ويبدو أن هذه الدورة جاءت لتكون فرصة للسلطة من أجل استغلالها للتستر على الجرائم التي ترتكب في حق الشعب المسالم من قتل ممنهج وسياسات تجويع وقمع للحريات ولإظهار أن البلاد استعادت عافيتها..ولعل الأكثر إيلاما هو سقوط الضحايا من مختلف الأعمار كان آخرهم الشهيد أحمد جابر القطان الذي لم يتجاوز السابعة عشر ربيعاً، والذي لاقى حتفه مساء أمس (الخميس).

ويحاول النظام استخدام ورقة الشعبية الجماهيرية للرياضة والتي كانت قد نالت نصيبها الوافر في الجزيرة المنكوبة من القمع والتعذيب الذي طال مختلف نجومها الذين ساهموا في صناعة إنجازات تاريخية على أكثر من لعبة، فهو يسعى لاستخدام سياسة البهرجة الإعلامية بالتعاون مع مختلف وسائل الإعلام الخليجية من صحف وفضائيات، بالإضافة لتجنيد بعض الصحافيين البحرينيين في بعض الصحف البحرينية، وكل ذلك من أجل إيصال رسالة مفادها أن البحرين آمنة وأهلها ينعمون بكل سبل الراحة والأمان.

وتفيد مصادرنا الخاصة في المنامة أنه تقرر أن يحضر ملك البحرين حفل الافتتاح وسيقوم بإلقاء كلمة في التجمع الذي سيغني فيه المطرب الكويتي عبدالله رويشد في أستاد البحرين الوطني بديلا للفنان السعودي محمد عبده الذي اعتذر عن المشاركة لأسباب لم يعلن عنها، كل ذلك في وسط أجواء متناقضة في بلاد لم يكترث حكامها بأجواء العزاء والحزن لأبناء الوطن المنكوب الذي يزف شهيده الأخير أحمد جابر (17) عام إلى مثواه الأخير.

كما تفيد المصادر أن اللجنة الأولمبية التي يرأسها نجل الملك ناصر بن حمد آل خليفة قد أغرت بعض الصحفيين البحرينيين بمبالغ من المال في حال قاموا بعملهم المطلوب في إظهار الصورة التي تدل على أن البطولة تقام في أجواء مثالية من الأمن والاستقرار.

ويؤكد مصدر مقرب من الدورة أن رئيس اللجنة ومساعده قد أكدا على الصحفيين ضرورة العمل على إرسال رسالة لمختلف دول العالم تكذب ما تتناقله مختلف وسائل الإعلام والوكالات الإخبارية عن البحرين، وأن من سيساهم منهم في نجاح المهمة سيحظى بمبلغ مجزي من المال بهدف إشعال التنافس بين الصحافيين.

وفي مفاجأة أخرى كشف مصدر مقرب من اللجنة المشرفة على إقامة البطولة أن رئيس اللجنة الإعلامية محمد لوري قد قام بعملية "تعشيم" لبعض الصحافيين في أقسام الصحف المحلية بتنصيبهم أعضاء للجنة الإعلامية العليا للبطولة وهي لجنة تستحدث لأول مرة على في مثل هذه المناسبات، إضافةً لإعطائهم وعد بالحصول على مبلغ مالي يقارب الألف دينار بحسب المصدر.

وكانت شريحة الرياضيين في المملكة القمعية البحرين قد استهدفت أكثر من غيرها من ناحية القمع والتشهير التلفزيوني الذي يشرف عليه فواز بن محمد آل خليفة، كما يذكر أن رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ناصر بن حمد الذي يترأس في الوقت ذاته اللجنة الأولمبية البحرينية قد ظهر في إحدى البرامج الذي حوكم فيها اللاعبين على الهواء ليتوعد كل من شارك في احتجاجات ومسيرات دوار اللؤلؤة من اللاعبين والكوادر الرياضية، وهو نفسه المتهم بتعذيب بعض الشخصيات القيادية للمعارضة منهم الشيخ محمد حبيب المقداد.

ومن المفارقات التي تلف أجواء الرياضة المنكوبة في البحرين هو أن موعد انطلاق هذه الدورة الخليجية، والتي على ما يبدو  أنها في طريقها لتحقيق حالة كبيرة وصريحة من الفشل في عملية التسويق الإعلاني بشكل كبير تتزامن مع مباراة هامة يخوضها المنتخب البحريني لكرة القدم مع نظيره الإيراني في ملعب الحرية بالعاصمة طهران في إطار تصفيات كأس العالم 2014، أي أن ثمة أمر متعمد من اللجنة المنظمة فيما يتعلق بتحديد التاريخ رغم علمهم بموعد المباراة المرتقبة.

الأمر الغريب الآخر، هو تهرب نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم النقيب بالجيش البحريني علي بن خليفة آل خليفة ونجل القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير خليفة بن أحمد عن رئاسة وفد المنتخب إلى طهران، خصوصاً وأنه شخصية عرفت بتطفلها على كرة القدم وحبه لرئاسة بعثات المنتخب في مختلف البطولات.

وسيغادر وفد منتخب البحرين إلى إيران خلال الساعات القادمة برئاسة عضو مجلس الاتحاد البحريني لكرة القدم علي البوعينين وهو أيضاً ضابط بمهنة طيار استكشافات عسكرية في قوة دفاع البحرين، بدلاً من ابن المشير في خطوة يؤكد الرياضيون أنها الأولى التي يرأس فيها البوعينين وفد المنتخب الأول ويساعده في بعض ضباط الجيش في إدارة الوفد تحت مسمى إداريي المنتخب.

وعلى صعيد متصل وجه رئيس الاتحاد البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة شكره وامتنانه إلى المشير خليفة بن أحمد وإلى رئيس هيئة الأركان  بعد توفير طائرة خاصة تقل المنتخب إلى إيران، إلا أنه لم يعرف الدور ما هو دورهما فيما يتعلق بتوفير الطائرة الخاصة.