خطابات تدعو أوباما لأن يكون "صوت الشّعب البحريني" في قمة كامب ديفيد
2015-05-15 - 12:38 ص
مرآة البحرين (خاص): تنعقد اليوم قمة كامب ديفيد في الولايات المتحدة، والتي كان من المؤمّل أن يجتمع فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحكام دّول مجلس التّعاون الخليجي، قبل أن يفاجئ ملكا السعودية والبحرين بمقاطعتهما القمة، في اللحظات الأخيرة، وبعد أكثر من شهر من الدعاية والترويج إليها.
وستجري محادثات كامب ديفيد اليوم الخميس 14 مايو/أيار 2015، مع نواب ملوك وأمراء دول الخليج، وقد أوفد الملك البحريني نيابة عنه، ابنه ولي العهد، سلمان بن حمد، والذي ينظر إليه في واشنطن على أنّه من مشجّعي الإصلاح، وكان من اللافت أن وكالات الأنباء الدولية سلّطت الضوء على غياب الملك حمد عن القمّة، لحضور سباق خيول في لندن، على الرّغم من كونه أول الموافقين على تلبية الدّعوة، وذلك رضوخا منه للموقف السعودي على ما يبدو.
وتعرّضت وسائل الإعلام بالنقد إلى القادة الخليجيين الذين يحضرون القمّة مع أوباما، باعتبار أن أغلبهم هم المسئولون المباشرون عن الأجهزة الأمنية في بلدانهم، وبالتالي عن أوضاع حقوق الإنسان المتدهورة.
وعلى الرغم من نفي البيت الأبيض أن يكون لدى الرئيس باراك أوباما نيّة التحدّث مع ضيوفه الخليجيين حول أوضاع حقوق الإنسان في بلدانهم، بحجّة أنّها ستركّز على التعاون الأمني إلاّ أنّه قال إن أوباما يتعامل مع هذا الاجتماع كسواه، والتي يعيد فيها التأكيد على ضرورة إيجاد حلول طويل المدى للمجتمعات المتنازعة، واحترام حقوق الإنسان، حسب وصفه. من جهتها رفضت الخارجية الأمريكية التعليق حول إمكانية إثارة أوباما لموضوع الانتهاكات في البحرين، في هذه القمة.
هيومن رايتس واتش في خطاب لأوباما: الأمل يكاد ينعدم في البحرين!
جهات عدة، منها منظمات دولية، ونواب بحرينيون سابقون، وعوائل أطفال معتقلين في السّجون البحرينية، وحقوقيون، وجهّوا الرسّائل والمناشدات تباعًا إلى الرّئيس الأمريكي باراك أوباما، لحثه على اتّخاذ الإجراءات اللّازمة بخصوص هذه الدّول ومن بينها البحرين.
أبرز الرّسائل كانت تلك التي طالبت فيها منظمة هيومن رايتس ووتش الرّئيس الأمريكي "بالضّغط على الحكام الخليجيين لإظهار احترام أكبر لحقوق مواطنيهم في حرية التّعبير وتكوين الجمعيات والتّجمع السّلمي والجنسية".
وأشارت الرّسالة التي وقّعتها سارة مارغون، المديرة التّنفيذية لهيومن رايتس ووتش، إلى "أن وضع حقوق الإنسان مستمر في التّراجع في البحرين، وأن الولايات المتحدة كانت أحد البلدان التي طالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عن النّاشط في مجال حقوق الإنسان نبيل رجب، لكنه لا يزال في السّجن" ، وقالت إن "الأمل يكاد ينعدم في البحرين مع استمرار اعتقال الرموز الـ 13 لممارستهم حقوقهم في حرية التّعبير وتكوين الجمعيات".
وذكرت المنظمة في الرّسالة أنّ خمسة من بين الدّول الخليجية السّت، أي البحرين، والكويت، وعمان، وقطر، والسعودية، والإمارات، "وقعت جميعها على اتفاقية أمنية مشتركة في العام 2012 تتضمّن تشريعات شديدة القسوة ويُمكن استخدامها لتجريم منتقدي دول "مجلس التعاون الخليجي" أو حُكامها.
