» تقارير
مصرع طفلة بحرينية بعد تنشقها كميات من غاز خانق يستخدم لأول مرة
2011-12-11 - 3:23 م
مرآة البحرين (خاص): كانت هذه نداءات أهالي منطقة البلاد القديم مساء يوم الجمعة: "غاز خانق غير عادي، فتّاك شديد السمّية، نتنشقه لأول مرة". وهي نداءات تكررت على لسان أهالي منطقتي بني جمرة والديه من أن الغاز لم يكن نفسه السابق. كالعادة، لم يسمع أحد لهم، أو أن أحداً لايريد أن يسمع. جاءت النتيجة اليوم: وفاة طفلة في الرضاعة بالمستشفى بعد تنشقها كميات كبيرة من الغاز الخانق الذي ألقي بكثافة على إحدى المناطق التي كانت ترتفع منها هذه النداءات، في اليوم نفسه، وهي منطقة البلاد القديم جنوب العاصمة المنامة.
لم يجف حبر تقرير اللجنة الملكية لتقصي الحقائق برئاسة بسيوني بعد، ولا شهادة فريقه التي دونها عن أنهم حضروا مناطق الاحتجاجات وشاهدوا بأعينهم، الشرطة تقوم بإلقاء قنابل الغاز بشكل غير مشروع، عمدياً، على البيوت. ماتت الطفلة ساجدة فيصل جواد ذات الستة أيام.
وزف ائتلاف شباب 14 فبراير نبأ "استشهاد الرضيعة ساجدة والتحاقها بركب شهداء الثورة". كما أكد العضو بمركز البحرين بحقوق الإنسان يوسف المحافظة صحة سبب الوفاة. وقالت عائلة الشهيدة "إن الغاز الخانق تسرب للمنزل الذي يقع شرق البلاد القديم، ما أدى لاختناق جميع من فيه، وكان أكثر من تأثر جدة الشهيدة التي انتابتها موجة حادة من التقيؤ، إضافة إلى حفيدتها الطفلة ساجدة". وأضافوا في حديث مع "مرآة البحرين" إن "والدتها زهرة ميرزا حاولت أخذ الشهيدة إلى فسحة من الهواء، وكان صراخها يغص بريقها الذي لم تكن تستطيع بلعه، ما أدى إلى المسارعة بها في الحال، وكذلك جدتها، إلى المستشفى".
وتابعوا "تم تركيب أجهزة التنفس الاصطناعي عليها، ثم جرى أخذها للمنزل مرة ثانية، إلا أن الطفلة كانت تمانع من أخذ حليب الرضاعة، وبان التدهور في صحتها، فعادت بها إلى المستشفى لكن من دون فائدة، حيث قضت هناك حوالي الساعة 11 من مساء أمس السبت". ووسط ذهول والدها، وهو أحد العسكريين المعتقلين الذي أفرج عنهم مؤخراً لاتهامهم بدعم ثورة 14 فبراير/ شباط، والحيرة في ما يجب أن يفعله، فقد سارع إلى دفن ابنته صباحاً في إحدى المقابر التابعة إلى القرية.
إلا أن الخبر سرعان ما انتشر مع ساعات الظهيرة، ولدى تواصل النشطاء مع عائلة الشهيدة، أكدوا صحة خبر وفاتها بعد تنشق الغاز الخانق يوم الجمعة.
وفي ظل صمت رسمي، لم يكن أمام والد الشهيدة فيصل جواد إلا التصريح إلى "قناة العالم" التي بادرت إلى الاتصال به، حيث أكد خبر استشهاد ابنته، قائلا "أكد الطبيب لنا بأن الاستشهاد هو تلوث في الدم بعد استنشاق الغازات مساء الجمعة ليلة السبت". وتساءل "كيف تتعرض طفلة عمرها خمسة أيام لتسمم في الدم وهي تشرب من حليب أمها والماء فقط؟". ليختتم قائلاً "أنا وأولادي ومالي فداء لهذا الوطن الغالي".
وأظهرت الصور بوضوح تورم الجلد جهة حاجب الطفلة ساجدة، وكذلك آثار بقعة حمراء أسفل الأنف من جراء تأثير الغاز الخانق. هذا ولم يصدر عن وزارة الصحة البحرينية أو مصدر رسمي تعليق رسمي بعد.
وقال ائتلاف فبراير إن "الطفلة ساجدة استشهدت اليوم الأحد بعد نقلها للمستشفى لتكون شاهدة على جرائم النظام".
وولدت ساجدة يوم العاشر من المحرم الذي صادف الثلاثاء الماضي، وقد أكملت خمسة أيام قبل أن تفارق الحياة شهيدة.