مرآة البحرين (خاص): أحيا المغني الأميركي جون ليجند، الحائز على جائزة الأوسكار لهذا العام 2015، حفلاً غنائيا في البحرين يوم أمس الإثنين 2 مارس/آذار 2015، على الرغم من الدعوات والضغوط التي وجهت له لإلغاء الحفل بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.

واستغل ليجند المناسبة لتوجيه كلمة لحضوره الذي امتلأت به مقاعد مسرح قلعة عراد، ضمّنها معان سياسية، بعد الانتقادات الحادّة التي وجهت إليه في الصحافة، وخاصة الأميركية والبريطانية. وتطرّق ليجند بشكل مباشر للأوضاع في البحرين، وأعلن من فوق المسرح وقوفه إلى جانب المطالبين بالعدالة والحرية والمساءلة وحرية التجمهر في البحرين.

وكان الحفل قد نظّم ضمن مهرجان ربيع الثقافة، الذي تقيمه الحكومة البحرينية سنويا في مثل هذا الوقت.

وعلى وقع أنغام البيانو الذي كان يعزف عليه، بدأ ليجند كلمته بشكر "البحرين" على الدعوة التي وُجهت إليه "لقد أشعرتموني بأنني موضع ترحيب هنا. أنا أحب أن نكون هنا الليلة لنحتفل بربيع الثقافة، لنحتفل بالفن وبقوّة الفن التي تجمعنا سوية لنرى الإنسانية داخل بعضنا البعض".

وأضاف ليجند في الحفل الذي أقيم في الهواء الطلق تحت حراسة أمنية مشددة من قبل مركبات شرطة مكافحة الشغب "عندما تحدثت في حفل الأوسكار الأسبوع الماضي، اقتبست من فنانتي المفضلة، الموسيقارة الأمريكية نينا سيمون، قولها: إنه من واجب الفنان أن يعكس العصر الذي يعيش فيه. لذلك أشعر أنه من واجبي التعبير عن القضايا التي تهمني بحريّة وحماسة. إنني أسير على خطى الكثير من الفنانين الكبار ممن سبقوني والذين قاموا بالأمر ذاته".

وأردف "عندما تنظرون إليّ فإنكم ترون النجم العالمي جون ليجند، لكنني أيضا من سلالة العبيد، والداي وجداي ولدا في مدينة، كانت فيها كثير من المدارس معزولة عنصرياً بشكل قانوني، مدينة يحرم فيها الكثيرون مِن مَن هم مثلي من حقهم في التصويت، ولا يتوقعون أن تكون لديهم فرصة من أجل الحياة والحرية والسعي خلف السعادة التي من المفترض أن تكون شعار أمريكا ووعدها لمواطنيها".

واستدرك ليجند "لكننا ناضلنا من أجل التغيير. كتبت هذه الأغنية "المجد" لفيلم بعنوان "سلمى". هذا الفيلم يصوّر النضال الملحمي من أجل الحقوق المدنية، والعدالة والمساواة التي كان يقودها الدكتور مارتن لوثر كينج قبل 50 عاماً. لم نحقق كل الأهداف التي ناضل من أجلها الدكتور مارتن لوثر، لازال أمامنا طريق طويل. لكن لا زال لدينا الأمل ولا زلنا مستمرين في السير قدماً. نحن نعتقد أن التغيير ممكن لأننا رأينا ما حصل سابقاً حين قال الدكتور مارتن لوثر كنج إن "قوس العالم الأخلاقي طويل، لكنه ينحني أمام العدالة".

وواصل المغني الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار خطابه بالقول "إن المجتمع العادل ليس المجتمع المبني على الخوف أو القمع أو الانتقام أو الإقصاء، لكنه المبني على الحب. الحب لعائلاتنا وجيراننا، الحب الذي بيننا. الحب لأولئك الذين ينظرون للأمور بطريقة مختلفة عنا، الحب لأولئك الذين يمارسون عبادتهم بطريقة مختلفة عنا، الحب لأولئك الذين لا نعرفهم حتى".

وأكد ليجند "نحن مستمرون في النضال في أمريكا من أجل المضي قدماً نحو العدالة الاجتماعية، نحن نصلي لذات الأمر من أجل شعب البحرين. لأولئك الذين يقفون من أجل العدالة، والمساءلة، وحرية التعبير، وحرية التجمع السلمي، وحرية التنظيم، دون خوفٍ من العقاب، اعلموا أنني أقف معكم".

وختم جون ليجند كلامه بالقول إن "النضال قد لا يكون سهلاً. البعض قدّم بالفعل أعلى التضحيات لجعل هذه الرؤية حقيقية وواقعية، لكنني أعتقد أن المستقبل أكثر إشراقاً، ويوماً ما عندما يأتي المجد، سيكون لنا..".

النسخة الانجليزية