ولفتت المنظمة في نهاية الرّسالة إلى أنّه "برأيها، شكّل تعامل السّلطات الخليجية مع المعارضة الشّرعية كما لو أنّها كانت تهديدًا للأمن القومي، سببًا رئيسيًا للانتهاكات الواسعة النّطاق للحقوق المدنية والسّياسية في أنحاء الخليج، وأنّه إذا تُرِك الأمر من دون حل، فلن يسهم ذلك في معاناة شعوبهم فقط بل سوف يُقَوّض استقرار هذه البلاد على المدى الطّويل".
مركز الخليج لحقوق الإنسان: للإفراج عن الحقوقيين المعتقلين في الخليج
من جانبه، وجه مركز الخليج لحقوق الإنسان رسالة مفتوحة للرئيس باراك أوباما، قبيل قمة كامب ديفيد التي ستجمعه بقادة دول مجلس التعاون الخليجي، من أجل الضغط لإطلاق سراح جميع المعتقلين من المدافعين عن حقوق الإنسان في الخليج.
وحث المركز الرئيس أوباما على الضّغط على الحكّام الخليجيين من أجل إطلاق سراح سجناء الرأي في البحرين، بمن في ذلك نبيل رجب، عبد الهادي الخواجة، عبد الجليل السنكيس وناجي فتيل.
وقال المركز إن إطلاق سراح المعتقلين من الحقوقيين "هو دليل على رغبة حكومات منطقة الخليج بالبدء بحوار صحي في ظل ما تعانيه المنطقة من حروب واضطرابات".
المحافظة لأوباما: كن صوت الشعب البحريني
في السّياق ذاته، وجه الّناشط الحقوقي والمدافع عن حقوق الإنسان سيد يوسف المحافظة، نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، رسالة أيضًا إلى الرّئيس الأمريكي دعاه فيها لأن يكون "صوت الشّعب البحريني عند لقائه ولي العهد" و "لضرورة التّشديد على أهمية حماية حقوق الإنسان لجميع أفراد الشّعب البحريني في هذا اللّقاء".
وابتدأ المحافظة رسالته بالإشارة إلى أنّه يتبع نهج مارتن لوثر كينغ، الذي ربط بين نضال الأفريقيين الأمريكيين من أجل الحرية والمساواة والعدالة وبين النّضالات التي تعيشها شعوب العالم أجمع، ليكتب عن نضال الشّعب البحريني، لكنه لفت لاحقًا إلى أن "نضال ومعاناة الشّعب البحريني مختلفان عن نضالات الأفريقيين الأمريكيين تحت حقبة قوانين جيم كرو، أو نضال الجنوب-أفريقيين السّود في حقبة التّمييز العنصري".
وأشار المحافظة إلى معاناة الشّعب البحريني على مدى عقود من الظلم، على يد أسرة آل خليفة وحكومتها اللتّين "تستهدفان وتقمعان كل الأصوات التي تعبر عن أدنى معارضة لانتهاكاتهما المتعددة ضد الشّعب"، موثقًا في رسالته انتهاكات 10 مارس/آذار الأخيرة في سجن جو من "ضرب جماعي وتعذيب وحرمان من الغذاء"، وملاحقة السّلطات للذين يتجرأون على الإبلاغ عن هذه الجرائم، وآخر ذلك "اعتقال نبيل رجب الذي يواجه حكمًا يصل إلى السّجن عشر سنوات لنشره تغريدات على تويتر حول هذه الانتهاكات وغيرها".
ولفت المحافظة إلى "أن هذه الانتهاكات مستمرة في الوقت الذي يكتب فيه هذه الرّسالة" وأنّه "للأسف، لا يبدو أن أي أحد قادر على إيقافها أو حتى مجرد الاهتمام".
وأضاف المحافظة أننا "نؤمن بكلمات مارتن لوثر كينغ بأن "نهاية حياتنا تبدأ في اليوم الذي نصمت فيه عن الأشياء ذات الأهمية"، قائلًا : "لنطبق كلمات دكتور كينغ في حالة البحرين: "هدفنا هو الحرية، [نحن] نؤمن بأننا سنحققه لأنه مهما ابتعدنا عن ذلك المسار، هدف [البحرين] هو الحرية".
