إليوت أبرامز: حكومة البحرين تعتقل كل مَن يهين وزارة الداخلية!
2014-10-11 - 6:01 م
إليوت أبرامز، مجلس العلاقات الخارجية
ترجمة: مرآة البحرين
لا تزال بعض الدّول تعتقل كل من يُهين رئيس الدّولة. وعندما كان محمّد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، رئيسًا لمصر، كان يقوم بذلك على الدّوام. وكما كتبت عن هذا الموضوع من قبل هنا، لا تزال البحرين تعتقل مَن يُهين الملك.
ويعود أصل مثل هذه القوانين إلى القرون الغابرة: إذ كانت الكثير من الدّول تُلقي القبض على من يُهين الحاكم، وصولًا إلى القرن العشرين على أقل تقدير. وما زالت هذه الأحكام جزءًا من قانون بعض الممالك، إذ كانن هناك محاكمةٌ جرت في أسبانيا حديثًا أي في العام 2007. (كانت الجريمة نشر رسمٍ كارتوني على غلاف إحدى المجلّات يُصوّر ولي العهد فيليب-وهو الملك حاليًّا-وهو يُجامع زوجته؛ وكانت عقوبة كل من الرّسّامين دفع غرامة قيمتها ثلاثة آلاف يورو.)
ولكن في الدّول الشّيوعيّة وبعض الدّول الأخرى أيضًا صورةٌ مشابهةٌ، وبطريقة ما، أكثر غرابة: إذ يتم سجن مَن يُسيء إلى بعض المؤسّسات كالحزب الشّيوعي، أو الجيش، أو "الأمّة".
وفي البحرين، يمكن اعتقالك لإهانة وزارة الدّاخلية. وهذا ليس خطأً مطبعيًّا، فهذا الأسبوع، فور عودة النّاشط في مجال حقوق الإنسان نبيل رجب من الخارج إلى موطنه (عقب قضائه حكمًا لمدّة سنتين في السّجن من قبل) زجّته الشّرطة في السّجن. وكانت جريمته التّغريدة التّالية:
إنّ الكثير من الرّجال في #البحرين الذين انضمّوا إلى #الإرهاب و #داعش أتوا من أجهزة الأمن وتلك الأجهزة هي الحاضنة الأولى لهذه العقيدة.
وصرّحت محامية رجب أنّ "الجريمة التي يقولون إنّه ارتكبها هي الإساءة إلى أو إهانة وزارة الدّاخلية البحرينية. وإنّ العقوبة على هذه الجريمة دفع غرامة وكذلك السّجن لمدّة قد تصل إلى ثلاث سنوات." ووفقًا لوكالة رويترز "أكّدت النّيابة العامّة البحرينية أنّها أحالت شخصًا إلى المحكمة بتهمة إهانة هيئة رسمية علنًا على موقعٍ للتواصل الاجتماعي وأوقفته على ذمة التحقيق..."
وبالنّسبة إلى غالبية الأمريكيين، يُعد هذا أمرًا سخيفًا وشبيهًا بعالم فرانز كافكا. ولو أنّ للولايات المتّحدة الأمريكية قوانين مشابهة، لكان كل عضوٍ في لجنة المراقبة الدّاخلية والإصلاح الحكومي قابعًا في السّجن الآن، لإهانة كلٍ منهم دائرة الاستخبارات السّرّية في اجتماعهم هذا الأسبوع. فالأمريكيّون يستمتعون منذ البداية بالإساءة إلى المؤسّسات الحكوميّة. ومن الممكن أن يسترجع المرء تعليقًا قدّمه مارك توين منذ أكثر من قرنٍ يقول إنّه "لا وجود لطبقة إجرامية محلّيّة غير الكونغرس" وقد قال أيضًا "فلنفترض أنّك مغفلٌ. ولنفترض أنّك عضوٌ في الكنغرس. ولكني أكرر الفكرة ذاتها." ولو كان موجودًا في البحرين لهلك.
لا يمكن لأي حكومة أن تشرّع قانونًا يوجب احترام المؤسّسات الحكوميّة، وستفشل الحكومة البحرينية في هذا. فلن تُحترم وزارة الدّاخلية إلّا عند احترامها حقوق المواطنين. واعتقال المواطنين الذين يُعلّقون على أداء حكومتهم تصرّفٌ رجعيٌّ، وقمعيٌّ، وينم عن هزيمة ذاتية.
التّاريخ: 3 أكتوبر/تشرين الأوّل، 2014
النص الأصلي
- 2024-11-13وسط انتقادات للزيارة .. ملك بريطانيا يستضيف ملك البحرين في وندسور
- 2024-08-19"تعذيب نفسي" للمعتقلين في سجن جو
- 2024-07-07علي الحاجي في إطلالة داخلية على قوانين إصلاح السجون في البحرين: 10 أعوام من الفشل في التنفيذ
- 2024-07-02الوداعي يحصل على الجنسية البريطانية بعد أن هدّد باتخاذ إجراءات قانونية
- 2024-06-21وزارة الخارجية تمنع الجنسية البريطانية عن ناشط بحريني بارز