نبيل رجب يستفتي حول أداء "القوى الثورية".. والخلاصة: ترهق النظام وهي دينامو العمل المعارض.. وآخرون: حماس بلا سياسة
2014-12-23 - 5:33 م
مرآة البحرين (خاص): "كما قيم الجميع أداء الجمعيات السياسية وطرح مقترحاته للحلول، فان من حق الناس أيضا أن تقيم أداء القوى السياسية والشعبية الأخرى التي لا تندرج تحت قانون الجمعيات السياسية، مثل حركة حق والوفاء وأمل و14 فبراير وأحرار البحرين، وليكن تقيمنا لهم ولأدائهم ومدى نجاحهم من فشلهم وعلاقاتها بالجمعيات السياسيةً والشارع، والسؤال هو هل نجحت القوى السياسية والشعبية التي هي خارج قانون الجمعيات؟ وكيف ترى الحل".
كان هذا هو الاستفتاء الثاني الذي طرحه الحقوقي نبيل رجب على صفحته في الانستغرام بعد التفاعل الكبير الذي حقّقه استفتاءه الأول حول أداء الجمعيات السياسية. 213 تعليقاً تفاوتت في تقييمها للحراك الثوري، شهد بعضها مشاداة كلامية بين الأطراف المختلفة في الرأي.
دينامو العمل السياسي
اتفقت آراء كثيرة على أن أداء القوى الثورية "ممتاز وناجح ويسبب ارهاق للنظام" الأرعن والمستبد، اعتبرها البعض "دينامو العمل السياسي المعارض"، مؤكدين أنه "بدون حراك شعبي لا استحقاق سياسي". ووصفها البعض بأن لديها "قدرة تحرّك أكثر من الجمعيات" وأكثر تحرراً من القيود المفروضة عليها رسمياً. وأضاف البعض الآخر "الحق يقال، إن الشباب هم من الأقوى في النفس الثوري في البحرين". وأشادت الآراء بالاستعداد الكبير الذي تحمله هذه القوى "للتضحية". ووصفها البعض بأن "الخط الثوري لديه القدرة الأكبر على التضحية ولديه الشجاعة والجرأة على مواجهة النظام".
ورأت آراء أن "الحراك السياسي في الآونة الأخيرة أكثر تأثيراً من حراك الجمعيات"، مستندين إلى أن "تكثيف الضغط على الشباب الثوري من حيث المطاردات وزيادة الأحكام واستخدام القوة المفرطة هو الدليل على ذلك". وقال البعض: "لولا شبابنا الثوري وتواجده المستمر صموده وثباته أمام آلات القمع والبطش في الميادين ونضالاته غير المحدودة لماتت قضيتنا".
ووصف البعض بأن "القوى الثورية الشبابية في الميدان هي الثورة، فالثورة هي الخروج في وجه الظالم والتمرد على قوانينه الظالمه". وأبدى آراء تعاطفها مع الحراك الشبابي قائلاً: "هؤلاء شباب يحتاجون من يوجههم لا من يهينهم".
حماس بلا سياسة
في الجانب الآخر رأت آراء أن القوى الميدانية "بحاجة لقيادة حكيمة"، ووصفتها بـ"التعصب" وبأنه "ليس لديها برنامج واضح، وأن فعالياتها متكررة". ووصفها البعض بأنها "لا خطة واضحة عندها للخروج من الأزمة، فهي طرحت شعار إسقاط النظام من دون وضع آلية واضحة لذلك وخصوصاً من دون النظر لما بعد الإسقاط".
ويرى البعض أن "الحراك الشبابي غير ناجح داخل كل القرى"، وتعتقد آراء متقاطعة بأن القوى الثورية "يتعاملون مع الناس بتعصب وكل من يختلف معهم خائن"، وأن نشاطهم "حماس بلا سياسة"، فيما اعتقد البعض أن "المواجهات صار ما منها فايدة".
ووصفت آراء "الحراك الشبابي"، بأنه "يتميز بالكثرة الهائلة لذا يحتاج إلى تنظيم طاقاته والتنسيق بين مكوناته". ويعتقد البعض أن "أهم سلبيات القوى الثورية عدم تثقيف قاعدتها الشعبية وتهذيبها".
يعتقد البعض أن "طيش بعض الصغار في السن يجعلهم يتصرفون تصرفات شخصية خاطئة". وأن "الحراك الثوري من سلبياته تشجيع الاطفال في الخروج إلى الشارع وهو ما ساهم في اختراق صفوفه"، ويرى أن ذلك أدى إلى "ابتعاد الأهالي عن الحراك الميداني حيث بعض المراهقين يقومون باهدار ممتلكات الناس العامة".
إلى ذلك أكد البعض أنه "قبل عام إلى عامين كان أداء القوى الثورية لا يقارن بأداء الجمعيات السياسية من حيث الضغط على الحكومة"، مشيراً إلى أنه "بعد الاعتقالات الواسعة التي استهدف بها النظام القوى الثورية "أدى ذلك لخفوت عملها".
ضرورة الوحدة بين الجميع
ورأى آخر أن "فعاليات الإئلاف تحقق نجاحاً ولكن بشكل محدود لأنه ليس هناك إجماع كبير على هذه الفعاليات من قبل الجمعيات وباقي الحراكات، فمثلاً لو دعى الإئتلاف للنزول للمنامة ولم يكن هناك تأييد من قبل الجمعيات ولا باقي الحراكات ستكون فعالية ضعيفة لأن الجمهور كله يتبع جمعية أو حراك آخر، ولكن لو كان هناك تأييد ودعوات من باقي الجمعيات والحراكات لاصبحت فعالية في غاية القوة والتأثير".
واجتمعت آراء على ضرورة "الاتحاد وتوحيد وجهات النظر بين الاطراف الفعالة في الساحة السياسية"، ويرى أصحاب هذا الطرح أن "كل حركة تؤدي واجبها على أكمل وجه، فحركة الجمعيات السياسية تقوم بدور الاعلام وحركة الشارع تصنع المجد، فكلاهما يكمل الثاني"، وفي مشاطرة للرأي رأى البعض أن "الطرفين، الجمعيات السياسية والحراك الثوري يسعيان بالخير رغم كل سلبياتهم وايجابياتهم لخدمة الشعب والحراك للوصول إلى المطالب".
وفي سياق الوحدة ذاتها رأى البعض أن "الجمعيات السياسية لها جماهيرها وحراكها وكذلك الحراك الشعبي في الشارع له أجندته، الجمعيات تبذل مجهوداً كبيراً ليس فقط في المسيرات بل في التوثيق ومشاركات في الخارج والقوة الثورية مازال مجهودها مستمراً في المسيرات الليلية".
ورفض البعض كل ما من شأن أن يفرق بين الشعب بقولهم "أكبر خطأ وقعنا فيه هو الأحزاب والحركات السياسية، يجب أن يتم الدعوة إلى جميع أطياف الشعب ويكون القائد واحد". وعقّب آخر "لكل دوره الذي يؤديه وأنا أشد على أيدي الجميع".
وربما نجد فيما قاله أحد المشاركين، ما يوجز الآراء التي ودرت في سياق نقدها لكل من حراك الجمعيات (الاستفتاء الأول) والحراك الثوري (الاستفتاء الثاني)، بقوله: "حركة الشارع تحتاج توعية وحركة الجمعيات تحتاج ترقية".