السعيدي يذكّر الملك بإحسانه إليه: طالما كفرت الشيعة من أجلك
2015-06-09 - 6:43 ص
مرآة البحرين (خاص): لم يتوقع السلفي المتشدد جاسم السعيدي أن تقدم الأوقاف السنية على إيقافه عن الخطابة لمجرد أنه هاجم الطائفة الشيعية، فمثل هذا الفعل أمر معتاد ولا يعد جريمة بالنسبة إليه، ولا إلى النظام الذي فتح باب شتم المكون الشيعي على مصراعيه وإهانتهم وتكفيرهم وتخوينهم بعد مارس/ آذار ٢٠١١ لسب الأغلبية الشيعية.
فما قاله السعيدي في خطبته الأخيرة لم يكن سوى حديث عن (أحكام الوضوء)، وإن تعرض فيها بالغمز واللمز إلى "شرك الطائفة الشيعية"، فإنه ليس مبررا للأوقاف أن تعاقبه على قوله كلمة الحق كما يقول.
السعيدي، الذي وصف الشيعة بـ "النغول" في إحدى خطبه، أرسل برقية عاجلة على حسابه في تويتر إلى ملك البحرين، يذكّره فيها بأنه قد أحسن له، وأنه لا بد للملك أن يبادله بالإحسان، لا بتوقيفه عن الخطابة. قد يحق للسعيدي ان يمنّ على الملك إحسانه إليه، فطالما قام بتكفير المعارضين الشيعة وشتمهم وسبّهم ونعتهم بأكثر الكلمات بذاءة وخسّة، وسط تجاهل رسمي لكل ما يصدر منه، الأمر الذي يؤكد أن خطابات السعيدي ليست في عين الملك فقط، بل في قبوله واستحسانه.
برقية عاجلة : لجلالة الملك (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) وزارة العدل والأوقاف، توقف جاسم السعيدي عن الخطابة جزاكم الله خير
— د.جاسم السعيدي (@jassimalsaeedi) June 8, 2015
يبدو ذلك الدعم جلياً أكثر، عندما أعلن رئيس الوزراء خليفة بن سلمان في إحدى جلساته إن "من أحب السعيدي فقد أحبني"، ليعلن بذلك الرضا الرسمي عن كل ما يصدر من السعيدي الذي كان يرتع حينها في أوج خطاباته الطائفية التكفيرية. وهو يطالب اليوم بأن يكون في حلٍ من المسائلة عندما يطلق السباب والشتائم بحق الطائفة الشيعية، كما هو الحال بالنسبة إلى ضباط مارسوا التعذيب بحق "الخونة" وطمأنهم رئيس الحكومة بأن القانون لا يطبق عليهم.
ليس من المؤكد أن تمنع الأوقاف الخطابة عن السعيدي طويلاً، فهو يؤدي مهمة رسمية في تشطير المجتمع واستمرار الشحن ضد الشيعة، لأن الحرب كما يقول السعيدي بيننا وبينهم (الشيعة) سجال، وهذا ما يقرّه النظام ويمضي فيه، ولهذا لا يلبث أن يتراجع عن قرار إيقاف خطباء أساؤوا إلى الطائفة الشيعية، بعد أن يوقفهم لبعض الوقت، تسكيتاً للرأي العام.
فخطيب جامع كانو بمدينة حمد جلال الشارقي، وبعد أن نال في خطبته من الشيعة واصفاً إياهم بأنهم "قد كفروا بالله"، وراح يشتمهم علناً مكرراً بحقهم النعوت البذيئة المستقاة من قاموس الحرب المذهبية القديم بين كبريي طوائف الإسلام، كالقول إنهم "أعوان المجوس" و"طابور خامس" و"منافقون خبثاء" و"أتباع عبدالله بن سبأ اليهودي المجوسي" و"عبدالله بن سلول". تم إيقافه عن الخطابة لمدة أسبوع واحد فقط، قبل أن تسمح له الأوقاف بالعودة إلى الخطابة من جديد وممارسة هواياته في تكفير الشيعة.
ليس مهما بالنسبة إلى السلطة أن تقوم بتكفير الشيعة، المهم هو التوقيت، فهناك تهديدات من قبل "داعش" باستهداف الشيعة في كل منطقة الخليج، ويجب أن لا تظهر السلطة الآن وعلى نحو فاقع إنها مع "التنظيم الإرهابي" في خندق واحد.