المحكوم بالإعدام محمد رمضان: تعرضت لتعذيب لا تحتمله الوحوش!
2015-11-18 - 5:16 م
مرآة البحرين (خاص): قضاء لا يرمش له جفن أمام كل قصص التعذيب التي يرويها المحكومون في قاعة المحكمة، ولا أمام آثار التعذيب التي يعرضونها أمام الجميع على أجسادهم. قضاء يكتفي في تثبيت إداناته بشهود سريين وشهادات متضاربة ومتناقضة. قضاء لا اعتبار لديه للمتهمين ولا لمحاميهم، يسبق حكمه ولا يأت عدله. إذا أردت أن تجد ذلك في قمة تجسده فأنت في المحكمة الجنائية الرابعة برئاسة القاضي علي الظهراني.
أوراق القضية تؤكد أن محمد رمضان المحكوم بالإعدام بتهمة تفجير الدير، نفى بشكل قطعي، على الرغم من التعذيب الوحشي الذي تعرض له، أي صلة له بالتفجير المزعوم. أفاد في التحقيقات التي أجرتها المباحث الجنائية والنيابة العامة على حد سواء أنه كان من بين مشاركين في احتجاج سلمي ولم يشهد أي تفجير.
تقرير الطبيب الشرعي الخاص بالنيابة العامة، أكّد بعد مرور أكثر من أسبوعين على اعتقاله، وجود آثار تعذيب على جسمه، لكن الغريب في التقرير أن محمد رمضان قال إنه لا يعلم من أين أتت تلك الآثار؟!
وجاء في الكشف الطبي الشرعي ما نصه "حضر اليوم المتهم محمد رمضان عيسى (...) وبمناظرة عموم جسمه تبين وجود كدم شريطي مزدوج رأسي الوضع طوله حوالي 13 سم وعرضه حوالي 1 سم بلون بنفسجي فاتح يقع ممتد بخلفية أعلى الساق اليمنى. بسؤاله عن سببه قال لنا إنه لا يعلم سببه".
وخلص التقرير إلى القول فقط "أن الكدم المشاهد والموصوف هو إصابة رضية حدثت عن المصادمة بجسم صلب راض أيا كان نوعه ومثل تلك الإصابات عادة ما تشفى دون أن تخلف عاهة في فترة زمنية تقل من 20 يوما ما لم تحدث مضاعفات".
شهود الإثبات
تقدم عدد من الشرطة الذين يفترض أنهم شهدوا حادثة التفجير المزعومة بشهادات مضحكة أمام المحكمة، ليس أكثرها تناقضا أن أحدهم قال إن التفجير حدث خلفه، قبل أن يستدرك ليقول إنه لم يتمكن من مشاهدة التفجير.
وتظهر الشهادات، التي تقدم بها الشرطة الذين يفترض أنهم كانوا في موقع الحادثة، كيف أنهم لم يشاهدوا التفجير، ولا يتذكرون طبيعته ولا الآثار التي خلفها الانفجار الذي قتل فيه عنصر وأصيب آخر.
وكيف أن أحدهم ويبعد عن موقع الانفجار 7 أمتار فقط إلا أنه لم يتعرض لأي إصابة، والأكثر سخرية الشاهدالذي قال إن الشرطي المقتول سقط فوقه إلا أنه لم يتعرض سوى لإصابة في إصبعه اليمنى... بعض الشهادات التي وردت في ملف القضية لأشخاص مختلفين:
- الدفاع: كيف تعرفت إلى المتهمين في الواقعة؟
- شاهد إثبات: عن طريق مصادر سرية.
- الدفاع: ما هي الآثار التي خلفها الإنفجار؟
- شاهد آخر: لا أتذكر تحديدا
- الدفاع: ما هي طبيعة الإنفجار؟
- ذات الشاهد: لا أعلم.
- الدفاع: كم تبعد عن موقع الانفجار؟
- شاهد آخر: مسافة نصف هذه القاعة أي 7 أمتار تقريبا
- الدفاع: هل أصبت في الإنفجار؟
-ذات الشاهد: لا لم أتعرض لإصابة.
- الدفاع: هل شاهدت الإنفجار؟
- ذات الشاهد: لم أشاهده
- الدفاع: كم كانت المسافة بينك وبين المجني عليه المتوفى؟
- شاهد آخر: في نفس المكان لدرجة أنه أثناء سقوطه سقط علي
- الدفاع: وما الإصابة التي لحقت بك؟
- ذات الشاهد: جرح في يدي اليسرى وإصبع يدي اليمنى
- الدفاع: هل قام رجال الشرطة بإزاحة الحواجز التي وضعها المتجمهرون؟
- شاهد آخر: وقت الانفجار كلا، لم نقم بإزاحة أي من الحواجز
- الدفاع: هل كان الشارع مغلقا بالحواجز وقت مرور الشاهد؟
- شاهد آخر: لا أتذكر تحديدا
- الدفاع: ما اسم المتهم الذي قمت بالقبض عليه (المتهم الأول في القضية)؟
- شاهد آخر: لا أتذكر
ماذا يقول محامي المتهم..
