"حبارى" باكستان أم المرتزقة: ما الذي يعطي الملك البحريني الإحساس بالفخر والنصر؟
2014-12-15 - 2:45 ص
مرآة البحرين (خاص): يثير تصريح السكرتير الثاني بالسفارة الباكستانية يوم أمس، بأن هناك بين 25-30 ألف باكستاني مجنّس في البحرين، الكثير من الشجن، والسخرية في الوقت ذاته. فالرجل لم يكتف بكشف معلومات لطالما كانت سرية، بكل سذاجة، بل راح أيضا يؤكّد أن السفارة الباكستانية لا تزال في خدمة شعبها "الباكستاني" في البحرين، وأن وطنهم هو "باكستان" في نهاية المطاف.
"محمد عهد"، الذي يشغل منصب رئيس مكتب المحفوظات، السكرتير الثاني بالسفارة الباكستانية، قال بوضوح إن السفارة في كل الأحوال تقدّم دعمها لهؤلاء، لمساعدتهم على السفر إلى "بلادهم" عند الحاجة!
"السفر إلى الوطن"، هكذا وردت العبارة نصا في تصريح "عهد"، الذي لم يكشف فقط عدد المجنّسين الباكستانيين في البحرين، بل كشف أيضا دور سفارته الحيوي في كل ذلك، سواء قبل أو بعد منحهم الجنسية. لن يكون هؤلاء رعايا بحرينيين فقط!
"عهد" أكّد أيضا أن الباكستانيين (حملة الجواز البحريني وسواهم)، يشكّلون ثالث أكبر جالية أجنبية في البحرين!
" كل شيء ممكن كان يجري القيام به لمساعدة ««الباكستانيين»» الذين يحملون جوازات السفر البحرينية، للسفر إلى باكستان" يقول السكرتير الثاني.
السفارة على علم أيضا برعاياها الذين يطمحون بهدية الجواز البحريني الرخيص "4,000 إلى 5,000 هم على قائمة الانتظار".
ومع أن باكستان لا تسمح بازدواج الجنسية، ورغم أن السكرتير الثاني طالب هؤلاء "الباكستانيين" الذين "أمّنوا" جواز سفر بحريني بأن يسلّموا جوازهم "الباكستاني" إلّا أنّه طمأنهم بأن باكستان ستبقى وطنهم، وأن بطاقة "الهوية الوطنية" التي تمنح للمغتربين ذات صلاحية طويلة الأجل تساعدهم في السفر إلى "بلادهم" عند الحاجة، سبتقى لديهم.
باكستان، وسفارتها، في خدمة شعبهم، المجنّس في البحرين. ليس بهذه الطريقة فحسب، بل تعمل السفارة أيضا على تحصيل "قطعة أرض" من الملك البحريني، صاحب الأراضي الكثيرة ، لإقامة جامعة لخدمة هؤلاء، معتبرين هذا المشروع "نعمة بالنسبة لأولئك الذين يعملون في البحرين على المدى الطويل في الأجهزة الأمنية، والذين لا يكسبون ما يكفي لإرسال أطفالهم إلى باكستان أو خارج البحرين للدراسات العليا الخاصة بهم".
الأخبار الإيجابية هي أن هذا المقترح يتقدّم بشكل إيجابي، وأنّه قد يصبح واقعا عما قريب، بحسب ما نقلت الصحيفة عن السكرتير الثاني. أما السفير فقد ناقش وأعلن ذلك لرعاياه، الذين أبدوا ارتياحا كبيرا!
وفي الواقع، فإن للسفارة الحق في ذلك، بما أنّها تحوّلت إلى "وكالة" للدفاع عن حقوق ومصالح "مواطنيها البحرينيين"!! خصوصا إذا ما عرفنا بأن أعداد الطلاب في إحدى المدارس الباكستانية في البحرين يفوق 4000 طالب، داخل مدرسة واحدة!