علي الأسود: 5 قضايا
وعلى الصّعيد البحريني أيضًا، قال النائب عن كتلة الوفاق المستقيلة علي الأسود إنه يتوجب على الرئيس الأمريكي أن يثير عدداً من القضايا مع ولي العهد البحريني خلال لقائه به في قمة كامب ديفيد، من بينها المطالبة بالإفراج عن الشيخ علي سلمان ونبيل رجب وزعماء المعارضة، حث السّلطات البحرينية على وضع حد للانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان،الإشارة إلى عدم الرّضا عن جهود لتنفيذ توصيات اللّجنة المستقلة لتقصي الحقائق والاستعراض الدّوري الشّامل، والحثّ على تنفيذها فورًا على نحو جدّي"، ومطالبة البحرين بالبدء بمفاوضات على غرار وثيقة المنامة" والسّعي لعودة ولي العهد البحريني إلى المبادئ السّبعة لمارس/آذار 2011.
وأضاف الأسود أن دول الخليج لم تشهد "مثل هذا العطش القوي للتغيير كما هو الحال في البحرين"، مشيراً إلى "فشل السلطات في تحقيق التغيير السلمي الذي يستجيب لمطالب الشعب".
وأردف أن "اجتماعات كامب ديفيد ستقدّم للرئيس المنتهية ولايته فرصةً فريدة من نوعها في التأثير إيجابياً على المنطقة، ومع التّقدم المحقق في كوبا وإيران، تتوفر لأوباما الآن فرصة لتعزيز مكانته في التّاريخ، إذ إنه الرّئيس الذي ساعد على جلب التّقدم إلى الخليج".
نداء خاص من والد الطفل المعتقل جهاد الحبشي لأوباما: أفرجوا عنه وعن صديقه!
وفي حين تضمنت كل هذه الرّسائل والمناشدات نداءات عامة للإصلاح، حملت رسالة صادق الحبشي، والد الطفل المعتقل سياسيًا جهاد الحبشي، نداءً خاصًا موجهًا إلى الرّئيس أوباما للإفراج عن جهاد وصديقه إبراهيم المقداد، اللذين يبلغان من العمر تباعًا 16 و14 عامًا، واللذين اعتقلا إثر مشاركتهما في تظاهرة سلمية، وتعرضا، وفقًا للرسالة "تعرّضا للضرب والإهانة، وتمّ إجبارهما على الاعتراف بجرائم لم يرتكباها. ولم يكن يُسمح لهما بالاتّصال بنا، أي عائلتيهما، ولم يسمح لمحاميهما بحضور جلسات الاستجواب".
وأشار الحبشي في رسالته إلى أنّه "على الرغم من صغر سنّهما واعتبارهما أحداثًا بحسب التعريف العالمي للطفل، تمتّ محاكمتهما من قبل المحكمة الجنائية وفقًا لقانون مكافحة الإرهاب" مطالبًا، "باسم جميع الأطفال المعتقلين سياسيًا" الرّئيس أوباما، باتخاذ " خطوات جدّية للعمل على قضايا هؤلاء الأطفال والإفراج عنهم". وختم صادق الحبش رسالته لأوباما بالقول "أبعث لك هذه الرسالة إذ إنّك دائمًا دعمت حقوق الإنسان وناصرتها. أثق بأنّك ستقوم بما يلزم لإيجاد حل لقضيّة ابني وصديقه، وكذلك قضايا الأطفال الآخرين".
مركز العدالة يطالب أوباما بالضغط على الإمارات
في المناسبة ذاتها، وجّه مركز العدالة وحقوق الإنسان، ومقره سويسرا، رسالة إلى الرئيس الأمريكي قال فيها نريد منك أن تدرك العديد من المشاكل المتعلقة في مجال حقوق الإنسان"، وخص المركز في رسالته الأوضاع الحقوقية في دولة الإمارات بالذّكر، مطالبًا أوباما بحث محمد بن زايد على "إجراء إصلاحات مهمة في مجال حقوق الإنسان".