عضو شورى الوفاق (مهدي العكري) بعد الإفراج عنه: هكذا نقضي رمضان اللاهب داخل الخيم البلاستيكية وتعذيب الدرك الأردني
2015-06-29 - 10:52 م
مرآة البحرين (خاص): عضو مجلس شورى الوفاق "مهدي العكري" المفرج عنه في 14 يونيه/ حزيران 2015 بدأ حديثه «لمرآة البحرين» بتذكر مقطع الشريط المصور لـ " تعذيب سجن رومية"، وكيف أخذ هذا المقطع صدى واسعاً في الأوساط اللبنانية والعالمية، في حين أن الظروف القاسية التي يعيشها سجناء (جو) هي أضعاف مضاعفة لما يعيشه المعتقلون البحرينيون الذين ما زالوا يسكنون الخيام رغم ارتفاع درجات الحرارة وشهر رمضان الذي ضاعف من معاناة المعتقلين.
الخيام وحر الصيف وجوع رمضان
يقول العكري إن الخيام التي يعيش فيها السجناء منذ أحداث مارس 2015، مصنوعة من "النايلون"، وتبلغ مساحتها حوالي "8م × 18م"، تحولت مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى لهيب حارق، فالمادة المصنوعة منها هي ذاتها المادة التي تصنع منها البيوت البلاستيكية في الزراعة " الصوبات"، وميزة هذه المادة أنها تساعد على تجميع الحرارة، ونتيجة لذلك تصبح درجة الحرارة في الخيمة قرابة "41"أو أكثر مما يجعل أكثر من 200 معتقل يعيشون تحت وطأة درجة حرارة عالية جداً، فضلاً عن حرمانهم من توفير ماء شرب بارد في هذا الجو اللاهظ.
يوضح العكري أنه لشدة الحرارة نهاراً داخل الخيمة يضطر بعض المعتقلين إلى الخروج منها، وعمل مظلة خارجها بواسطة الأغطية المتوفرة لديهم، لكنهم يصطدمون بأوامر الدرك الأردني الذي يجبرهم على الدخول إلى الخيام اللاهبة، مما سبب حالات إغماء لعدد منهم، بينهم (العكري) نفسه الذي كان صائما يومها وسقط مغشيا عليه.
بادر بعض المعتقلين باقتراح بعض الحلول غير المكلفة، التي من شأنها تخفيف وطأة حرارة الخيام، وقاموا برفعها إلى الضباط المسؤولين، لكن هؤلاء لم يعيروها أي اهتمام. تحتوي الخيمة على ستة مكيفات غالبا ما تتعرض إلى العطل لمدة تصل إلى يومين، وذلك بسبب الضغط الحاصل على المولد الكهربائي، مما يفاقم من الحالة المأساوية التي يعيشها المعت
الطائفية
يرى العكري أن السجن مكان لتجذير الطائفية وتكريسها، فعندما يرى المعتقل أن جميع الشرطة والمسؤولين هم من طائفة واحدة فقط "الطائفة السنية" بينما المعتقلون من "الطائفة الشيعية"، فهو يكون أمام فصل طائفي مقيت. يستنكر العكري أن يكون عدد المعتقلين من الطائفة السنية 5 من بين 200 معتقل يسكنون الخيمة، ويثيره أن هؤلاء الخمسة يتحدثون بكل ثقة أنهم لن يبقوا طويلا في السجن، فأقاربهم وأصدقاؤهم ممن يتقلدون مناصب "قضاة أو وكلاء نيابة" لن يتركوهم في المعتقل وسيتم الإفراج عنهم بأول مكرمة ملكية كما يقولون.
وينقل العكري عن أحد المحكومين بالسجن "3 سنوات" من الطائفة السنية، حين أخبره متباهياً عن أن القاضي الذي تربطه به صلة قرابة، سيخرجه من السجن قبلها، وبالفعل تحولت مدة حكمه من 3 سنوات إلى 3 شهور فقط.
أما إهانة المعتقد، فهي الشغل الشاغل للدرك الأردني الذي يسيطر على إدارة سجن جو بالكامل، وقد حدث أن أمسك أحدهم العكري مسائلا: أنت شيعي أم سني؟ وعند إجابته بأنه شيعي رد عليه الضابط: نحن لا نحبكم، سم ضروسنا أنتم!!. يتكرر هذا المشهد مع باقي المعتقلين مرات ومرات خلال اليوم الواحد، وما إن ينطق المعتقل بأنه شيعي يأتيه نصيبه من الضرب والإهانة.
الأذان منعت إقامته داخل سجن جو منذ أحداث مارس الماضي، منع عن المعتقلين الشيعة فقط. من يقوم به يعاقب عقابا شديداً. الشيخ " جاسم الدمستاني" تعرّض للضرب الشديد على يد مجموعة من الشرطة بسبب تعمد أحد مشايخ السنة المعتقلين ممن يتبعون "داعش" الوشاية عليه بأنه سب الصحابة أثناء الدعاء!
لا نهاية للعذاب مع قوات الدرك الداعشي
يتفاخر الدرك الأردني في السجن بأنهم أعطوا إدارة (سجن جو) ضماناً بعدم تكرار ما حدث في 10 مارس 2015. وأن لا أحداثاً ستجري في السجون البحرينية خلال السنتين القادمتين، وذلك بعدما عملوا تنكيلا وتعذيبا بالمعتقلين شهد جميعهم أنهم لم يروا مثله من قبل لا في التحقيقات ولا في حقبة التسعينات.
ما تزال الأوضاع في سجن جو متدهورة، الضرب والإهانات لم تتوقف. عدد من المعتقلين لجأوا إلى الإضراب عن الطعام أملا في تحسين سوء المعاملة التي يتعرضون إليها وتحسين الظروف البيئية التي يعانون منها في الخيام وتوفير الماء البارد للشرب، ورغم اعتراف الضباط المسؤولين أنها مطالب بسيطة إلا أن المعتقلين لم يحصلوا على شيء.