مرآة البحرين(خاص): ازدحمت الصحف العربية والخليجية خلال الايام القليلة الماضية بالاحداث في البحرين والتي اتسمت بارتفاع منسوب التوتر مع إراقة دماء جديدة واستشهاد فتى "دهساً بسيارة للشرطة" وفق ما قالت جمعية الوفاق والاستعداد  لمزيد من لتظاهرات خلال الايام المقبلة وفقاً لما أعلنته حركة 14 فبراير، في وقت ينتظر البحرينيون صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق يوم الاربعاء المقبل.

وقالت صحيفة صحيفة "السفير" اللبنانية: "تصاعدت حدة القمع الأمني في البحرين خلال الأيام الماضية، مع شنّ السلطات حملة اعتداءات ومداهمات جديدة عمّت عددا من المناطق البحرينية إثر مواجهات خلال تشييع الطفل علي بداح الذي دهسته سيارة للشرطة فجر أول أمس في اليوم العالمي للطفل.

وتابعت "السفير"، شيّعت الحشود البحرينية أول أمس، الطفل علي بداح الذي دهسته سيارة للشرطة في قرية الجفير خلال مواجهات بين متظاهرين وقوى الأمن. وقمعت قوات الأمن البحرينية بوحشية المشاركين في الجنازة. وسقط عشرات الجرحى حسب ما أكدت "الوفاق"، كما أغارت قوات الأمن على عدد من المناطق بينها منطقة الدير وهشمت نوافذ اكبر جوامعها (جامع الخيف) وألحقت به أضراراً، وكذلك منطقة سماهيج بالاضافة الى مناطق الدراز وبني جمرة وبوري وعالي وأبو صيبع، وسند وجرداب والنويدرات والمعامير وكرزكان والمرخ والنعيم ورأس رمان، وغيرها من المناطق.

وأفادت "الوفاق" بأن قوات الأمن "اقتحمت منازل المواطنين واعتدت عليهم في عدد من المناطق في محافظات مختلفة". وأغرقت القوات عدداً من المناطق بالغازات الخانقة والمسيلة للدموع وسببت مئات الاختناقات للأهالي العزل داخل منازلهم، في وقت تتوزع فيه قوات الأمن في مداخل عشرات المناطق والطرق في حالة تعكس عدم توفر الأمن والاستقرار.

وجرى اعتقال عدد من المواطنين والمواطنات في مناطق متفرقة بينهم نساء تم اعتقالهن والاعتداء عليهن بالضرب. وأدانت جمعية "الوفاق" ما وصفته بـ"عسكرة البحرين واستهداف المدنيين العزل وغياب الأمن والاستقرار".

أما صحيفة "الاخبار" اللبنانية  فقالت في مقدمة خبرها حول البحرين:" تستقبل البحرين خلال هذه الأيام عدداً كبيراً من الإعلاميين والمراقبين الدوليين، لتغطية صدور تقرير لجنة بسيوني لتقصي الحقائق التي عينها الملك، والمتوقع يوم الأربعاء المقبل، وعلى الأرجح سيشهدون على التوتر المتصاعد الذي تعيشه يومياً شوارع وقرى البحرين، نتيجة الاشتباكات التي لا تهدأ بين المتظاهرين، الذين باتوا يبتكرون أساليب جديدة للمواجهة، في ظل صمت دولي مدوّ حول معاناتهم، والقوى الأمنية، المتمسكة، بدورها، بحملة القمع الشاملة.

وأوردت الصحيفة رواية جمعية "الوفاق" حول دهس الفتى بداح وأضافت،" نقل شهود عيان أن سيارة لقوات الأمن جاءت مسرعة ومصابيح السيارة مطفأة وصدمت ٤ شبان على نحو مباشر ومتعمد، اثنان أصابتهما طفيفة، والثالث انكسرت رجله، والرابع وهو الشهيد الذي صدمته سيارة الأمن".

كما ذكرت كل من "السفير" و"الاخبار" اللبنانيتين رواية وزارة الداخلية التي قالت إن سيارة الشرطة "انزلقت على زيت سكبه المتظاهرون عمدا على الأرض، مما سبب فقدان السائق للسيطرة على السيارة ودهس (الطفل علي بداح) الذي توفي في المكان نفسه".

أما صحيفتا "القبس" الكويتية و"الاتحاد" الاماراتية فقد اوردتا خبراً مقتضباً جاء فيه: أصيب عدة اشخاص في مواجهات مع قوات الامن خلال تشييع فتى في قرية بالقرب من المنامة، حسبما افادت جمعية الوفاق المعارضة في بيان جاء فيه ان «العشرات اصيبوا بجروح» خلال تدخل قوات الامن ضد المشاركين في تشييع الفتى البالغ 16 عاما والذي قضى جراء دهسه بسيارة للشرطة. واضاف البيان ان قوات الامن قامت بعمليات مداهمة لعدة قرى وتسببت باضرار".

بدورها صحيفة "الخليج" الاماراتية قالت :"لقي بحريني مصرعه، أمس، بعد اصطدام إحدى الدوريات الأمنية به بسبب سكب الزيت على شارع في العاصمة المنامة". وأوردت الصحيفة رواية الداخلية البحرينية وكذلك تصريحات مديرية الشرطة في محافظة الشمالية التي أعلنت "أن سيدة بحرينية، تعرضت لإصابة بليغة، بعدما استقر سيخ حديدي في مقدمة رأسها، إثر خروج نحو 50 شخصاً بمنطقة الديه، أول أمس، في مسيرة غير مخطر عنها، حيث قاموا بارتكاب أعمال شغب وتخريب، وإلقاء الأسياخ الحديدية".

