قبل حكم التمييز في 31 أغسطس القادم: زينب متعلّقة برقبة والدتها ريحانة: ماامااا.. لا أريدك أن تذهبي.. لا أريد أن أخرج!
2014-08-28 - 11:18 م
مرآة البحرين (خاص): تدخل إلى حضن والدتها بالبكاء، وتخرج من حضنها بالبكاء، تتعلّق زينب ذات السنوات الخمس برقبة ريحانة عند انتهاء وقت الزيارة: "مااامااا.. لا أريدك أن تذهبي.. لا أريد أن أخرج". ترفض أن تفك يدها عما تصل إليه من كُلِّ والدتها، تنهار القوة التي تحاول ريحانة الظهور بها أمام أطفالها، تدمع عيونها باختناق مكتوم، يؤثر هذا المشهد في الجميع بما فيهم الشرطيات اللاتي لا يخفين حزنهن. يتكرّر هذا المشهد عند كل مرة تؤخذ زينب لحضن والدتها ريحانة.
بين البكائين، بكاء الدخول وبكاء المغادرة، تحاول ريحانة مسح حزن أطفالها العالق، حسين (16 عاماً)، وعبدالله (13 عاماً) وزينب (5 أعوام)، كذلك زوجها الذي يفتقدها كثيراً، تحاول أن تضفي جوّاً من النشوة والمرح، يضحك الجميع، توهم أطفالها أنها تعيش وضعاً مريحاً، وأن ليست هناك أي مضايقات تتعرّض لها، وتؤكد لهم أن عودتها قريبة جداً. يصدّق الأطفال ذلك لأنهم يريدون تصديقه، بل لأنهم يحتاجون ذلك، فالكذب على الواقع مخدِّر مؤقت.
ريحانة الموسوي، المرأة الوحيدة في قضية خلية 14 فبراير، تمثل يوم الأحد القادم 31 أغسطس 2014 في محكمة التمييز بانتظار النطق بالحكم النهائي بحقها مع باقي المتهمين. محكمة الاستئناف كانت قد خفّضت حكم ريحانة من 5 إلى 3 سنوات في 29 مايو 2014.
قرابة عام و4 أشهر قضتها ريحانة داخل السجن بلا أي دليل إدانة ضدّها، تطورت تهمتها من التجمهر، إلى (النية) في في القيام بعمل إرهابي تفجيري في فعالية الفورمولا، ثم إلى الاشتراك في خلية إئتلاف 14 فبراير! هكذا تتكاثر التهم في معتقلات البحرين وتتوالد إرهاباً. ليس مهماً بأي تهمة يتم اعتقالك، المهم بأي تهمة ستبقى فيه. لم تتوقع ريحانة أن تبقى في المعتقل سوى ساعات، يتم بعدها إخلاء سبيلها كما حدث مع المحتجات في سباق الفورمولا عام 2012، لكن السلطة التي تكيد انتقاماً من صمود شعبها وإصراره على المطالبة بحقوقه، كادت لريحانة ونفيسة وباقي المتهمين في قضية الفورمولا المزعومة، صار التجمهر خلية إرهاب.
خلال هذه الفترة، تغير الكثير في حياة ريحانة وعائلتها، فقدت ريحانة الكثير من وزنها ونضارتها، وانحسر مستوى أطفالها الدراسي بغياب والدتهم التي تدير كامل شئونهم واحتياجاتهم اليومية. ابنها عبدالله الذي يدخل أعوام مراهقته الآن، هو الأوضح تأثراً بين إخوته، انخفض مستواه الدراسي بشكل كبير، وصار انطوائياً وقليل الكلام. منذ اعتقلت ريحانة توزعت مسؤولية رعاية الأطفال بين سيد طلال علوي (زوج ريحانة) ووالدة ريحانة، أما زينب، فصارت في مسؤولية إحدى خالاتها. هكذا شتّت اعتقال ريحانة عائلتها الصغيرة.
الجميع لا زال يعتقد أنه في حلم مزعج وطويل، وأن ثمة يد سوف توقظهم من هذا الحلم ليعودوا كما كانوا. لا زالت العائلة غير مستوعبة كيف تحوّلت قضية تجمهر عادية إلى إرهاب؟!! لا أحد يملك جواباً.. وما الدليل على الإرهاب؟ لف قطني حول بطن نفيسة العصفور التي كانت مع ريحانة حينها. وماذا كان في هذا اللف؟ لا شيء، بندج عادي؟ هكذا أتت الإجابة من المختبر الذي أُخذ إليه ليتم فحصه. شهود الاثبات الذين أحضرتهم النيابة العامة للمحكمة، نفوا أن يكونوا قد وجدوا عند السيدتين ريحانة ونفيسة أي شيء يدل على أنهما تخططان القيام بعملية تفجير. الإدانة اعتمدت الاعترافات التي انتزعت تحت التعذيب فقط، وطمأنينة قلب القاضي ووجدانه!