عقاب جماعي ضد أطفال مبنى 6 في سجن جو بعد الاعتداء عليهم... وإضراب الرموز الـ 13 مستمر لأجلهم
2015-02-23 - 8:28 م
مرآة البحرين (خاص): قالت معلومات إن السلطات الأمنية في البحرين لا تزال تمارس انتهاكات خطيرة وصفت بأنها أعمال انتقام ضد أطفال تحتجزهم في مبنى لسجن الراشدين.
ويغص مبنى 6 في سجن جو المركزي بأولئك الصبية الذين لا تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة ربيعا، وكانت مشادات وفوضى قد وقعت في المبنى قبل عدة أيام، لتتخذ إدارة السجن قرارا بمعاقبة الأحداث في مبنى 6 بمنع الزيارات والاتصالات لمدة شهر.
ووصلت معلومات تقول بأن الطعام في السجن لا يقدّم للأطفال في مواعيده، وإنّهم يُعطَوا منه كميات صغيرة جدا، كما أنّهم حرموا من الاستحمام بالمياه الساخنة في هذا الجو البارد، فضلا عن الاكتظاظ الذي يعاني منه المبنى والإهمال الصحي وقلة النظافة بالإضافة إلى منعهم من التواصل مع أهاليهم ومحاميهم.
وكانت رسالة من الرموز الـ 13 قد أكدت في 18 فبراير/شباط 2015 أن "أوضاعا خطيرة يتعرض لها القاصرون في سجن جو مبنى 6 ومبنى 3 بعد احتجاجهم على سوء المعاملة"، وأنهم عوقبوا بإغلاق الأبواب عليهم ثم اقتحمت زنازنهم القوات الخاصة والكلاب البوليسية، وتعرض بعضهم إلى العض في بطن الساق، والرش برذاذ الفلفل، والضرب بالهروات، ودخل الرموز إضرابا عن الطعام منذ ذلك الوقت، احتجاجا على هذه الاعتداءات.
وتعاني أمهات وعوائل الأطفال المعتقلين من أوضاع نفسية سيئة، خصوصا بعد انقطاع الأخبار من السجن. وقالت مراقبة إن "أولئك الذين بدلا من أن يكونوا في أحضان أمهاتهم.. هم في فوهة بنادق العسكر يفرض عليهم العقاب جميعا".
أم سيد أحمد التي ذهبت لزيارة ابنها بتاريخ 19 فبراير/شباط الماضي، أبلغت أن ابنها الذي لا يتجاوز الـ17 ربيعا ممنوع من الزيارة والاتصال كما هم جميع المعتقلين معه في نفس المبنى.
تقول أم سيد أحمد إنها عادت والحسرة تملأ قلبها الذي كان ملهوفا على رؤية ابنها الصغير "لا أسافر لأنني أحس أنني أسافر عنه.. لا فرحة تكتمل وهو بعيد عني.. واليوم أمنع من رؤيته.. لا أعلم ما الذي يمكنني فعله"، تضيف وهي تحارب الدموع.
وكان ابنها قد تلقى عضة من أحد كلاب الحراسة التي أدخلها العسكر لداخل المبنى منذ عدة أيام، وقالت أم سيد أحمد إنها لا تعلم ما هي حالته ولا إن كان قد تلقى العلاج، فحتى هذا الخبر تلقته من بعيد عبر شهود وناقلي أخبار.
كذلك والدة حسام سرور البالغ من العمر 17 عاما، تشكي "كان صوته هو نافذتي للدنيا.. بعد أن أخذوه من أحضاني ومن صفوف دراسته، واليوم يمنعونه من الاتصال.. وهو بعيد عني وفي يدي من لا رحمة لهم".
وطالبت عوائل الأطفال المعتقلين المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي التدخل بشكل عاجل لإنقاذ أبنائهم.
وكان الرموز قد أكدوا في رسالتهم أنهم سمعوا أصوات الصراخ والضرب على الجدران والاستغاثات وأصوات الكلاب وأصوات القوات الخاصة والطائرة المروحية أثناء الهجوم، باعتبار أنهم في مبنى مجاور، وقالوا إن السجناء القاصرين منعوا من الأكل والاتصال، والزيارات، ولم يتم معالجة المصابين منهم ولم يتم توفير العلاج الضروري للمرضى.
وحاول الرموز التواصل مع إدارة السجن حول ذلك، ومع عدم استجابتها دخل الرموز الثلاثة عشر إضرابا عن الطعام منذ الأربعاء ١٨ فبراير/ شباط، وقال نبيل رجب في تغريدة اليوم إنه على الرغم من مرور أيام على إضراب الرموز عن الطعام واستمرار العقوبات الجماعية على القاصرين بالسجن فإن النيابة لم تبادر بالاستفسار من السجناء.
ووردت أنباء نقلها رجب في 20 فبراير/شباط عن تدهور صحة الشيخ ميرزا المحروس والحقوقي عبدالهادي الخواجة والدكتور عبدالجليل السنكيس، ورفضهم وضع المغذي الوريدي والتغذية الصناعية، كما أن الأستاذ عبد الوهاب حسين أصيب بارتفاع شديد في ضغط الدم.
ولوحظ في الشهور الأخيرة ازدياد الفوضى في سجن جو وازدياد حالات الإضراب خصوصا بعد تغير رئاسة السجن إثر افتضاح بعض حالات التعذيب، ومع زيادة الاكتظاظ وسوء الإدارة وتردي الخدمات وانتقاص حقوق السجناء الأساسية ما أدى إلى احتجاجات جماعية.