» تقارير
خريف "جتوب" في ربيع الشعوب: احتمالات الانشقاق في "المنبر التقدمي" تطرح خيار الهجرة إلى "وعد"!
2011-11-07 - 1:38 م
مرآة البحرين (خاص): "لم يعد هذا الأمر سرا" بذلك يبدأ أحد السياسيين المعتقين في جبهة التحرير الوطني البحرانية (جتوب) وجمعية المنبر التقدمي الديمقراطي حالياً، معلقاً على ما يدور في كواليس "المنبر" من خلاف وصل إلى حد التناقض بين الوقوف مع الدولة أو الوقوف مع الثورة! وهو خلاف يقول عنه "بات واضحا أن باعثه طائفي إلى حد كبير وإن كان ليس مطلقا ووحيدا".
ويقول "إن أقدم تنظيم سياسي في البحرين بل في منطقة الخليج العربي (تأسس في 15 فبراير/ شباط 1955) غدا مصاباً بالترهل والشيخوخة وعدم قدرة قيادته الرخوة على الحسم في وقت ومكان لم تعد فيه فرصة للمراوحة والتردد خاصة مع تزايد وتيرة عنف الدولة إلى مستوى البطش الشديد بمعارضيها من جهة، وانتقال الثورة من جهة أخرى تحت ضغط قمع الدولة وضغط الراديكاليين إلى حراك نوعي قد يفقد حتى الجمعيات المعارضة الخمس دورها ناهيك عمن يقف على يمين هذه الجمعيات كالمنبر التقدمي".
ولم يستبعد الكادر، وهو متابع جيد لتاريخ اليسار العربي والبحريني " أن يطرح اليوم في المنبر التقدمي بوضوح موضوع الرحيل إلى أقرب تنظيم يتناغم عقائديا وسياسيا مع المنبر التقدمي وهو (وعد) وريث الجبهة الشعبية لتحرير البحرين" موضحاً "إن وعد وبرغم صعوبة الوضع الذي تشتغل فيه لا تزال محافظة، بموقفها الرسمي وبموقف كوادرها، على نفــَس يليق بتنظيم معارض قدم كوكبة من المضحين عبر تاريخه في الصراع مع النظام". ويرى أنه "من المفارق أن يحدث ذلك الآن لأن سيرة التنظيمين كانت غالبا توحي بالعكس بدءا من تحول القوميين العرب إلى اليسار الماركسي في أعقاب هزيمة 1967 والتي دشنت بقوة بروز الماركسيين كقوة طالعة في المشهد السياسي العربي في غير قطر عربي على حساب الحركة القومية".
لكن، يضيف المحدث "إن هذا الانتقال إن حدث اليوم فليس خطيئة، ذلك أن الثورات والانعطافات في تاريخ الشعوب لا بد أن تفرز تحولات وهجرات بين التيارات والثقافات والبشر والأفكار". وقال "لا تستطيع مكافحة الفرز فهذه حتمية تاريخية فبالأمس جاءنا القوميون واليوم نذهب إليهم" على حد تعبيره. وأضاف في السياق نفسه "إن هذا يحدث عمليا الآن فمواقف كوادر المنبر المناصرين بوضوح للثورة لها ملامح وعدية كما أنهم دائمو الحضور والمشاركة في فعاليات الجمعيات الخمس التي تقاطعها جمعيتا المنبر التقدمي والتجمع القومي بحيث أصبح التحالف السباعي خماسيا الآن".
وتابع دراً على سؤال ل"مرآة البحرين" عما إذا كان هناك بديل لهذا الانشقاق المحتمل "هناك من يطرح فكرة تكتل الربيع أو تكتل فبراير/ شباط داخل المنبر نفسه، أسوة بما يحدث في عدة أحزاب وحركات عالمية من الإبقاء على مسمى الحزب مع إضافة ثيمة جديدة للاسم الأصلي".
وقال "إن المشكلة لو كانت فقط في مواقف المنبر الرسمية لهانت ففي النهاية سيقدر الناس لحزب عريق كالمنبر حرصه على عدم التصادم غير المحسوب مع الدولة، خاصة في وضع قد تخشى فيه التنظيمات غير الإسلامية أنها حين تقمع ستُنسى في ظل نخبوية ونوعية جماهيرها التي تختلف كليا عن جماهير الأحزاب الإسلامية كبيرة العدد التي ربما تكون بحجمها ونوعها مستعدة للمضي إلى النهاية لو تم حل أو غلق أحزابها".
لكن المشكلة، بحسب التحريري العتيد "في وجود عدد من الكوادر التاريخيين للمنبر، مثقفين على وجه الخصوص، أصبحوا بمواقفهم الأقرب للنذالة وطلب السلامة الشخصية - الأوصاف توردها "مرآة البحرين" حرفياً كما جاءت على لسان محدثها - يخجلون من التنظيم ويشوهون صورته أمام الجماهير كونهم محسوبين عليه تاريخيا بغض النظر عن آليات العضوية مثل دفع الرسوم والمشاركة في الاجتماعات الدستورية وغيرها".
وقال "لسنا دينيين بالتأكيد بل علمانيين حتى الموت، وبغض النظر عن انتمائنا المذهبي، كنا ولا نزال وسنبقى ضد الدولة الدينية وضد أسلمة العمل السياسي". يستدرك "لكن هذا لا يعني أن أبرر أو أسكت عن قتل الناس وفصلهم من أعمالهم واستهدافهم طائفيا وتعذيبهم وانتهاك حقوقهم بتبريرات تافهة، من قبيل أنه لا بد من هزيمة مشروع ولاية الفقيه كما يطرح عبد الله خليفة وفوزية رشيد ويوسف الحمدان وغيرهم من كوادر هي للأسف تنتمي لهذا التيار التقدمي الشريف الذي صنع تاريخه بالدم والتضحيات".
ورأى "في تنظيم يحترم نفسه كان يجب فصل هؤلاء أو مساءلتهم أمام اللجنة المركزية أو المكتب السياسي بما في ذلك رؤساء بعض النقابات المحسوبين على المنبر التقدمي والذين يبررون فصل مئات العاملين في الشركات الكبرى كألبا والبنوك" مستدركاً "بدلا من الدفاع عنهم (العمال) يختارون الدفاع عن عمليات التسريح وتوفير المبررات لأصحاب العمل في موقف انتهازي لا يليق بنقابي يحمل صفة الدفاع عن العمال فكيف إذا كان نقابيا يساريا" في إشارة إلى رئيس نقابة "ألبا" علي البنعلي.
ويقول محدثنا "إن هؤلاء إن كانوا أعضاء وجب محاسبتهم وإن كانوا مناصرين أو منتمين تاريخيا ببساطة لتيار المنبر فليوضح المنبر موقفه منهم، ففي النهاية الناس - ونحن أيضا من داخل المنبر - نحسبهم على التنظيم وهذا من طبائع الأمور وإلا فلا مناص من التحول وإن طال الوقت" على حد تعبيره.