فيما يشبه الاستفتاء العام: نبيل رجب يضع أداء الجمعيات السياسية المعارضة على محك الرأي العام
2014-12-23 - 5:03 ص
مرآة البحرين (خاص): يستخدم الحقوقي نبيل رجب شعبيته الكبيرة في التعرف على آراء الناس واستفتائهم في الموضوعات ذات وجهات النظر المختلفة عبر وسائل التواصل المجتمعي، وهو الذي عرف عنه اهتمامه بالاستماع للآراء المختلفة من الأطراف المختلفة والاستفادة منها.
وفيما يشبه الاستفتاء العام، طرح رجب موضوعاً جدلياً ومعقداً، وضع أداء الجمعيات السياسية المعارضة على محك الرأي العام، لمعرفة رأي الشارع في حراك الجميعيات السياسية المعارضة خصوصاً بعد أحداث 2011. وهو موضوع تسبب كثيراً بخلافات حادة في الرأي بين المؤيدين لخط الجمعيات السياسي والمخالفين لهم. نفّذ رجب الاستفتاء على صفحته في الانستغرام. حظى الموضوع بمشاركة كبيرة وساخنة من قبل المتداخلين والمعلقين. في 200 تعليق لخص المشاركون الجوانب التي يرون أنها تضعف عمل الجمعيات السياسية، وتقدموا ببعض المقترحات، فيما أشاد البعض الآخر بعمل الجمعيات معتبراً جهودها جبارة ومخلصة وصادقة.
ويرى رجب في تصريح أدلى به لمرآة البحرين "أن الجمعيات المعارضة بحاجة للالتفات لما طرح من انتقادات وأفكار ودراستها لتقويم حراكها وتنشيطه، فمن المهم معرفة آراء الناس بشقيها السلبي والإيجابي والاستفادة منها".
الانتقادات والمقترحات..
الروتينية ومسايرة النظام ومهادنته والتعويل على المجتمع الدولي، هي أبرز الانتقاذات التي وجهها الشارع للمعارضة معتبراً إياها نقاط ضعف في عمل الجمعيات. تعتقد آراء أن "الجمعيات فشلت في التصعيد السياسي والميداني لتواكب تصعيد النظام" الذي وُصف بالوحشي، وأنها تفتقد للخطة المستقبلية كمواجهة جريمة التجنيس السياسي مثلاً، كما رأى البعض أن الجمعيات لم تحتو الآراء المخالفة لها.
وأكدت آراء أن على الجمعيات السياسية المعارضة تصعيد حراكها السلمي وتنويعه، بعد أن اقتصر نشاطها على مسيرات أسبوعية روتينية في شارع البديع، أو تجمعات ووقفات في مقرات الجمعيات، وعلقوا بأن نمط الحراك الروتيني المتكرر يجعل الشارع متململاً منه. بدورها طالبت بعض الآراء تكثيف المسيرات وعدم اقتصارها على المرخص فقط. وانتقد البعض عدم امتلاك الجمعيات ما أسماه بـ"الحلول البديلة أو الجرأة الكافية" مضيفاً "فلو تم منع مسيرة مثلاً لا نرى تحرك غير المؤتمرات الداخلية غير ذات الجدوى".
ونوّهت الآراء إلى أن "غياب القدرة على الضغط على النظام كبد الشعب الكثير من الشهداء واستمرار سجن الابرياء وغياب أفق الحل السياسي". في حين طالب البعض بـ"عمل إضراب عام مفتوح، بدعم الجمعيات السياسية والمنظمات العمالية بدون إغلاق الشوارع والمواجهات".
من جانب آخر نبه منتقدون على "أهمية مصارحة الجمعيات مع الجماهير والثبات علي المطالب التي يرفعونها والاعتراف والتنسيق مع المعارضة التي لا تتفق مع سياستهم". ورأى البعض أن الشارع انقسم بين قوى الجمعيات المعارضة ومن جرت تسميتهم قوى الممانعة أو القوى الثورية. وأنه قد تم اقصاء الأخيرة، مقابل محاورة القوى الاصلاحية المتمثلة في الجمعيات السياسية والتي "يمكن التحاور معها وملاينتها".
تعتقد الانتقادات المطروحة بأن "أكبر فشل تواجهه الجمعيات السياسية هو رهانها على تعاطف الغرب مع شعب البحرين". ويؤكد البعض: "مشكلة الجمعيات انها تركز على ان الشعب أبهر العالم بسلميته، في حين العالم تهمه المصالح ﻻ غير".
