صفاء الخواجة: إبراهيم الدمستاني من السجن الى غرفة العمليات
صفاء الخواجة - 2015-05-04 - 10:00 م
صفاء الخواجة*
نفى مدير إدارة الإصلاح والتأهيل في وزارة الداخلية المقدم محمد راشد الحسيني في 28 أبريل/نيسان 2013، ادعاءات وجود تعذيب في السجون، مؤكداً التزام إدارة مؤسسة الإصلاح بتطبيق المعايير الدولية بمراعاة حقوق وكرامة الإنسان في معاملة النزلاء.
لكن المفرج عنه منذ أيام الممرض إبراهيم الدمستاني، يرقد في مستشفى السلمانية منذ يوم أمس الأحد 3 مايو/أيار 2015 جراء ما تعرض له من تعذيب في مركز الإصلاح والتأهيل "سجن جو". لقد تعرض لإصابة في "ركبتة اليمنى" أثناء الركض صباحا في ساحة السجن "الفنس".
يؤمر المعتقلون بالركض السريع مع تكرار النشيد الوطني كنوع من العقاب، وأثناء تأديته سقط إبراهيم على الأرض "إسفلت" مما أدى إلى إصابة بليغة في "ركبتة اليمنى" مصحوبة بآلام شديدة عند أي محاولة للحركة أو ثني للركبة. وبدأت أصوات فرقعة تظهر لديه عند تحريكه لركبته، وصار لا يقدر على تحمل أي ضغط عليها مع شعوره بأنها سوف تُخلع.
وبسبب الإهمال الطبي ازداد الأمر سوءًا، فقبل الإفراج عنه في27 أبريل/نيسان 2015 ازدادت آلامه، وارتفعت درجة حرارته حيث بلغت 38.8درجة وكان هناك انتفاخ في أكياس السوائل في المنطقة أعلى عظم الركبة، بسبب عدم سرعة علاجة وتطهير الجرح وقد طلب من المسئول المناوب أن يسمح له بذهاب الى العياده وبدل ان يسمح له بذلك " اخذه يركله على ركبته بحذائه العسكري .
ذهب ابراهيم يوم أمس الاحد 3 مايو/أيار 2015 إلى مستشفى السلمانية لعلاج ركبته وبعد معاينة الطبيب المعالج طلب بقاءه في المستشفى "لإجراء" عملية جراحية اليوم الاثنين 4 مايو/أيار 2015 بسب التهاب الأنسجة وتورم أسفل الركبة .
إصابة المفرج عنه الممرض إبراهيم الدمستاني لا تُذكر إذا ما قورنت بالعدد الهائل من الإصابات التي عانى ولازال يعاني منها معتقلو مركز الإصلاح والتأهيل "سجن جو المركزي". لقد تعرض أكثر من 1600 محكوم في هذا السجن إلى التعذيب والمعاملة الحاطة بالكرامة والمهينة، والحرمان من الحقوق الأساسية، هذا ما كشفته دائرة الحريات وحقوق الإنسان في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية.
لماذا تصمت وزارة الداخلية حول مايحدث في سجن جو؟ لماذا لم تنشر رد النيابة العامة على البيان المرسل اليها؟ وصلت هذه القضية حتى للأمانة العامة للتظلمات والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان..
ولماذا عبرت أمانة التظلمات عن الشكاوى بأنها "طلبات للمساعدة" في حين أن الأهالي أكدوا أنهم لم يطلبوا ذلك وانما قدموا شكاوى بالتعذيب؟ هل يوجد مفوضية لشؤون السجناء والمحتجزين؟ أين دورهم ولماذا لم نسمع ذكراً لهم، أليس من المفترض أن يكون جوهر عملهم يختص بما حصل في سجن جو!
إن المؤسسات الحكومية بكل تلاوينها، الحقوقية والقضائية والأمنية، التزمت الصمت جرّاء الانتهاكات الحاصلة في سجن "جو" المركزي والتي بدأت في 10 مارس/آذار 2015، ولازالت مستمرة، وما كشفه الحقوقي نبيل رجب قبل اعتقاله، وما نقلته عوائل المعتقلين، وقدم إبراهيم الدمستاني، لم تكن إلا قمة الجليد، في مأساةٍ إنسانية كُبرى يعيشها أبطال أودعوا السجن لمطالبتهم بالحرية.
*ناشطة بحرينية في مجال حقوق الإنسان.