ليس الشيخ علي سلمان وحده... أشياء ينبغي أن تعرفها عن استهداف عائلته
2015-02-21 - 5:18 ص
مرآة البحرين (خاص): بالنسبة إلى دولة ديكتاتورية تعيش في الظلام فإن ملاحقة أو الزج في السجون بزعماء للمعارضة ليس هو الخبر تماماً. القصة الأخرى التي ينبغي أن تهمك والتي لا تقل تأثيراً هي الأخطار المنتظر أن تطال أسرهم القريبة.
خلال شهر يناير/ كانون الثاني الماضي أسقطت السلطات البحرينية بقرار صادر من الملك الجنسية عن 72 مواطناً بينهم نحو 50 معارضاً، غير أن السؤال الذي أخذ يلح عقب هذا الإجراء ما إذا كانت أضرار ذلك يمكن أن تشمل عوائلهم أو ممتلكاتهم، وبأي حجم.
وفي أواخر العام الماضي 2014 اعتقلت السلطات الأمنية الشيخ علي سلمان، أمين عام جمعية "الوفاق"، أكبر الجمعيات البحرينية المعارضة. لكن الخبر الذي لا يقل أهمية عن اعتقال زعيم كبير للمعارضة، هو أن منزله الواقع في البلاد القديم جنوبي العاصمة المنامة والذي تقطنه عائلته المؤلفة من زوجته وابنته ذات الأربعة أعوام قد تعرض للهتك والعبث بمحتوياته نحو ست مرّات على الأقل خلال الشهرين اللذين تليا اعتقاله. وكانت آخر المرات في مطلع هذا الأسبوع فقط 16 فبراير/ شباط 2015 حين عملت قوة أمنية على تسلق منزله من دون إبراز أي إذن قضائي تحت ذريعة إزالة يافطة كبيرة عليها صورته.
لقد أصبح معتاداً رؤية الصور التي تظهر عناصر ملثمة تابعة إلى الأمن البحريني وهي تقوم بتسلق منزله راجلة أو بالأدراج تحت ذريعة إزالة كاميرات مراقبة منزلية أو ملصقات أو يافطات تحوي صوره. وفي أحيان كانت هذه العملية تتكرر مرتين على أكثر من فترة في خلال اليوم الواحد (انظر الجدول أدناه).
وفي 1 أغسطس/ آب 2013 إثر نشر فيديو التقط بواسطة كاميرا مراقبة يظهر خمسة مدنيين ملثمين وهم يتسلقون خلسة في خلال فترة الصباح الباكر منزل سلمان، اضطرّت وزارة الداخلية إلى الاعتراف بأن هؤلاء هم منتسبو الوزارة الذين شرعوا بإزالة كاميرا منزلية خاصة تستخدم للمراقبة. رغم أنها شجعت في نفس البيان الذي قامت بتعميمه على وسائل الإعلام على "استخدام كاميرات المراقبة في المنازل والمنشآت الخاصة".
لكن الأقسى من هتك حرمة منزل زعيم له تأثير كبير هو رجل دين في الأساس قبل أن يحصر نشاطه الفعلي في مزاولة العمل السياسي، هي رسائل الانتقام التي توجه له من خلال استهداف عائلته.
ففي 31 ديسمبر/ كانون الثاني 2013 كشف سلمان في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لأول مرة بأن سيارات كبيرة الحجم تابعة إلى الداخلية عمدت على تعقب زوجته منذ العام 2011. لكنها - في هذه المرّة - "كادت عبر السرعة ومضايقة سيارة حرمي أن تودي بحادثين خطرين لها".
إذا كان اعتقال المعارضين شائعاً في الدول الديكتاتورية فإن استهداف عوائلهم - لمجرد كونهم عوائل لمعارضين سياسيين - لا تشبهه إلا القصص التي تروى عن نظام صدام حسين السابق في العراق وحالياً في إسرائيل. يبدو أن سلمان هو أحد الأهداف المفضلة لدى السلطات الأمنية لتجريب بعض أساليب الانتقام "الصدامية". إلا أنه ليس سوى مثال واحد بين عشرات الأمثلة لما يلقاه المعارضون.
ففي 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 أمطرت قوة أمنية منزله بعشرات الطلقات من الرصاص المطاطي وعبوات الغاز المسيلة للدموع ما أدى إلى تحطيم نافذة ابنته الصغيرة وتهشيم زجاج سيارته. وقال " "تم كسر زجاج نافذة غرفة طفلتي نبأ 4 سنوات في منزلي جراء الإطلاقات من رجال الأمن البحريني".
وفي 9 فبراير/ شباط 2012 صرّح بأنه تعرّض وزوجته وابنته إلى الاختناق أثناء إلقاء قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على منزله أثناء وجودهم داخله.
وأوضح بأن "المئات من قنابل الغازات الخانقة أطلقت في محيط المنزل وأن العديد منها قد أصابت المنزل مباشرة"، مشيراً إلى أن إحداها "اخترقت زجاج إحدى الغرف ما أدى إلى انتشار الغاز في أرجاء المنزل حيث استنشقناه جميعاً".
