مرآة البحرين: كشف قسم الحريات الدينية بمرصد البحرين لحقوق الإنسان عن تلقيه عدد من البلاغات تفيد بتحرير مخالفات مرورية بشكل عشوائي للمصلين في مسجد الشيخ عزيز في السهلة مساء (السبت 21 فبراير/ شباط 2015)، حيث أكد عدد من المصلين أنهم التزموا بركن مركباتهم في المواقف المحددة للوقوف في الساحة المقابلة لمسجد الشيخ عزيز إلا أنهم تفاجؤوا بتحرير مخالفات مرورية ضدهم، وأكد آخرون أنهم ركنوا مركباتهم في المواقف المعتادة منذ عقود وهي المواقف المحاذية للمسجد بينما إشتكى بعض آخر من تحرير مخالفات مرورية ضدهم لمجرد مرورهم بمسجد الشيخ عزيز.

واعتبر المرصد البلاغات التي تلاقاها متضمنة لمعطيات ومعلومات تبعث على الخشية من استغلال القانون الجديد للمخالفات المرورية في غير موضعه ليتم توظيفه بصورة مباشرة للتضييق على أبناء مكون وطني وديني عريض أثناء ترددهم على المساجد المسجلة في الأوقاف الجعفرية وقيامهم بشعائرهم الدينية وممارستهم لحقوقهم الدينية المكفولة في الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها مملكة البحرين بما في ذلك العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وأضاف المرصد: كما تعد هذه الحقوق مصانة بموجب نص الدستور البحريني في المادة (22) الذي أكد أنه من مسئوليات الدولة وواجباتها أمام المواطنين كفالة حرمة دور العبادة، وضمان حرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقًا للعادات المرعية في البلد وبذلك قد كفل المشرع للأفراد والمجموعات ممارسة شعائر الأديان وخروج المواكب وعقد الاجتماعات الدينية وفقًا للعادات السائدة في البلد وبذلك أوجبت الدولة على نفسها كفالة ورعاية هذه الحقوق.

وقال إمام صلاة الجماعة في مسجد الشيخ عزيز الشيخ علي رحمة "ما حدث لي بعد أداء صلاتَي المغرب والعشاء في مسجد الشيخ عزيز بمنطقة السهلة يكشف عن سوء استخدام القانون كوسيلة لمعاقبة المواطنين، حيث تفاجأ المصلون بمحاصرة شارع السهلة، وتحديدًا بعد الرصيف المثلث مباشرة بعدد من دوريات الأمن وقوات مكافحة الشغب يرافقهم ثلاثة من شرطة المرور، وقد صدر أمر من الضابط المناوب بتسجيل مخالفات مواقف على مركبات المصلين، وفعلاً قام شرطة المرور بتحرير مخالفات بالعشرات ضد المركبات التي تقف في الموافف المخصصة للمرتادين على المسجد".

وأضاف "زيادة على ذلك كان يطلب الضابط من بعض السيارات المارة في الشارع التي يحتمل أنّها تحركت من الموقف قبل أن يسجّل عليها مخالفة أن تتوقف جانبًا، ليأتي شرطي المرور برفقة قوات مكافحة الشغب لتحرير مخالفة تفيد الوقوف على الرصيف أو في المسار، رغم أنهم غير متلبسين بالمخالفة، أو أنّ ركنهم للمركبة كان صحيحًا كما حصل لي فعلاً، حيث أنني تحركت من الموقف المخصّص لإمام الجماعة (بصورة قانونية وغير مخالفة) /وهو ليس على الرصيف وليس في المسار/ غير أنّ شرطي المرور أصرّ على تسجيل المخالفة، والأدهى من ذلك أنّهم حرروا مخالفة الوقوف في مواقف غير مخصصة لسيارات لم تقف أصلا بل صادف مرورها على الشارع الذي يقع فيه مسجد الشيخ عزيز في نفس الوقت".
ويضيف الشيخ علي متسائلاً "ما علاقة قوات الأمن ومكافحة الشغب بالمخالفات المرورية، وهل يُقبل قانونيًا ومهنيًا أن يحرر شرطيّ المرور مخالفة لم يطلع عليها بل يسأل المواطن عن مخالفته كي يقرّ له بها، فإذا أنكر حررها عليه رغماً عنه؟!".

وقال الشيخ علي رحمة "إنّ وضع البلد لا يتحمل المزيد من الاحتقانات الطائفية، ولا استغلال النفوذ والقانون للإضرار بالمواطنين بغير وجه حق. إننا ندعو إلى الكفّ عن الاستهداف الممنهج للمواطنين من أيّ طائفة كانو، وتجنّب استغلال قوة القانون لغايات دنيئة هابطة، كما نطالب بإيقاف ذوي الأحقاد والضغائن من الشرطة وقوى الأمن عند حدّهم، ومحاسبة المخالفين منهم قبل غيرهم".

وختامًا طالب أهالي السهلة بضرورة إلغاء كافة المخالفات المحررة للمركبات التي تم استهدافها بلا مبرر قانوني رغم التزامها بالقانون والوقوف في المواقف المخصصة. كما طالبوا بمحاسبة الجهات الرسمية التي تستغل القانون لمعاقبة المواطنين على أثر خلفيتهم الإجتماعية والدينية