نادر عبد الإمام: سعادة السفير "لأنّهم شيعة"
2015-03-04 - 7:44 م
نادر عبد الإمام*
"اطلبوا العلم ولو في الصين" حديث نبوي شريف، لا ندري مدى صحته ولكن هو كناية عن الترغيب في طلب العلم والحث عليه حتى وإن كان في الصين مع بعدها عن المركز الإسلامي ..
والصين اليوم يقصدها كل العالم لطلب العلم والتكنلوجيا والصناعات الحديثة .. فالتنين الصيني أصبح من أهم اقتصاديات العالم وصاحب الريادة بكل العلوم.
اليوم طالعتنا جريدة الوسط بتصريح للسفير الصيني في البحرين " أنه تفاجأ بخبر أن وزارة التربية و التعليم بالبحرين قررت عدم الاعتراف بشهادات الطب الجامعية في الصين !! ويضيف السفير: إن جامعاتنا على مستوى عالمي ومعترف بها دولياً "
يا سعادة السفير .. لا غبار على جامعاتكم ولا على النهضة العلمية والصناعية التي تتميز بها بلدكم ..
ودعني أوضح لجنابكم السبب الحقيقي لعدم اعتراف وزارة التربية والتعليم في البحرين بشهاداتكم، وكما يقول المثل " إذا عرف السبب بطل العجب ".
السبب ليس في الدراسة بل في الدارسين !! فهم من الطائفة المغضوب عليها في البلد والذي يقول عنها الإعلام الرسمي " الخونة " !
إنهم شيعة يا سعادة السفير نعم شيعة ولهذا شهاداتكم الطبية لا تتناسب مع المخطط الممنهج في إقصاء وتهميش أبناء هذه الطائفة من القطاع الطبي في البحرين.
كان قبل جامعاتكم يا سعادة السفير جامعة بونا بالهند وجامعات أوكرانيا، ولو ذهب الطلاّب الشيعة لكوكب المريخ ليدرسوا الطب أيضاً لن تعترف وزارة التربية والتعليم بشهادات المريخ !!!
فالخطة متكاملة الأركان لتجفيف الحقل الطبي من أبناء الطائفة الشيعية، تبدأ بعدم منح المتفوقين والذي تتصدّر أسماؤهم لوحة الشرف البعثات الأولى في دراسة الطب، وثانياً مراقبة وملاحقة الأيادي البيضاء التي تريد أن تتكفل بمبالغ الدراسة لمن حرم في حقّه في البعثة، ثالثاً من يخرج منهم للدراسة في الخارج بعد إغلاق الأبواب الداخلية عليه يتم إصدار قرار بعدم الاعتراف بالشهادات الطبية.
هل اتضحت الصورة لكم يا سعادة السفير؟ فلا تتعب نفسك بالتحقيق والمراسلات الدبلوماسية، فالمشكلة في الدارسين لا في الدراسة! وجامعتكم من أرقى الجامعات في العالم ولكن نحن نعيش في لوثة الطائفية وسياسية الإقصاء والتمييز الممنهج للطائفة الشيعية.
* رئيس الجمعية البحرينية لمناهضة التمييز " إنصاف "