البحرين بذات الرتم تقريبا، وبحسب إحصاءات فقد ظهرت أكثر من 10 آلاف تغريدة من هذا النوع خلال 12 ساعة فقط (في 22 يونيو/حزيران 2016).

وشرح ذلك بقوله إنهم يستخدمون برنامجًا معينًا للقيام بعمليات تضليل في هذا الفضاء المعلوماتي من خلال التّرويج للطّائفية ومعاداة الشّيعة والدّعاية الإعلامية المناهضة لإيران.

ولفت جونز إلى أنّه يبدو من الواضح أنّ أعدادًا كبيرة من الحسابات الآلية "ما تزال تلوث هاشتاغ البحرين بالمضمون الطّائفي، كما أنّها تلوث هاشتاغات أخرى، طالما كانت تتعلق بالتّوسع الإيراني أو التّخريب الشّيعي"، مضيفًا أنّ "المضمون الطّائفي، الذي يقرب من خطاب الكراهية، وصل إلى 51 بالمائة تقريبًا من التّغريدات عن هاشتاغ البحرين".

وأضاف أن ذلك لن يضر فقط بمنافع تويتر، بل يمكن لتأثيره على التّوترات في المنطقة أن يؤدي إلى إشكاليات ضخمة، مشيرًا إلى أنّه "لا يجب فقط أن يأخذ تويتر علمًا بذلك، ولكن أيضًا صانعو السّياسة القلقون بشأن داعش أو تصاعد النّزاع في المنطقة".

وكان جونز قد أفاد في تقرير نشره مسبقًا أنّ "الحسابات  الآلية [التي أشار إليها] تحاول تبرير خطوة النّظام البحريني بحق الشّيخ قاسم" مضيفًا أنه هناك "حسابات لا تساهم فقط في تأجيج الطّائفية، ولكن تخلق انطباعًا بأن السّياسات، مثل سحب جنسية الشّيخ عيسى قاسم، هي أمور تحظى بتأييد شعبي واسع النّطاق".

كيف تعمل هذه الحسابات؟

وفقًا لجونز، فإن البيانات الأكثر أهمية تعود إلى أسبوع، وأغلب التّغريدات تدور حول الأمر ذاته، فهي تدين "الأعمال الإرهابية" في المنطقة الشّرقية ذات الغالبية الشّيعية في السّعودية، وأعمال المعارضة "الشّيعية" في البحرين. وأشار جونز إلى أنه استخدم في البحث كلمة "شيعة" على خلفية تكرارها دائمًا، وكذلك استخدم كلمات مشابهة مثل "روافض"، التي استخدمت في تغريدة مثل: "‘رد قوي من شاعر سعودي على روافض"، قال إنها تتضمن ردًا قويًا لشاعر سعودي ضد الرّوافض (مرفق به فيديو). وأضاف جونز أنه تمّ غالبًا ذكر إيران، وكذلك مفهوم الفتنة.

وقال جونز إنّ "المئات من الحسابات الآلية على تويتر كانت تكرر البروباغندا التي تدمج أفعال العنف والإرهاب والاضطرابات، مع كل من السّعودية وإيران، محللًا أن هذا "يشير بقوة إلى أن المؤسسسات والأفراد والوكالات، يخلقون عمدًا بروباغندا طائفية ضد الشّيعة، وتنشرها بشكل آلي ولكن مُضَخّم".

وأفاد أنّهم يلجأون أيضًا إلى استخدام عدة هاشتاغات، من بينها هاش تاغ داعش، محللًا بأن ذلك قد يكون بهدف وصولهم إلى نسبة أوسع من الجمهور، أملًا في إيصال رسالتهم.

وذكر جونز عدة تغريدات في التّحليل الذي أجراه، تضمنت العبارات التّالية: " الفرس والمجوس ......حقد على العرب"، " النظام الإيراني رأس حربة في صناعة الإرهاب و الأزمات... "، "دولة ملالي #ايران تسيس الحج بشعارات خارجة عن الإسلام و السنة النبوي"، "سوسن الشاعر:البحرين لا تعبأ بتهديدات قاسم سليماني ولا غيره ... #سحب_جنسية_عيسى_قاسم #البحرين #Bahrain #الفقيه #القائد".

وأشار جونز إلى أنّنا "نعلم بأن شركات العلاقات العامة تقدم مثل هذه الخدمات، غير أن عملهم يتم غالبًا بشكل سري، وخلف الأبواب المغلقة. من المثير للاهتمام معرفة من وراء هذا".

كيف اكتشف جونز أمر الحسابات الآلية؟

وأشار جونز إلى أن الشّكوك بخصوص هذا الأمر تولدّت لديه حين لاحظ وجود "مجموعة من الحسابات التي تنشر ذات التّغريدة، في ذات الوقت، من دون أي إشارة إلى الرّيتويت، لافتًا إلى أنّه لاحظ ذلك عند البحث عن "عيسى قاسم" على تويتر، باللّغتين العربية والإنكليزية؟

وقد جمع جونز بعض البيانات عن تويتر، ومنها حصوله على 628 تغريدة عند بحثه عن "Qasim"، تضمنت عبارات منها الإرهابي الشّيعي، الذي يطلب من أتباعه إبادة قوات الأمن البحرينية

‘Isa Qasim, the #Shiite #terrorist, telling followers to annihilate #Bahrain's Security Forces'.

وأشار جونز إلى أن كلًا من هذه التّغريدات، باستثناء الأولى، أطلقها برنامج يدعى تويت ديك Tweet Deck، وهو برنامج يفضله المُرَوجون إذ إنّه يسمح للفرد بإدارة مجموعة من الحسابات من جهاز واحد. كما لفت إلى أن كل هذه الحسابات تمتلك عددًا متشابهًا وقليلًا من المتابعين أو الحسابات التي يتبعونها، وأن الحسابات التي أُنشِئت في ذات اليوم تميل إلى أن يكون لديها العدد ذاته من التّغريدات، فمثلًا تلك التي أُنشِئت في 2 فبراير/شباط 2014، لديها تقريبًا 400 تغريدة باسمها.

وقال جونز أنّه عندما تقوم بنسخ إحدى التّغريدات باللّغة العربية وتلصقها في محرك البحث على تويتر، تحصل على التوب تويت Top Tweet، ما يعني أنها التّغريدة الأولى والأكثر تداولا في كل فضاء تويتر عن هذا الأمر، لافتًا إلى أن ما حصل غالبًا "هو أن الشّخص الأول الذي نشر هذه التّغريدة كان أحد أصحاب الحسابات المشكوك بأمرها" وأنّه "يبدو أنّ الكثير من التّغريدات الأخيرة تعود إلى تلك الحسابات المريبة التي أُنشِئت في العام 2016".

ولفت إلى أنّه "يمكن الرّجوع إلى الحسابات الشّخصية والاطلاع على محتواها لمعرفة آخر اهتمامات أصحابها، التي ستعكس منطقيًا أيديولوجيتهم"، مضيفًا "بما أنّه يبدو أنهم ينسخون التّغريدة من المصدر ذاته، فإنّهم ينشرون التّغريدة ذاتها مبدئيًا".

وأشار جونز إلى أن هذا "التّماثل في المحتوى يضفي مصداقية على كونها حسابات آلية، تمتلك أجندة جماعية محددة".