المزيد من خفايا المجزرة السعودية: أعدم لعثورهم على علم البحرين بصندوق سيارته
2016-01-12 - 4:29 ص
مرآة البحرين (خاص): بحدِّ سيف آل سعود الأملح، وعلى ملة محمد بن عبدالوهاب قضى محمد الشيوخ (22 عاما) شهيدا. كان قتلا بغير نفس، وحكما بلا قانون، وإعداما سياسيا لشابٍ كانت جريمته "علم البحرين".
في لعبة التوتير الطائفي والإقليمي التي يجيدها آل سعود، كان جديدُهم: إعدام الزعيم الشيعي الشيخ نمر النمر وثلاثة محتجين آخرين تعميقا للعميق من أزمات المنطقة وإرهابا للمطالبين بحقوقهم شرق البلاد.
"الشيوخ" أحد ضحايا اللعب السعودي، كان يأخذ طريق عودته من الجامعة قبل أن تستوقفه نقطة تفتيش على مشارف بلدته العوّامية. لم يكن يحسب أن تلك آخر رحلة له، ولأنه لم يكن يحمل ما يخفيه؛ لم يحاول تغيير مساره. انتظر حتى طلب منه رجل الأمن هويته.
على لائحة المطلوبين التي يحملها العسكري لم يجد اسمه، كما ادعت السلطات السعودية لاحقا أنه بين 21 مطلوبا. قبل أن يأذن له بالمرور، طلب منه أن يفتح صندوق سيارته، وهناك وجد جريمته التي راح لأجلها شهيدا: علم البحرين التي أحبها بحب أمه "الشهابيّة الدرازيّة".
تعذيب لا يتصوره إنسان
في مجلس عزاء أقيم في الدراز (غرب المنامة)، غابت نعيمة المتروك والدة الشيوخ عنه، مسحت ابنة خالهِ دموعَها "قالوا إنه أجرم بحمل منشورات سياسية تخص البحرين. هم يعتبرون حمل العلم البحريني جريمة؛ لأن المتظاهرين في العوّامية كانوا يرفعون أعلامنا إلى جانب همومهم".
منذ اعتقاله في مارس/ آذاز وحتى سبتمبر/ أيلول 2012، لم تعلم عائلته عنه أي شيء. فقدت الاتصال به، ولم تحصل على رد من السلطات. اتصل لدقائق، لكنه لا يعلم حتى جهة اعتقاله. بعد قرابة عامين تمكنت من رؤيته.
"تعرضتُ لتعذيب يفوق تصور أي إنسان (...) قضيتُ 5 شهور في سجن انفرادي، لا أعلم أين أنا (...) كانوا يغطون وجهي عندما يريدون نقلي من مكان لآخر" الشيوخ في أول لقاء مع عائلته.
لكن وحشية التعذيب لم تكن أكبر من وحشية الحكم بالإعدام على الهويّة، كان الشيوخ رغم ذلك مطمئنا "هذا الحكم حبر على ورق. متأكدون بأنهم لن يفعلوها (...) وإن فعلوها فنحن شهداء على درب حقوقنا وحقوق أهلي في البحرين".
يقول أحد أقاربه "منذ الصغر كان في بيتنا. لظروف عائلية عاش معنا في بيت العائلة 4 سنوات، صارت البحرين وطنه، تعلّق بها أكثر من السعودية. حتى عندما عادوا لهناك كان يقضي الإجازات السنوية عندنا".
ويضيف حاملا صورته "عندما بدأت ثورة 14 فبراير، كان يشارك في الاحتجاجات السلمية كل مرة يقضي فيها الإجازة هنا (...) لقد اعتقلوه وأعدموه بسبب البحرين".
نعيمة التي فقدت عينها
نعيمة المتروك التي فقدت النظر في إحدى عينيها بسبب ارتفاع السكر الدائم منذ اعتقال ابنها، كانت تحاول تكذيب الخبر، لم تكن تريد أن تعرف الحقيقة التي رددتها لاحقا في حالة من الانهيار " قتلوا ولدي، ما ذنبه، حرموني منه. لن أراه، لن أزفه عريسا. تمنيت زفافه، تمنيت رؤية أولاده".
كانت تقف على الباب علّها تراه عائدا، لكنّ الأكثر إيلاما أنها لن تلقِ عليه نظرة وداع، لقد قامت السلطات بـ "دفنه في مقابر المسلمين ولن تسلم جثمانه".
طوت المتروك أخبار ابنها بآخر العناوين "أعلن التلفزيون السعودي الرسمي أنه نفذ أحكام الإعدام بحق الشيخ نمر النمر، علي سعيد عبدالله آل ربح، محمد علي عبدالكريم صويمل، محمد بن فيصل بن محمد الشيوخ"، غير أن صورته حاملا علم البحرين لن تطوى أبدا، لا من مخيّلتها، ولا من ذاكرة الثورة البحرينية.