وسط ذلك، فقد زج في السجن منذ العام 2011 باثنين من إخوته فيما قدم آخر إلى المحاكمة بتهمة "إهانة الملك". في الوقت الذي ما يزال أحد إخوته يعاني من المضاعفات الصحية من جراء التعذيب الشديد الذي لقيه في خلال عقد التسعينات.
في تعليقه على ذلك، يقول سلمان "أنا من أمارس العمل النضالي والسياسي بشكل علني ومكشوف ولا علاقة لعائلتي بذلك". إلا أن سلطات البحرين لها رأي آخر: إن الوازرة تزر وزر الأخرى!
تسلسل الاعتداءات على منزل الشيخ علي سلمان
قوات أمن مدججة بالسلاح تعتدي على منزل الشيخ علي سلمان في منطقة البلاد القديم جنوبي المنامة لإزالة يافطة كبيرة عليها صورته. |
16 فبراير 2015 |
قوة أمنية تحيط بمنزله للمرة الثالثة في غضون 24 ساعة وتقوم بتسلقه لانتزاع يافطة معلقة على المنزل تدعو للإفراج عنه. |
10 فبراير 2015 |
قوة أمنية تقوم بنزع صور له وضعت على منزله بالتزامن مع احتجاجات واسعة استنكارا لاعتقاله ومحاكمته. وقد تكررت العملية مرتين في صباح وظهر اليوم نفسه. |
9 فبراير 2015 |
وزارة الداخلية البحرينية تعترف بأن عناصرها قاموا بالتسلل إلى منزل الشيخ علي سلمان. وصرح مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية بأنه "أثناء مرور إحدى الدوريات لتفقد الحالة الأمنية في منطقة البلاد القديم رصدت وجود كاميرات مراقبة مثبته على جدار أحد المنازل، حيث قامت بإزالة هذه الكاميرات والتحفظ عليها لكونها من المرجح إنها تهدف إلى مراقبة ورصد تحركات الدوريات الأمنية المستهدفة من الأعمال الإرهابية الأمر الذي يتسبب في إعاقة سير العمل ويخل بالوضع الأمني". وقال إن "استخدام كاميرات المراقبة في المنازل والمنشآت الخاصة هو أمر نشجع عليه على أن ينحصر دورها في تأمين هذه الأماكن ولا يتعدى حدودها إلى مراقبة الطرق العامة وانتهاك الحريات الخاصة للآخرين". |
1 أغسطس 2013 |
|
30 يوليو 2013 |
|
10 يونيو 2012 |
قوات الأمن تقوم بإلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع على منزله فيما كان متواجدا فيه وزوجته وابنته الصغيرة. وقد أدى ذلك إلى كسر إحدى نوافذ المنزل وسقوط قذيفة الغاز داخله ما عرضهم جميعاً إلى الاختناق. وصرح سلمان "في غضون الساعة والنصف الفائتة تم إطلاق المئات من قنابل الغازات الخانقة في محيط المنزل ولازال الطلق مستمرا بكثافة". وأضاف "العديد من طلقات الغازات أصابت المنزل مباشرة واخترقت إحداها زجاج غرفة الدرج مما أدى إلى انتشار رائحة الغاز الخانقة في أرجاء المنزل". وتابع "استنشق جميع من في البيت الغازات الخانقة لكنهم بخير". |
9 فبراير 2012 |
أفاد الشيخ علي سلمان بأن أفرادا من وزارة الداخلية يعمدون على تعقب زوجته ومضايقتها في أثناء سيرها منذ العام 2011. وأوضح على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" بأنه "منذ مارس 2011 تقوم سيارات كبيرة الحجم نوافذها سوداء بين حين وآخر بتعقب حرمي المصون". وأضاف "كادت تصرفات أشباه الرجال عبر السرعة ومضايقة سيارة حرمي أن تودي بحادثين خطرين لو لا لطف الله، وكان آخر هذه الحوادث ليلة أمس قرب مجمع البحرين التجاري جيان". |
30 ديسمبر 2013 |
قوات الأمن تحاصر منزله مرة أخرى بأعداد كبيرة. وقد طلب الضابط المسئول منه النزول وتسليمه الشريط الرقمي لكاميرات المراقبة المثبتة على منزله. لكن سلمان رفض ذلك كما رفض الخروج من المنزل ما أدى إلى مغادرتها. |
10 نوفمبر 2011 |
قوات الأمن تطلق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع على منزله ما أدى إلى تهشيم إحدى نوافذ المنزل التي كانت تتواجد فيها ابنته الصغيرة. كما قامت بتحطيم نافذة سيارته أيضاً. وقد صرح سلمان بأنه "تم كسر زجاج نافذة غرفة طفلتي نبأ 4 سنوات في منزلي جراء الإطلاقات من رجال الأمن البحريني". كما أشار أيضاً إلى "كسر الزجاج الخلفي لسيارتي المتوقفة أمام المنزل مباشرة بقذيفة مسيل دموع". |
10 نوفمبر 2011 |
|
8 يوليو 2011 |