ترى آراء أن هناك ردود فعل غير متكافئة إزاء بعض الأحداث، ففي حين ترتفع وتيرة رد الفعل إلى الأقصى حين يتعلق الأمر بمرجعية دينية للوفاق مثلاً، ينخفض دون الحد الأدنى أمام الاعتداء على النساء وانتهاك الأعراض وفق ما ذكر.
يعيب البعض على بعض شخصيات المعارضة أن تخونهم الحنكة السياسية في بعض تصريحاتهم، وكذلك مواقفهم.
ويرى البعض أن "مقاطعة الانتخابات نقطة تضاف لرصيد الجمعيات ولكن ماذا بعد؟ ماهو برنامج الجمعيات للمقاطعة؟" فيما أشار رأي آخر إلى أن "المعارضة تعمل على النفس الطويل و هذا متعب جدا للشعب و النظام يستغل الوقت للقضاء على المعارضة".
كما طالبت الآراء المنتقدة بـالعودة إلى التظاهر في المنامة مع نزول "القيادات السياسية والدينية في المقدمة" واعتبرت استجابة الجمعيات لمنع النظام التظاهر في المنامة خطئاً كبيراً.
وطالب البعض الجمعيات بالتوحد تحت ظل جمعية عمومية واحدة تشمل كل الشعب وتستفيد من الاحداث الماضية، وأن تجيد بناء جيل جديد مثقف واع ديمقراطي وليس طائفي أو ديني أو عرقي.
كما انقد البعض ما أسموه "عدم وجود تنسيق بين الجمعيات المعارضة و الجمعيات غير المسجلة كتيار الوفاء وحركة وحق والمعارضة في الخارج".
وانتقدت البعض ما أسماه "غياب الاستراتيجية الواضحة فى عملية المعارضة"، والحاجة إلى "برنامج يتدرج بعملها نحو الهدف المطلوب". وأضاف "السلطة الظالمة مستمرة في برنامجها الاقصائى والاجرامى لسحق الهوية الوطنية على جميع الصعد بينما نحن منشغلون في الندوات والمسيرات!! لنقل اننا لن نلجأ للعنف، ألا يوجد برنامج للمعارضة أقلها اقتصادي يعطل بغى السلطة؟".
بدورهم رفض البعض ما أسموه بـ"بيانات الشجب والاستنكار والتخوين للشباب الثوري من قِبَل الجمعيات".
الآراء الإيجابية والمادحة..
من جانب آخر، امتدح العديد من المشاركين عمل الجمعيات السياسية واعتبرت أن "الجمعيات وتحديدا الوفاق هي من وقفت معنا منذ ضربة الدوار حتى اليوم وفتحت بابها وحملت قضايانا بكل صدق دون النظر لانتمآتنا او توجهاتنا"، وأشاد مشاركون بالنخبة السياسية التي تتضمنها الجمعيات السياسية، وما يقومون به من مجهودات وصفوها بالجبارة. فيما أكد البعض على أن "الجمعيات المعارضة لديها أسلوبها الواضح، سلمية الحراك وهذا منبثق من إمكانية الشعب لمواجهة السلطة".
أشادت آراء باخلاص الجمعيات السياسية المعارضة، خصوصاً الوفاق، وتأسفت لعدم تقدير جهودهم من قبل البعض. ورأت أن اعتدال الجمعيات يجعلها "غصة في حلق النظام بما هو معروف عنها في الخارج من اعتدالها ووضوح مبادئها". كما أكد البعض على أن "الجمعيات هي صمام الأمان" للشعب. واحترم مشاركون اختلاف الاسلوب بين الفاعلين السياسيين، بما لا يلغي دور الجمعيات المميز أو يقلل من جهودها الصادقة والمخلصة.
وقد أكد البعض أن " المعارضه المتمثلة في الجمعيات ماضيه بخطى ثابته وشعارات ثابته وأهداف محدده ونفسها طويل وقد يعتبرها البعض حالة سلبيه لأن الثبات بهذه الطريقه يمنع التصعيد، ورفض أن يتم فرض آراء الشارع على المعارضة، "الحل في اعتقادي هو أن يتفهم الشعب مطالب المعارضه ويقتنع بأن من حقها أن ترفع مطالبها التي تقتنع بها ويزحف حولها عشرات الآلاف وأن يكرس منتقدي المعارضه جهدهم في تحقيق مطالبهم. ومن جهه أخرى على المعارضه أن تكون أكثر شراسه مع النظام وعليها أن تتمرد على الحكومه لأنها حسب رأيهم فاقده للشرعيه".