في مؤتمر صحافي بمبنى الكونغرس: منظمة دولية تقدّم للإدارة الأمريكية مخططا جديدا للتعامل مع قضية البحرين
2015-02-14 - 6:13 م
مرآة البحرين (خاص): حثت منظمة هيومن رايتس فيرست اليوم الإدارة الأمريكية على اتخاذ سلسلة من الخطوات التي يمكن أن تساعد على تحقيق الاستقرار والإصلاح لدى حليفها العسكري، البحرين. ووردت التوصيات بالتفصيل في "مخطط" حديث، أصدرته المنظمة من 18 صفحة تحت عنوان "كيف يمكن تحقيق الاستقرار في البحرين".
المخطط الذي صدر الأربعاء 11 فبراير/شباط 2015، في مؤتمر صحافي بمبنى الكونغرس الأمريكي استضافه عضو الكونغرس جيم ماكغفرن، رسم الخطوط العريضة لاستراتيجية جديدة لانخراط الولايات المتحدة في البحرين، تركز على دعم المجتمع المدني البحريني وإنهاء الفساد في النّظام وإصلاح الأجهزة الأمنية البحرينية لتخفيف التّوترات الطائفية. وتتضمن التّوصيات الرئيسية لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية ما يلي:
-
إجراء استعراض شامل مشترك للعلاقات الثنائية مع البحرين، بالتّوافق مع منظمات المجتمع المدني البحريني، لدراسة الإطار الكامل لتعهدات والتزامات الولايات المتحدة مع المملكة.
-
على وزارة الخارجية تنفيذ الأمر الرّئاسي 7750، الذي يسمح للولايات المتحدة برفض إعطاء تأشيرات دخول مسؤولين يُعتقد أنهم متورطون بالفساد، وعائلاتهم.
-
على وزارة الدّفاع الإصرار على دمج الشّيعة في قوات الأمن السنية حصريًا، من خلال رفضها تدريب الجماعات المؤلفة من ضباط سنة فقط.
-
على البيت الأبيض ووزارة الدّفاع الامتناع عن بيع ونقل المزيد من الأسلحة إلى الشّرطة والوحدات العسكرية، ما لم يحدث تطور في وضع حقوق الإنسان.
-
على المسؤولين الرّفيعين في السّفارة الأمريكية حضور محاكمات المعارضين السّياسيين والنّاشطين في مجال حقوق الإنسان، والتّصريح علنًا عما إذا كانت الإجراءات تتوافق مع المعايير الدّولية أم لا.
وقال براين دولي، المدير في منظمة هيومن رايتس فيرست، وهو كاتب المخطط، إن "رفض البحرين معالجة الإصلاح السياسي والفساد والطّائفية بشكل فعلي، بالإضافة إلى علاقاتها النامية مع منافسي الولايات المتحدة، يزيدان يجعلان منها رهانا ضعيفا بشكل متزايد، ويجب أن يدفع هذا الحكومة الأمريكية إلى مراجعة علاقتها مع المملكة البحرينية".
وأضاف أن "نهجًا ثابتًا ومتماسكًا ومشتركًا بين الهيئات، تجاه البحرين، لتعزيز مبادرات محاربة الفساد الرّسمي وإصلاح الأجهزة الأمنية وإنهاء قمع المعارضة السّياسية والمجتمع المدني، سوف يخدم على نحو أفضل المصالح القومية للولايات المتحدة الأمريكية".
وقالت المنظمة في بيان صحفي إنّه "بعد أربع سنوات من الانتفاضات الجماهيرية المطالبة بالإصلاح الديمقراطي في البحرين، التي بدأت في 14 فبراير/شباط، هناك القليل من التغيير الجوهري أو الإصلاح في البلاد."
وأضافت "تواصل الأسرة الحاكمة غير المنتخبة السيطرة على الحكومة، وما يزال القادة السياسيون الرئيسيون السلميون والنّاشطون في مجال حقوق الإنسان في السجن على خلفية تهم ذات دوافع سياسية ومن دون محاكمات عادلة، وتتم ملاحقة وترهيب أعضاء من المجتمع المدني في عدد من الجبهات".
ولفتت هيومان رايتس فيرست إن حوارا سياسيا وطنيا ذائع الصيت بدأ في منتصف العام 2011، لكنه لم يؤدِ إلى نتائج حقيقية، وأنّه تمّت مقاطعة الانتخابات النيابية في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2014 من قبل جماعات المعارضة الرّئيسية، التي قالت إنّها غير عادلة.
"في ديسمبر/كانون الأول 2014، اعتُقِل الشيخ علي سلمان، زعيم الجماعة المعارضة الرّئيسية، على خلفية تهم تتعلق بخطاباته"
وتشير هيومن رايتس فيرست إلى أن الجهود الحذرة لواشنطن في تشجيع حليفتها على تحقيق الاستقرار من خلال الإصلاح السّياسي وإرساء سيادة القانون، قوبِلت برد عدائي أو ظلّت من دون رد على الإطلاق.
لماذا المخطط الجديد؟ البحرين تجسد عددا من التحديات الكبرى للسياسة الأمريكية في المنطقة
وفي توضيح لأسباب خروجها بهذا المخطّط، قالت المنظّمة إن واشنطن تحتاج "إلى استراتيجية جديدة للمساعدة على تحقيق الاستقرار والإصلاح في البحرين" موضّحة بأنّه "على الرّغم من كونها البلد الأصغر في منطقة الشّرق الأوسط، إلا أن البحرين تجسد عددًا من التّحديات الكبرى للسّياسة الأمريكية في المنطقة".
وأشارت إلى أن من بين هذه التحدّيات التّوترات الطّائفية المستثمرة من قبل داعش وغيرها من المتطرفين السنة وأيضًا من قبل إيران التي يسيطر عليها الشّيعة، لتأجيج الصّراع، وكذلك المشاكل الاقتصادية المرتبطة بالفساد العام والاعتماد المفرط على عائدات النفط، والتي تفاقمت بسبب الهبوط الحاد في أسعار النّفط.
ومن بين التحدّيات التي أشارت لها المنظّمة أيضا الإصلاح السياسي المعلق الذي يترك المظالم والمطالب الأساسية لفئة واسعة من الشعب من دون حل، حسب وصفها.
فضلا عن واقع دعم الولايات المتحدة لحكم استبدادي في الوضع الراهن من خلال حكومة تفشل في تأمين حكم جيد وتواصل إنكار الحقوق والحريات الأساسية لشعبها فيما تستمر في تملق روسيا وغيرها من منافسي الولايات المتحدة للحصول على الدّعم.
وقالت المنظّمة إن من بين التحدّيات التي تتعلق بالبحرين أيضا تراجع الدّعم الشعبي للولايات المتحدة الأمريكية، والأصول العسكرية المهمة، وهي في حالة البحرين، تمركز الأسطول البحري الأمريكي الخامس، المُهَدّد بعدم الاستقرار لمدة طويلة.
رابط المخطط الذي أعدّته منظمة هيومان رايتس فيرست