"داعش" يهيمن على السجن المركزي في البحرين
2015-06-09 - 1:07 م
مرآة البحرين (خاص): اقتحام قوات من الدرك الأردني سجن جو المركزي (10 مارس/ آذار 2015)، لا يكشف الدور الذي تلعبه قوات أجنبية في دعم النظام البحريني فحسب، بل يقدم شواهد أخرى على العداء الديني الذي تحمله قوات النظام ضد الطائفة الشيعية.
فإلى جانب التعذيب الذي يتعرض إليه المعتقلون، تمعن القوات التي تشرف على السجن بشكل مستمر في التعرض لعقائد المعتقلين الدينية، حتى وصفها أحدهم بأنها تشبه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".
نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان يوسف المحافظة يقول إن "الحكومة تروج أنها تدافع عن الإسلام، لاستقطاب المرتزقة من الأردن وباكستان وسوريا لقمع الحراك المؤيد للديمقراطية في البحرين".
ويضيف المحافظة "ولأن استقطابهم جاء بخلفيات دينية و طائفية، فإن الممارسات التي يقوم بها الدرك الأردني في سجن جو تأتي ضمن هذة السياق، ولا تشكّل أي مفاجأة للنظام".
تقرير مفصل أصدرته جمعية الوفاق (1 يونيو/ حزيران 2015) بشأن أحداث سجن جو تضمن شهادات معتقلين أفرج عنهم مؤخراً، ذكر أنه "في بعض الفترات، كان السجناء (الشيعة) يجبرون على الهتاف بتمجيد أفراد من العائلة الحاكمة، أو شخصيات ورموز دينية معينة". أضاف التقرير "وفي المقابل كانت عناصر القوات الخاصة تقوم بشتم وسب بعض قيادات المعارضة أو شخصيات ورموز دينية للمذهب الشيعي".
عائلة أحد المعتقلين البارزين، رفضت الكشف عن اسمه، نقلت لـ "مرآة البحرين" قوله إن بعض الضباط الأردنيين يصفون المعتقلين بأوصاف مثل "الرافضة"، وهو الوصف الذي يطلقه المتشددون السنة على الشيعة، ويستخدمه تنظيم "داعش" في التحريض على استهدافهم في الخليج وكل مكان.
وقامت القوات عند اقتحامها السجن بإلقاء التُرب التي يصلي عليها الشيعة في دورات المياه، الأمر الذي استفز مشاعر كثير من السجناء وتسبب في مشادات بينهم وبين الشرطة قبل أن يتعرضوا للضرب ونقلهم إلى غرف العزل.
وتضيف الشهادات أن الشرطة كانوا يتلذذون وهم يصرخون في وجه المعتقلين ويشتمونهم "يا أبناء المتعة"؛ وصف يستخدم للطعن في نسب الشيعة، كما أنهم كانوا يقومون بشتم أمهاتهم "يا أبناء (.....)".
ساد مثل هذا التعامل مع المعتقلين الشيعة منذ تمكَن الجيش البحريني بمعاونة قوات سعودية وإماراتية (مارس/ آذار 2011) من سحق الاحتجاجات الشعبية التي اتخذت من دوار اللؤلؤة وسط العاصمة المنامة مركزا لها.
وذكر تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في الفقرة 1234 التي استعرض فيها "الأساليب الأكثر انتشارا المستخدمة مع الموقوفين "أن المعتقلين تعرضوا إلى "الإساءة اللفظية، والتهديد باغتصاب الشخص الموقوف أو أفراد أسرته، وسب الطائفة الدينية التي ينتمي إليها الموقوف (الشيعة)".
ويرى المحافظة أن الاعتداء على الحريات الدينية للشيعة هي سياسة رسمية ممنهجة بدأت بهدم مساجدهم ومنعهم من الصلاة في بعض الحالات، وكذلك من إعادة بناء تلك المساجد.
ويتابع "إنه ازدراء و اضطهاد طائفي. لقد وثقت ذلك لجنة الحريات الدينية التابعة للخارجية الأمريكية في تقريريها السنويين الأخيرين".
وبدلا من أن تحاول الحكومة البحرينية تصحيح تعاملها مع الغالبية الشيعية في البلاد فإنها ترفض الاعتراف بالتقارير الدولية، كما أنها تعاقب كل من ينتقد سياساتها التي تسببت بإشعال التوترات الطائفية منذ سنوات.
وقضت محكمة بحرينية بحبس الحقوقي البارز (رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان) نبيل رجب 6 أشهر بسبب تغريدة انتقد فيها ايديلوجيا المؤسسة الأمنية في البحرين، التي خرجت عناصر انضمت لداعش.
وأعلن ضابط منشق عن النظام البحريني يدعى محمد عيسى البنعلي عن مقتل البحريني أبوطلحة في معارك في حلب شمال سوريا، في حين كشفت معلومات أن القتيل أيضاً كان يعمل لصالح الأجهزة الأمنية قبل أن يتوجه للقتال في سوريا. "هذا يؤكد أن حديث نبيل رجب عن أيدلوجيا الأجهزة الأمنية صحيح تماما" يعلق المحافظة.
وحصل مركز البحرين لحقوق الإنسان على إفادة من أحد المعتقلين قال فيها إن أحد الضباط الأردنيين قام بتعذيبه من أجل أن ينطق الشهادتين وأن يعتنق الإسلام.
وكانت عشيرة ضابط أردني قتل في اشتباكات مع محتجين في قرية صغيرة غرب المنامة (8 ديسمبر/ كانون الأول 2014) أصدررت بيانا قالت فيه إنها "تزف ابنها شهيداً دفاعاً عن شرف هذه الأمة وحياض الإسلام".
واستنكرت عشيرة زريقات، في بيانها، ما قالت إنه "شتم سادة الأمة عمر بن الخطاب وعائشة زوجة النبي"، وهو اتهام باسمه، يمكن لداعش والنظام البحريني أن يحشدان آلاف الأصوليين لقتال الشيعة!