عن رسالة البريطانيين للوفاق وكلام السفراء الغربيين خلف الكواليس
2016-02-16 - 6:53 م
مرآة البحرين (خاص): شخصية بحرينية معارضة بارزة تسأل سفير بلد غربي مؤثر في رسم سياسات في دول الخليج: مضت خمس سنوات مضت، ودخلت ثورة 14 فبراير البحرينية عامها السادس، ولا يزال النظام يمعن في قهر الطائفة الشيعية بكل الوسائل. ألا ترون ذلك؟
يرد السفير "قد يكون الطابع البدوي للعائلة الحاكمة هو السبب، البدواة فيها روح انتقام واضح». تعود الشخصية المعارضة لتقول "تتحدثون عن حرية الشعوب والديمقراطية وحقوق الإنسان أين مبادئكم في البحرين؟". يرد السفير: "نعم لقد فشلنا في تحقيق مبادئنا في البحرين، لذا نحن غير مستعدين أن نخسر معها مصالحنا أيضاً"!
رسالة بريطانيا للوفاق
عن تقييم الوضع السياسي الراهن، تتحدث هذه الشخصية البارزة لمرآة البحرين (تتحفظ على نشر الإسم): "لنكن واضحين، النظام مستمر في الانتقام بلا هوادة من ثورة 14 فبراير، وكل من ينتمي لها ويتمسك بمبادئها. النظام صار مرتهناً بالكامل للنظام السعودي وتابعاً له، ونحن نعرف أن النظام السعودي قرر أن يخوض حرباً طائفية معلنة، لذا ودون مبالغة فإننا نستطيع القول إن الشيعة في البحرين وكذلك في شرق المملكة العربية السعودية يعيشون وضعاً صعباً ومقلقاً، إنها حرب لتحطيمهم، والغربيون قرروا مسايرة هذا والسماح به، بل بعضهم راح يضع الاستراتيجيات المؤثرة لذلك".
من المقصود ببعض الغربيين الذين يضعون هذه الاستراتيجيات؟ يرد "البريطانيون بالطبع، هل تعلمون إنهم وجهوا رسالة واضحة للوفاق مفادها: غيّروا أمينكم العام الآن قبل الغد".
كيف وصلت هذه الرسالة؟ يردف "الرسالة شفهية، جلسوا مع نائب سابق من كتلة الوفاق، وقالوا له بلّغ الوفاقيين ضرورة أن يقوموا بتغيير الأمين العام للجمعية، فالشيخ علي سلمان سيكمل حكمه ولن يتم تخفيضه بل ربما يزيد حكمه سنوات لذا فليقوموا بتغييره قبل أن تصل قضيته إلى محكمة التمييز ويقعون في الإحراج ذاته الذي وقع فيه غيرهم". يواصل "الوفاق تتعرض للضغط، وهم يأملون في تفكيك وحدتها وموقفها المتماسك بشأن المطالب".
ما الحل إذن؟ يرد بوضوح "الاستمرار والصبر أمام كل الضغوط، اللعبة الغربية وسخة تماماً بل وغير انسانية إزاء ما يجري هنا".
كيف تلقت الوفاق هذه الرسالة؟
كيف تلقت الوفاق هذه الرسالة وكيف تعاملت معها؟ حملنا هذا السؤال إلى أحد القيادات الوفاقية الذي فضل هو الآخر عدم ذكر اسمه. لم ينفِ وصول الكلام البريطاني لجمعية الوفاق، لكنه قال "نحن لا نأخذ الرسائل بهذه الطريقة، ولسنا نقبلها من أي طرف يتم ارساله، الجمعية لا تتعامل أن ثمة رسالة وصلتها بهذا الخصوص".
يضيف: "مؤخراً بدأ البريطانيون بالتواصل معنا، وجلسوا مع ممثلين عن العمل الحقوقي بتاريخ 3 من الشهر الجاري، نحن منفتحون وايجابيون، نتعامل بعقل بارد مع الجميع، ليست لدينا مواقف تمنعنا من التواصل مع أي أحد، مع إننا نعرف ماذا فعل السفير البريطاني السابق ومساعدته ميلاني التي ما زالت على رأس عملها وسوف تغادره خلال الأشهر القليلة المقبلة وهي شخصية تحمل موقفاً سلبياً بالكامل تجاه المعارضة".
يتابع: "الجميع قال لنا أن السلك الدبلوماسي سيقاطع الوفاق وجمعيات المعارضة إذا قاطعنا الانتخابات، لقد كان لنا موقفنا وتمت محاربتنا دون هوادة، بقى موقفنا ثابتاً وعادت اللقاء الدبلوماسية معنا، إننا متوحدون ومتماسكون في ضرورة إجراء تغيير حقيقي وبالسبل السلمية في البحرين، وذلك من أجل مستقبل البلد كله، لذا فإن الموقف ثابت وومبدئي، ولدينا المرونة تجاه أي أطروحات موجودة، لكن وفق رؤية تأخذ بمصالح الشعب أولآً وأخيراً".
هل ثمة مبادرة مرتقبة من النظام البحريني؟
لا تتوقع الشخصيات التي التقتها «مرآة البحرين»، أية بادرة من النظام في هذه الفترة، ويرى البعض أن النظام "عاجز بالكامل عن تقديم أية مبادرة"، وذلك بسبب ما أسماه "الخلافات الشديدة داخل العائلة الحاكمة على المنافع والنفوذ والثروة، وارتهان الجميع للنظام السعودي الذي لا يرغب بالطبع حالياً في حلحلة الأمور في البحرين، بل يرغب في بقائها ورقة في حربه الإقليمية».
وعن تأثير إيجابي محتمل للاتفاق النووي الذي وقعه الغرب مع الايرانيين، يقول أحد المتابعين المهتمين «بصراحة لا أتوقع شيئاً الآن، رغم أن بعض المعارضين في البحرين يرون أن المصالح النامية بين الغرب وإيران قد تدفع هذه الدول لممارسة أدوار أكثر إيجابية على الأقل في ملف حقوق الإنسان، لكني أرى أن الإيرانيين ملعبهم الرئيسي في سوريا، والبحرين حالياً قضية في الأدراج».
*ينشر بالتنسيق مع صحيفة الأخبار اللبنانية