إلى ذلك قالت صحيفة "الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية أن ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير، دعا الشعب البحريني للمشاركة في سلسلة تظاهرات هذا الاسبوع في انحاء مختلفة من البلاد ضمن سلسلة "جمعة الغضب الاسود".

وأوضحت الصحيفة أن اليوم الاثنين يوم التهيئة والاستعداد للزحف نحو مركز المعارض، والثلاثاء يوم حق تقرير المصير للزحف نحو مركز البحرين الدولي للمعارض، ويوم الاربعاء يوم الدعم الكامل ليوم الغضب الاسود. واختار الخميس يوم التظاهر المفتوح مع اعتصام نسائي مركزي في منزل الشيخ محمد حبيب المقداد. وينتهي البرنامج يوم الجمعة الذي أطلق عليه منظموه اسم "جمعة الغضب الاسود".

سلمان : المتشددون لا يقبلون بالاصلاح ولو من ال خليفة

وقالت "السفير" اللبنانية أن الأمين العام لـ"الوفاق" الشيخ علي سلمان أكد خلال افتتاح ورش عمل الجمعية للتقييم ومراجعة الأداء أن لدى "الوفاق" القدرة على تقديم برنامج عمل للحكومة أفضل مما يقدمه رئيس الحكومة الحالي، فما يقدم الآن مجرد أفكار يقدمها أصغر متابع للشأن السياسي".

وقال أن: "الجناح المتشدد الذي يعمل على تكريس الدكتاتورية لا يقبل بوجود أي طلب للإصلاح حتى لو كان من أعضاء أسرة آل خليفة!". وختم سلمان بالقول "ما أؤكده أن الوفاق تأخذ على نفسها وعداً بأن تكون وفية من أجل العمل لأجل مصلحته ومصلحة كافة أبنائه".

ونشرت "القبس" و"الاتحاد" مواقف للملك البحريني حمد بن عيسى أل خليفة خلال ترؤسه مجلس الوزراء وشدد فيها "على أهمية الحفاظ على روح الوحدة الوطنية ودعمها باعتبارها ثابتا من الثوابت الوطنية ومكسبا من المكتسبات الحضارية التي لا يمكن التفريط فيها". مضيفاً ان المحافظة على الوحدة الوطنية تتم من خلال "اذكاء روح المواطنة والابتعاد عن كل ما من شأنه المساس بوحدتنا الوطنية التي نعتز بها جميعا".

أما صحيفة "الخليج" الاماراتية فأضافت مواقف لرئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة تتعلق بالاستقرار العالمي"!

إيران تستدعى القائم بالأعمال البحريني للاحتجاج على اتهامات المنامة

وفي تداعيات الأزمة في البحرين نشرت صحيفة "اليوم السابع " المصرية خبراً نقلته عن التلفزيون الرسمي الايراني وقالت فيه إن "مدير عام منطقة الخليج الفارسي فى وزارة الخارجية حسين كاماليان رفض أي علاقة بين إيران وهذه المجموعة واحتج بشدة على هذه الاتهامات التي لا أساس لها".

وكانت النيابة العامة البحرينية أفادت فى 13 نوفمبر أن "الخلية الإرهابية" التى أعلنت المنامة اعتقال خمسة من أفرادها كانت تقوم بـ"التنسيق مع الحرس الثورى الإيرانى" لاستهداف منشآت حساسة فى البحرين.

وأعلن حسين كاماليان أن هذه الاتهامات "تخدم مصالح الأعداء ولا تساعد فى تسوية مشاكل البحرين وتعقد الوضع الإقليمى". واعتبر أيضا أن "الحل لتسوية المشاكل فى البحرين هو تلبية المطالب المشروعة للشعب المسلم" فى هذا البلد.

كما لفتت صحيفة "الاخبار" اللبنانية في خبر لها إلى موقف لحركة "النهضة" التونسية إزاء ما يجري من البحرين، تناقلته وسائل الإعلام البحرينية بقوة  ويشير الى أنّ المكتب السياسي لـ"النهضة" رأى أن "ما حدث في البحرين عبارة عن حركة طائفية وأعمال تخريب، لا تمت إلى الربيع العربي بصلة، بل هو تشويه للثورات العربية"، وذلك عقب لقائه وفد جمعية "مبادئ" لحقوق الإنسان، أثناء زيارتها لتونس، وفقاً لما أوردت وكالة أنباء البحرين "بنا"، كما رفض المكتب "التدخلات الإيرانية في شؤون البحرين والمساس بعروبتها كجزء لا يتجزأ من الأمة العربية".

وأخيراً نقلت "الخليج" الاماراتية خبراً قالت فيه أن مجلس إدارة منظمة العمل الدولية إرجاء النظر في قبول الشكوى التي تقدم بها عدد من ممثلي النقابات العمالية الأجنبية في مؤتمر العمل الدولي، في يونيو/تموز الماضي، والتي تزعم عدم التزام البحرين بأحكام اتفاقية العمل الدولية رقم (111) بشأن التمييز في الاستخدام والمهنة .

وقد توصل مجلس الإدارة إلى الموافقة على مقترح بمعالجة موضوع الشكوى على المستوى المحلي داخل المملكة.