» تقارير
هيلاري كلينتون لوزير الخارجية: قل للملك أن يكف عن تقديم الرّشى!
2011-12-20 - 12:01 م
مرآة البحرين (خاص):لم يعد خافياً ما تقوم به السلطة البحرينية من لف ودوران، والقفز إلى أعلىوأسفل، تماماً كما البهلوان في قاعة السيرك. لكن لا شيء من ذلك يهم، فلم يعد ذلك ينطلي حتى على أقرب حلفائها الغربيين، وتحديداً الأميركان. إنها تمطط الوقت ليس إلا، لكنها هذه المرة تلتف فيلتف بالموازاة مع ذلك الحبل أكثر فأكثر حول عنقها، والكل يراقب السلطة متى تصرخ.
"مرآة البحرين"في هذا التقرير ستروي من خلال مصادر مؤكدة لا لبس في اطلاعها على جانب ممادار خلال اللقاء الأخير الذي جمع بين وزيرة الولايات المتحدة الأميركية هيلاري كلينتون، وبين وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة خلال الزيارة التي قام بها الأخير إلى واشنطن نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قبل صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
لكن قبل ذلك، يمكن الرجوع إلى الصحف الأميركية نفسها التي قالت بعد اللقاء الذي جرى في 26 أكتوبر/ تشرين الأول، أن كلينتون "أسمعت ضيفها ملاحظات جادة وبلهجة حادة". وجميع من يتابع الصحافة الأميركية يعرف ماذا تعني هذه العبارة، فالوزيرة باختصار "زفّت" الوزير الذي عاد مسرعاً يخبر الملك بما سمعته أذناه. فما الذي قالته هيلاري كلينتون؟
تقول المصادر "بادرت هيلاري كلينتون بصدم ضيفها الشيخ الذي استراح على أريكة لا تكاد تحوي جسده، بالقول له مباشرة: قل للملك أن يكف عن رشوة قضاة لجنة تقصيالحقائق". صُدِمَ الوزير وقال على الفور "الملك لا يرشي قضاة اللجنة"، فردت كلينتون بحدة "بل هو يرشيهم ولا يكف ذلك، أتحسبون أننا لا نعرف شيئاً، إننا نتابع كل ما يجري، ولقد تسملنا مسودة التقرير في لندن وطلبنا تغييره، أقول لك: أخبر الملك أن عليه أن يكف عن رشوة قضاة اللجنة".
أسقطفي يد الوزير، وعادت كلينتون لتكمل "قل له أيضاً أن لدينا عملاً كثيراً وكبيراً مع الإيرانيين يجب أن نقوم به، ويجب أن نحل هدا الملف". وهنا حاول الوزير إقناع كلينتون أن "الملك حمد يقوم بخطوات و(....)"، لكنها سرعان ما قاطعته مواصلة تقريعها "قل للملك أيضاً أنه الآن أو مستقبلاً فإنه لا مفر من حقيقة أن المعارضة سوف تشارككم في الحكم، قل له ذلك".
خرج الوزيرعائداً للمنامة، كان كل شيء تبدل، لقد تم تغيير المسودة الفضيحة التي كان رئيس لجنة تقصي الحقائق محمود شريف بسيوني أعدها وفق مقاس رواية السلطة ليعرضها لاحقاً على قضاة اللجنة الكبار. تغيرت المسودة ودخل القاضيان فيليب كيرش، والسير نايجل رودل على الخط فتغير الكثير، انزعج الملك بعد وصول الرسالة له، لكنه قرر القفز والنط بين واشنطن والرياض ولندن واللعب على التوازنات، بينما واشنطن ترمقه كأحد الأطفال المدللين الذين لا يسمعونالكلام.
واشنطن حتى هذه اللحظة لم تدل برأيها فيما يخص تقرير لجنة تقصي الحقائق، ولم تدل برأيها في الأسابيع الثلاثة التي مرت بعد، سوى ببعض التصريحات الإعلامية آنية المفعول، لكنها ترى رغم ذلك، مشهد السياسة الرسمية "النطّاطة"، مشهد الشعب الممتلىء يقيناً بالنصر فلم يكد ينتهي ذكرىالحزن حتى شق طريقه مزمجراً نحو ميدان الشهداء الذي تلفه جحافل الجيوش!
الخبر الرسمي الذي أوردته وكالة أنباء البحرين (بنا) عن لقاء وزير الخارجية خالد بن أحمد بهيلاري كلينتون
http://bna.bh/portal/news/478370