» تقارير
الحاجة سلمى، ثمانينية يخنقها عبث العسكر
2012-01-17 - 7:01 ص
مرآة البحرين (خاص): كبار السن الذين لم يأخذهم المرض، راحت تأخذهم الغازات الخانقة بكل وقاحة. وقاحة التي لا تميز بين حرمة شيخ كبير ولا هشاشة طفل رضيع. شهوة القتل والعبث بالحياة صار هو ما يسير في الشوارع ويلجم الاحتجاجات التي تقع في المناطق المختلفة. العبث يقتل من جديد حاجة ثمانينية من قرية باربار قبل يومين، سلمى عبدالمحسن (81 عاما) كانت داخل منزلها عندما باغتها الغاز الخانق الذي دخل مثل ملك موت جاء لينهى حياتها.
تقع قرية باربار في المحافظة الشمالية، تعيش احتجاجات مستمرة، مثلها مثل معظم مناطق البحرين المطالب أهلها بالحرية والديمقراطية. في هذه القرية، كانت تجلس الحاجة سلمى مع أبنائها وأحفادها داخل البيت، فيما القمع مشتعل في الخارج. دخلت قوات المرتزقة. أكثر من 14 سيارة رباعية الدفع يحتشد بداخلها أسوأ أنواع المرتزقة الذين يجلبهم النظام من كل الأصقاع. ترجل المرتزقة داخل باربار وبدأوا إطلاق كل ما يتوافر بأيدهم من أسلحة مستوردة للقمع والقتل.
يروى أحد أفراد العائلة أن أحد المرتزقة فتح باب المنزل ورمى عبوة غازات سامة فاختنق جميع من في المنزل، سارع أحد الأبناء برمي العبوة خارجا، ليعود المرتزق ويرميها للداخل من جديد ويهدد كل من في المنزل، نجا الجميع بأعجوبة، لكن الحاجة الثمانينية تأثرت بشدة، مرت ساعات والأبناء يظنون أن صحتها ستتحسن ليتفاجأوا بها ميتة بعد تأثرها الشديد بما استنشقته من كمية الغاز الخانق.
هل تعجب أحد من قصة فتح الباب وإلقاء الغاز داخل المنزل؟ من تعجب لا بد أنه لم يشاهد مقاطع الفيديو المنشرة والتي تكشف مستوى الاستهتار الذي وصل إليه المرتزقة في العبث بحياة الناس. المشاهد التي تفضح كيف يقوم هؤلاء بإلقاء الغازات الخانقة والقنابل اليدوية بشكل متعمد داخل البيوت (انظر الفيديوات المرفقة).
أعلن كل من تيار الوفاء الإسلامي وائتلاف شباب ثورة 14 فبراير نبأ استشهاد الحاجة سلمى، وذلك بعد أن أذاع الحقوقي نبيل رجب استشهادها قبل الواحدة والنصف من فجر يوم الأحد.
بعد فحص الجثة قال الطبيب الشرعي إن سبب الوفاة هو توقف الدورة الدوية، السبب المعلن لا يجيب عن سؤال: لماذا توقفت دورتها الدموية؟ خصوصا وأن الشهيدة كانت بصحة جيدة رغم سنها المتقدم، وذلك كما يؤكد أفراد عائتها وعدد من أهالي منطقة باربار، بل كانت تقضي مشاويرها يوميا دون الحاجة لأحد.
تسلم الأهل الجثة، وتجمع آلاف من جموع الشعب الغاضب خصوصا بعد الخطاب الذي ألقاه ملك البلاد وأعلن فيه عن تعديلات شكلية على الدستور، وهي تعديلات لا ترقى في حدها الأقصى أن تكون تعديلات طفيفة على اللائحتين الداخليتين لكل من مجلسي الشورى والنواب، هتف الآلآف بحرارة "يسقط حمد" في إشارة للملك الذي أوكل كل شئون المملكة لوزير ديوانه خالد بن أحمد الصديق الشخصي لولي عهد المملكة العربية السعودية نايف بن عبدالعزيز، ليصبح خالد بن أحمد كما يؤكد قريبون من دوائر الحكم الملك غير المتوج للبحرين.
إذن، الحاجة سلمى عبدالمحسن الشهيدة رقم 57 لثورة 14 فبراير، الثورة التي لا تزال مستمرة رغم كل جراح هذا الشعب القليل عدده، والذي لا يزال يقدم ملحمته الخاصة للعالم، كي يتحرر من العبودية.
هوامش:
(1) القاء متعمد للغازات الخانقة داخل البيوت.
(2) يوتيوب القاء مسيلات دموع داخل المنازل بدون سبب.
(3) يوتيوب احتراق منزل في منطقة السنابس بسبب الغازات الخانقة.