لا يفصل المسئول الباكستاني أبدا بين علاقة بلاده بالبحرين، وبين تجنيس هؤلاء المرتزقة، فجميعهم باكستانيون في نهاية المطاف، وهم أساسا جزء من صفقة كبيرة ومستمرة بين بلاده والبحرين، ومن واجبه أن يرعى مصالحهم، في أرضهم الجديدة، وربّما.. سيطلب أيضا أن يكون ممثّلهم في الحكومة والبرلمان والمؤسسات الأخرى قريبا.
الجميل... أن ذلك كان لقاء مفتوحا، بحضور السفير الباكستاني، محمد سعيد خان، أقامته السفارة لرعاياها (المجنّسين)!
السفير بدوره أعلن فضلا عن ذلك أن وفدا باكستانيا سيزور قريبا البحرين لتشجيع توظيف أطباء من باكستان، مضيفا أنه "سعيد للغاية" أن الأمانة العامة للتظلمات بوزارة الداخلية قد قررت أن تبدأ برنامج توعية "للمجتمع الباكستاني"!
وخلال اللقاء، أعلنت السفارة أنّها ترتّب زيارة لرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى البحرين في المستقبل، ليطمئن هو أيضا على هؤلاء الـ 30 ألف مواطن باكستاني، في بلادهم الجديدة!
وبالمناسبة، فنواز شريف، الذي استقبل الملك البحريني في وقت سابق من هذا العام، سيكون ضيفا مهمّا جدا على البلاد، ليس بسبب رعاياه المرتزقة الذين يقتلون الشعب لحماية حكم آل خليفة فحسب، بل أيضا لأنّه الرجل الذي يوفّر وسائل الترفيه "البدوية" للملك ووالد زوجته وصديقه المشير!
ففي الشهر الماضي ظهر الملك في إحدى البرّيات وهو يطعم طائر "الحبارى"، رمز صحاري الجزيرة العربية والطريدة الأولى والتراثية للصقارين، الذي يشكل التحدي الكبير لهم ولصقورهم، والذي يعطي اصطياده الإحساس بالفخر والنصر!
ومن الاعتقادات الخاطئة، التي يبدو أنها تستحوذ على الملك، أن لحم هذا الطير طعام مثير للشهوة الجنسية!
الملك حمد يزور موقع مشروع إطلاق طيور الحبارى في المنطقة الجنوبية |
وسائل الإعلام الرسمية قالت وقتها إن الملك أعلن نجاح مشروع إطلاق طيور الحبارى، الذي أمر به شخصيا، وزاره أكثر من 3 مرات خلال فترة قصيرة، إحداها مع دوق ويستمنستر جيرالد كروزفنر.
طيور الحبارى الأثيرة هذه، والمعرّضة للانقراض في العالم كلّه، اختفت على ما يبدو من البحرين، لكن الملك أعلن فجأة عن مشروع "توطينها وتوفير البيئة المناسبة لها وتهيئة الأجواء لتكاثرها والحفاظ عليها بمنع صيدها"، وذلك بعد أن زعم بأن حكّام الإمارات أهدوه مجموعة منها، من النوع "الآسيوي".
لكن الحقيقة هي أن نوّاز شريف، كان قد سمح للملك حمد وحاشيته (بالإضافة إلى شيوخ من السعودية والإمارات وقطر) باصطياد هذه الطيور مباشرة من باكستان، وأخذها إلى بلاده، بحسب ما أكّدت صحيفة باكستانية، قالت إن ذلك كان مخالفا للاتفاقيات الدولية والقوانين الباكستانية التي تفرض حماية هذا الطائر من الانقراض.
الصحيفة قالت أيضا إن نواز شريف، فضلا عن ذلك، أعطى الشيوخ العرب الضّوء الأخضر لصيد عدد الطّيور التي يُريدونه، بلا حدود.
ولأنّ المرتزقة في باكستان أرخص بكثير من الحبارى، فلا عجب أن نجد 30 ألف باكستاني في البحرين.
"باكستان" تصدّر لآل خليفة شعبا، ومرتزقة، وطيور "الحبارى" المحمية دوليا أيضا!
وحبارى الملك من باكستان، كما المرتزقة تماما، هي فقط ما يعطيه الإحساس بالفخر والنصر و"القوّة الجنسية"!