بالصور: أطول شهور السنة بدون الشيخ علي سلمان
2015-01-27 - 10:29 م
(لمشاهدة جميع الصور، اضغط في منتصف الصورة، ثم استخدم الأسهم)
مرآة البحرين (خاص): عاشت البحرين شهرا تاريخيا من شهور ثورتها التي تكمل سنتها الرابعة قريبا. فمنذ اعتقال زعيم المعارضة البحرينية، أمين عام جمعية الوفاق، الشيخ علي سلمان، في 28 ديسمبر/كانون الأول 2014، وحتى اليوم، شهدت البلاد أضخم موجة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية خلال عام.
ويمثّل اعتقال الرمز البحريني منعطفا فاصلا في الصراع بين النظام والأغلبية المطالبة بوضع نهاية للاستبداد. وفضلا عن جماهير جمعية الوفاق، صعّد ائتلاف 14 فبراير، من نشاطه على الأرض، بشكل يومي، على مدار شهر كامل.
التمّ شمل فصائل وحركات الثورة جميعا، سواء في تظاهرة "البلاد القديم" اليومية، أو في مختلف التظاهرات التي ضربت بقوّة كافة أرجاء البلاد. اتساع رقعة التظاهرات بشكل بارز، واختلاف لونها، بدا نذير تصعيد شديد في حدة المواجهة.
صنع هذا اللون المختلف فارقا في الاحتجاجات ضد النظام، وأعطى زخما أبعد بكثير مما تصوّرته السلطات، وجعل من الصراع يسير إلى مصير غير معلوم، سوى أنّه لا يبدو متوقّفا.
كاميرا الثورة سجّلت مشاهد مؤثّرة، للتظاهرات السياسية في البحرين خلال هذا الشهر. صور تداولتها بغزارة وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الدولية.
في هذا الصور، سنجد عالما آخر هو العالم الذي يعيشه المتظاهرون في البحرين. يصاب الواحد تلو الآخر، لكنّهم يخرجون اليوم تلو الآخر. وهكذا يرى البحرينيون المشهد: إن لم تتحرّك اليوم، لن يظل شيء ما تتحرّك من أجله غدا! سيقضي النظام على كل ما تبقّى.
وبين الدروع البلاسيتكية، والأقنعة الواقية من الغاز، وسمّاعة الشعارات، ومن يلتقط القنابل ويعيد قذفها أو ركلها تجاه القوات الامنية، تغيب الصورة في غمام الغاز، وتغيب معها أوجه المتظاهرين، شبّانا وفتيات، وهم يتفادون الطلقات يمينا وشمالا، لكنّهم يظلّون هناك، حاملين الموت أو صورة الشيخ علي سلمان.
وقريبا من آلة القتل والاستباحة، يتقدمون بعدد كبير نحو الشارع العام، صغارا، فتيانا، ومسنّين، رجال دين وشبّان غاضبين.
يقترب شبّان من المدرعات الأمنية أكثر فأكثر، أحدهم يرفع علما بقربها، وآخر يرميها بأصباغ أو حجارة، وعزلا يلوح بعضهم إلى المدرعات المصفحة، تعالوا: نحن لا نخاف، هذه بلادنا، هذه قريتنا، هذا حينا!
سحب الغاز تلاحق وتحاصر كل حي، وكل زقاق، حتى فرت الأمّهات بصغارهن من الموت. واستشهد رجل مسن اختناقا.
ينتهي المتظاهرون، فيعودون إلى البيوت، لالتقاط صور أخرى، هي حصيلة هذا الإصرار وهذه الجرأة: أجساد اخترقها الرصاص، ووجوه خضّبتها الدماء. آخرون سقطوا على الأرض، لكنّهم لم يدعوا صور "الزعيم" تسقط.
لم يخضع البحرينيون لمحاولات النظام حظر الاحتجاجات المناهضة له، والقضاء عليها، وحبس المتظاهرين في العوالم الافتراضية. يهدّد هذا الغضب بأن يخرج إلى عمق البلاد، وتلك ستكون لحظة تاريخية لثورة 14 فبراير، ستقلب الكثير من الموازين.
وآل خليفة يتذكّرون جيدا رسالة المتظاهرين إليهم، منذ دوّار اللؤلؤة: باقون حتى يسقط النظام.