» تقارير
"مرآة البحرين" تكشف وثائق طبية مسربة تدين وزارة الداخلية ومستشفى السلمانية في مقتل الشهيد يعقوب
2012-01-27 - 12:24 م
مرآة البحرين (خاص): حصلت "مرآة البحرين" على نتائج التحليلات التي أجريت للشهيد الشاب محمد إبراهيم يعقوب (18 عاما) في مستشفى السلمانية الذي نقل إليه يوم الأربعاء الماضي بعد دهسه وضربه من قبل قوات الأمن.
ويثبت تحليل الدم الصادر عن المختبر بأن يعقوب تعرض إلى نزيف داخلي حاد، أدى إلى انخفاض نسبة الهيموجلويين في دمه بشكل كبير جدا (أقل من 3) الأمر الذي استدعى أن يصدر جهاز المختبر تحذيرا يفيد بأن "الحالة غير طبيعية ونتائج التحليل متدنية جدا وفي مستوى خطير".
وقال أطباء ل"مرآة البحرين" بأن "النزيف الذي تعرض له يعقوب لم يكن ليحدث إلا بسبب الدهس المباشر أو الضرب على منطقة البطن بعد الاعتقال".
وأضافوا أن "الشهيد كان يجري في الفيديو وهو ما يؤكد أنه كان في صحة عالية حتى ساعة اعتقاله، ولا يوجد مرض يسبب مثل هذه الانتكاسة في ساعات غير أنه تعرض إلى إصابات تسببت في نزيف بموقع ما في الجسم".
وتحدى الأطباء وزارة الداخلية في تشريح بطن الشهيد، معتبرين إن ذلك "حتما سيظهر علامات النزيف واضحة". وسخروا من تصريح وزارة الداخلية عن مقتل الشاب، والذي قال إنه "توفي وفاة طبيعية بعد أن قبض عليه إثر المشاركة في أعمال عنف وتخريب". واتهموا قوات الأمن ب"التسبب في مقتله من دون أدنى شك".
اضغط لتكبير الصورة | |
تحليل يثبت تعرض الشهيد للنزيف وهبوط نسبة الهيموجلبين إلى مستوى متدن وخطير |
من جهة أخرى، أكد الأطباء أن مسئولية وفاة يعقوب تتحملها كذلك وزيرة الصحة فاطمة البلوشي ومدير مستشفى السلمانية وليد المانع ورئيس قسم الطوارئ جاسم المهزع ورئيس الأطباء أمين العوضي، وذلك لمسئوليتهم المباشرة عن الطبيبين اللذين باشرا علاج يعقوب، وهما أمجد عبيد وأناند.
وقالوا من خلال ما حصل للشهيد في الطوارئ يتبين أنه كان "يعاني من نزيففي البطن لم يكتشف إلا لاحقا بسبب الإهمال والتجاهل المتعمد، والدليل على ذلك أنهم طلبوا أشعة مقطعية لبطنه بعد أن تدهورت حالته كثيرا".
وكانتمصادر قد أكدت ل"مرآة البحرين" أنه مع "انتظار نتائج تحليل الدم من المختبر وبعد تدهور حالة الشهيد لجأ الطبيب متأخرا جدا إلى فحص سريع لدم الشاب بواسطة جهاز بسيط متخصص يستخدم خارج المختبر، ليكتشفوا أن نسبة الهيموجلوبين 3، وهو ما أكد لهم متأخرا أنه يعاني من نزيف".
ورأى الأطباء أن حالة الشهيد يعقوب "لم تكن تحتاج إلى الكثير من الذكاء والخبرة لاكتشاف ما يعانيه من إصابة"، مستغربين بشدة "تجاهل الطبيب للأعراض التي بدت عليه، وهي الانتفاخ في منطقة البطن وتألمه منها، وكذلك الشحوب وتسارع النبضات وتسارع التنفس وهبوط الضغط المفاجئ واصفرار الوجه".
وأضافوا أن الشهيد "مريض بفقر الدم المنجلي (السكلر) كما توضح التحاليل، وذلك يضاعف من احتمال تعرضه للنزيف جراء أي إصابة في البطن جهة الطحال".
وتابعوا "الوقت كان كافيا جدا لأن ينقذ مسئول النوبة في المستشفى أخصائي الطوارئ الطبيب أمجد عبيد حياة الشهيد، بإدخاله غرفة الإنعاش ونقل دم إليه حتى يشخص موقع النزيف ويجرى تدخل جراحي لإيقافه، لكن الطبيب ومع الأسف لم يكن مهتما وأهمله منذ البداية، رغم حالته الحرجة".
وأشار الأطباء إلى أن أمجد عبيد هو من كان يعالج الشهيد علي مشيمع، أول شهداء ثورة 14 فبراير/ شباط، وقد توفي على يديه أيضا، كما أنه هو من باشر علاج الشاب المصاب بالسكلر هاني معيوف في عام 2008 وتسبب في وفاته، وقد أثار ذلك ضجة وقتئذ حيث حقق معه ثم أوقف عن العمل وأوصي بأن يعاد تدريبه وأن لا يعين في منصب إشرافي، لما لديه من "قصور مهني واضح في القدرات الطبية" كما يؤكد تقرير وزارة الصحة، وأثار ذلك إشكالات في إبقائه بمنصبه كرئيس للفريق الطبي الخاص بسباق الفورمولا واحد آنذاك.
لكن عى الرغم من ذلك، فقد أبقي في مكانه الحساس (في المستشفى والفورمولا معاً) ودون أدنى محاسبة، الأمر الذي يتحمل مسئوليته ومسئولية جرائمه الطبية التي ارتكبها جميع مسئولي المستشفى ووزيرة الصحة نفسها. ودعا الأطباء عائلة الشهيد إلى "رفع قضية مشتركة على وزارتي الداخلية والصحة معا".
يذكر أن الدكتور أمجد عبيد وأثناء فترة الإنعاش القلبي للشهيد، كان يعرف أن وفاته حتمية، ولذلك انشغل في "كتابة تقرير يحمي به نفسه ويبرر الخطأ والإهمال الطبي الذي ارتكبه، عند وزيرة لم تعد تهتم لحياة أي مواطن يشارك في الاحتجاجات المناهضة للنظام" على حد تعبيرهم.