مرآة البحرين: إذا كانت حكومة البحرين لا ترغب في رؤية 5,000 من البحّارة وجنود البحرية الأمريكية يوضبون حقائبهم ويغادرون البلاد، فعليها أن تتخذ خطوات جدّية لتحقيق إصلاحات سياسية، هذه الرسالة التي وجّهها الكونغرس الأمريكي إلى المملكة محذّرًا من استمرار الاضطرابات السياسية في البلاد.

فقد أقرّ المجلس مشروع قانون الدفاع السنوي الذي يقضي بوضع وزارة الدفاع خططا لاحتمال نقل الأسطول الأمريكي الخامس من البحرين في حال استمرار الاضطرابات السياسية. وأوضح المشرّعون أنّ "مشروع القانون يهدف مباشرةً إلى الضغط على ملكية آل خليفة من أجل استجابة المطالب المشروعة للأغلبية الشيعية في الجزيرة".

وصرّح عضو الكونغرس هانك جونسون، مقترِح هذا القانون، لموقع "المونيتور" بأنّ: "ضرورة قيامنا بالتخطيط الآن لهذا الاحتمال سببه، بالتحديد، فشل الملكية البحرينية في معالجة مخاوف شعبها". وأردف قائلًا: "إذا قرّرت عدم معالجة هذه المخاوف أو عالجت الأمور بطريقة صارمة وأصبح الوضع أسوأ من ما كان عليه، فربما سنضطر إلى المغادرة. ولا أعتقد أنّ أي مشرّع أمريكي يرغب في حصول ذلك".

وقد ذكر الموقع في مقالٍ نشره الاثنين (18 مايو/ أيّار الجاري) بأنّ الحكومة البحرينية رفضت التعليق بشكل مباشر على إعلان هذا النص التشريعي، بيد أنّها أعربت عن استيائها من قيام جهة بالإملاء عليها كيفية إدارة شؤونها. إذ صرّح أحد المسؤولين السياسيين في البحرين بأنّ: "العلاقة بين البلدين لا ريب فيها،" ، مؤكّدًا على أنّه: "تمّ بناء علاقة الدفاع من أجل حماية البلاد من التهديدات الخارجية والحفاظ على الاستقرار الإقليمي. لا علاقة لهذا الأمر بالشؤون البحرينية المحلّية".

وأضاف موقع "المونيتور" أنّ البنتاغون رفض التعليق على التشريع المطروح. ولكن لطالما عارض الذين يعدّون الخطط العسكرية القيام بأي عمل قد يشير إلى غياب الدعم لبلد يستضيف القاعدة الأساسية للبحرية الأمريكية في الخليج.

وفي دراسة كتبها ريتشارد ماك دانيال، وهو أحد ضبّاط البحرية الأمريكية، ونشرتها مؤسسة بروكينجز عام 2013، يقول إنّ: "معظم المشرّعين في وزارة الدفاع يؤمنون بأنّ شراكة الولايات المتّحدة الاستراتيجية مع البحرين تُملي أنّ استقرار الشرق الأوسط سيؤدّي إلى إطلاق دعوات مطالبة بانسحاب عسكري"، مضيفًا أنّه: "بسبب رغبة (الولايات المتحدة) القوية في دعم حكومة البحرين، لا يتم الأخذ بالاعتبار خسارة قاعدة بالغة الأهمية في الوقت الراهن".

ولفت الموقع إلى أنّ التعديل الذي اقترحه جونسون عملت من أجل تمريره منظمات حقوقية منها منظّمة "أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين". وفي بيانٍ للمنظّمة، أعرب أعضاء "أمريكيون من أجل الديمقراطية" عن ترحيبهم بالتعديل وشكرهم للدعم المتواصل لعضو الكونغرس جونسون. كما أنّ المنظمة لا زالت تحثّ الولايات المتّحدة على مطالبة البحرين بتحقيق إصلاحات مؤثّرة وذات جدوى.

مشروع القانون بين يدي مجلس الشيوخ حاليًا، وقد اقترح ماك دانيال ميناء الدوحة الجديد في قطر وميناء الشعيبة في الكويت كبديلين محتملين للأسطول الخامس، في حين اعترف جونسون أنّ الولايات المتّحدة لا تملك خيارات جيّدة. وعلى الرغم من ذلك، شدّد جونسون قائلًا: "نريد تسوية الوضع المحلّي في البحرين، هذا هو الهدف الأسمى. ولكن الموضوع بين يدي العائلة المالكة في البحرين".