يؤكد المحامي محمد التاجر أن المحكمة أهملت إفادات التعذيب التي قدمها جميع المعتقلين على ذمة القضية يما فيهم محمد رمضان، في حين أكد أن المتهم الأول حسين موسى (محكوم بالإعدام) أجبر على القول بأن محمد رمضان تحديدا هو من قام بالتخطيط للواقعة المزعومة.
وقال إن محكمة الاستئناف لم تسمح لزميل محمد وهو شرطي يمني بالإدلاء بشهادة نفي، يؤكد فيها أن محمد كان في العمل قبل ساعة من الحادثة، حتى بادر بالاقتراح عليه بأن يغادر قبل ساعة اليوم على أن يغادر غدا من العمل قبل فترة مماثلة.
مرآة البحرين: هناك العديد من طلبات الجلب لمحمد رمضان لتوكيل محام في ملف القضية ... فهل سمح له بالتوكيل؟
التاجر: لم يسمح للمتهم محمد رمضان بتوكيل محام، فقد أرسلت طلبات إلى رئيس نيابة المحرق ورئيس نيابة العاصمة والمحامي العام إلا أننا لم نتلق أي رد منهم. ولحين صدور الحكم من محكمة درجة أولى لم يسمح للمتهم بتوكيل أو رؤية محام، وهذا مخالف لأبسط قواعد المحاكمات العادلة.
حتى آخر يوم من فترة السماح باستئناف الحكم رفضت إدارة السجن جلب محمد رمضان إلى المحكمة، لولا الاتصال مع مسؤولين كبار (...) لا شك أن مثل هذه الإجراءات تعطي انطباعا واضحا بوجود كيدية ضد المتهم.
المرآة: ما هي الأسباب التي تقف وراء اتهام محمد رمضان تحديدا؟
التاجر: محمد رمضان معروف بنشاطه السياسي السلمي والاجتماعي، هو ناشط في بلدة الدير ويحظى بتقدير شريحة واسعة، لعل عمله في سلك الأمن هو سبب استهدافه بهذه القضية.
ما هي الدلائل التي دفعت للقول باستهدافه؟
التاجر: هناك أدلة كثيرة، لكن أهمها هو إجبار المتهم الأول حسين موسى (المحكوم بالإعدام) على القول بأن محمد رمضان هو الذي قام بالتخطيط للعملية، فقد قال حسين، قبل توجيه الاتهامات بشكل رسمي للمعتقلين، إن المحققين كانوا حريصين على إجباره على الإدلاء باعترافات تدين رمضان في الحادثة، ليس فقط إدانته هو.
كيف كان تعامل المحكمة مع إفادة محمد رمضان بتعرضه للتعذيب؟
التاجر: أفاد محمد أمام القاضي بأنه "تعرض لتعذيب لا تحتمله الوحوش فكيف وأنا بشر"، إلا أن القاضي علي الظهراني وكعادته أهمل إفادته. وقبل أيام فقط عرض معتقل من الدراز (رجائي بداو) آثار التعذيب الذي تعرض له، وكانت الآثار تبدو على كامل جسمه.
لا تأخذ المحكمة الجنائية الرابعة برئاسة الظهراني بأي من أقوال المتهمين بشأن التعذيب (...) لا يرف لهم جفن بشأن الإفادات المتتالية والآثار الواضحة، لا قيمة للمتهمين ولا لمحاميهم (...) لا بد من إصلاح القضاء وإلا فلا يمكن الحديث عن تحقيق العدالة والإنصاف حتى بشكل جزئي.
هل استجابت المحكمة لطلبات الدفاع؟
التاجر: تقدمنا بـ 9 طلبات للمحكمة، إلا أنها رفضتها، ومن بينها إعادة استجواب الشهود
طلبتم من محكمة الاستئناف الاستماع لشاهد نفي... من هو؟
التاجر: شرطي يمني يعمل مع محمد رمضان في المطار، كان هو من بادر بالطلب من محمد مغادرة العمل قبل ساعة من وقوع الحادثة على أن يقوم هو بمغادرة العمل قبل ساعة في اليوم التالي، والسؤال: كيف لمدبر التفجير أن يبقى في العمل لقبل ساعة من الحادثة ولم يبادر لمغادرة العمل لكي يقوم بتنفيذ مخططه المنسوب إليه؟